أثارت مخططات شركة غوغل لإنشاء مكتبة رقمية ضخمة مخاوف أوروبية من تأثر موروثهم الثقافي بالثقافة الأنجلو- أمريكية التي يحسب البعض عليها تأثرها بدورها بثقافة أفلام هوليوود، ولا يستبعد عدد من هؤلاء أن تكون نتيجة ذلك انتشار أفكار مغلوطة عن العالم بأسره.
كما أن عددا ليس بقليل متخوف من تأثر هذه الثقافات والعلوم الموروثة بأعمال الشركات التجارية الربحية وخاصة في حال تعارضت مصالح هذه الأخيرة مع هذا المخزون الفكري للأمم، وبالتالي ظهور ما يمكن اعتباره ''إصدارة أمريكية عن ميراث العالم الثقافي''.
وكانت شركة غوغل قد كشفت عن مشروعها في كانون الأول الماضي، وهو يرمي إلى جمع نسخ رقمية عن طريق المسح الضوئي لملايين الكتب الموجودة في جامعات أربع هي أوكسفورد وهارفارد وستاندفورد وميشيغن إضافة إلى المكتبة العامة في نيويورك، حيث ستكون هذه النسخ الرقمية من الكتب متاحة للقراء عبر الإنترنت، وهو مشروع قد يستغرق سنوات.
وكانت ست شخصيات قيادية أوروبية قد أطلقت مبادرة تعتزم إنشاء ''المكتبة الرقمية الأوروبية'' تكون موازنة للكفة أمام المبادرة الأمريكية التي أعلن عنها من قبل غوغل. فقد أجمع قادة كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وبولندا وهنغاريا على أن هذا المشروع يحول دون أن ''يغيّب دور هذه الأمة التاريخي في نشر المعرفة''.