معظم الحوامل يلدن بدون أي مضاعفات ، والولادة تبدأ عادة عندما يحدث إنقباضات منتظمة في عضلات الرحم ، وهذه الإنقباضات تسبب آلاماً إما في أسفل البطن أو في أسفل الحوض وتنتشر إلى أسفل الفخذين .
بعض الأحيان يظهر عند الأم بعض الإفرازات المائية قبل حدوث آلام الولادة وهذه عادة ناتجة عن السائل الأمنيوسي عندما ينفتح الغشاء المحيط بالطفل .
وعند بداية المخاض ينزل على الأم إفرازات مخاطية مخلوطة بخيوط من الدم وقد يبدأ نزول هذه الإفرازات بأيام قبل بدء المخاض وقد لاينزل شيئاً مطلقاً عند بعض النساء، لذلك لاتعتبر علامة يعتمد عليها للدلالة على المخاض .
والولادة بشكل عام مسببة للألم ولكن التدريب على أخذ النفس العميق عند بداية المخاض قد تخفف نسبياً من هذه الآلام .
هذه الإنقباضات المتولدة بالرحم تجعل رأس الطفل يمر عبر الحوض متجهاً للأسفل ضاغطاً على عنق الرحم ، مما يساعد على توسعه وبالتالي يتم نزول الطفل أكثر وخروجه إلى العالم .
في أواخر الحمل يكون عنق الرحم مقفلا ، ولكي تتم ولادة الطفل بشكل طبيعي، يجب أن يتمدد عنق الرحم تمددا كاملا . والرحم في هذا الوقت أشبه ما يكون بجرة فخار مقفلة من فتحتها إلا أن الجنين بداخلها، ولا يمكنه أن يخرج من هذه الفتحة إلا إذا تمددت بالكامل .
ويحدث تمدد عنق الرحم بفضل الطلق الذي هو كناية عن انكماشات وتقلصات متتابعة تحدث في الرحم بشكل منتظم تدوم مدته حوالي 12 ساعة عند البكريات، ونصف هذه المدة عند اللواتي وضعن سابقا، وتدوم الطلقة نحو ثلاثين ثانية تحدث في البدء كل 20 دقيقة ثم تشتد وتتكاثر إلى أن تحدث كل 5 دقائق . وتعود قوة الطلق إلى مدى استعداد المرأة الجسدي والنفسي لعملية الولادة، ومهمة هذا الطلق هي توسيع عنق الرحم بشكل عام تمهيدا لنزول الجنين وولادته .
وقد يلجأ الأطباء . في حال وجود ضعف في الطلق ( كسل في الرحم ) إلى حقن المرأة بالأدوية المنشطة للطلق وتقويته عن طريق وضع المصل في يد الوريد، وكذلك من أجل تسريع الولادة في حالات طبية معينة .
ويحرص في هذه المرحلة على عمل حقنة شرجية لإخلاء المستقيم وتفريغ المثانة من البول من اجل تسهيل ولادة الجنين .
إذا كانت المرحلة الأولى من الولادة تبتدئ ببدء الطلق الفعال وتنتهي بتوسع عنق الرحم . فالمرحلة الثانية تبدأ باندفاع الجنين إلى الأسفل وتنتهي بولادته . وهذه المرحلة أقصر من سابقتها ومدتها لا تتجاوز الساعة ونصف الساعة عند البكرية، ونصف ساعة عند غيرها .
وتتميز المرحلة الثانية بأن جميع عضلات البطن والظهر والرقبة واليدين والساقين والتنفس والصدر مجتمعة إلى جانب عضلات الرحم، تعمل في دفع الجنين إلى الخارج، وبمعنى آخر إلى ولادة الجنين وبنتيجة ذلك تشعر المرآة أن جسما غريبا " يخرج من أسفلها " وعليها الإسراع للتخلص منه، فتحبس نفسها وتشد إلى الأسفل مع بداية كل طلق كما يفعل المتغوط تماما وهكذا حتى يخرج الرأس ثم الكتفان وبقية أجزاء الجسد . فيستقبل الطبيب المولد الوليد الجديد وينظف فمه وأنفه من الدم والمخاط والسائل الأمنيوني ثم يقطع الحبل السري ويضع عليه كلابه نحاسية معقمة .
عملية الشق المهبلي هي أكثر عمليات الولادة حدوثا، ويلجأ إليها لتسهيل الولادة ولتجنب رأس الجنين من الضغط على العجان، وما ينتج عن هذا الضغط من أذى إذا طالت مدة الولادة، وكذلك لتجنب التشققات التي تتعرض لها عضلة الشرج.
لذلك يقدم معظم الأطباء على إجراء عملية الشق هذه لكل " بكرية " . عندما يصل رأس الوليد إلى قاع الحوض ويخشى معه التمزق .
وتجرى هذه العملية بشق مدخل الفرج والمهبل من إحدى حافتيه أو في وسطه بعد التخدير الموضعي، ثم يصار، بعد انتهاء الولادة، إلى خياطة هذا الشق وإعادة المهبل إلى طبيعته .
بالإمكان تفادي إجراء هذه العملية إذا حضرت المرآة نفسها للولادة . وذلك بإجراء التمارين الرياضية الخاصة بتقوية عضلات الحوض، وكذلك بالتدرب على أسس طريقة التأثير النفساني في الولادة بدون الم، والمواظبة على التنفس العميق والرتيب خلال مراحل الولادة إضافة إلى تفهم الطيب المولد وصبره لإنهاء عملية الولادة بدون شق مهبلي .
تبدأ هذه المرحلة بعد خروج الجنين وتنتهي بخروج المشيمة. ولا تطول أكثر من 15- 30 دقيقة يرافقها أحيانا ألم بسيط . وتنزل مع الخلاص كمية من الدم لا تزيد على كوب واحد . هذا الدم السائل هو دم خارجي، وهو أمر طبيعي، ولكن إذا زادت كمية الدم عن هذا الحد يسرع الطبيب للمساعدة بجميع الوسائل لسحب الخلاص وتسريع هذه المرحلة بالأدوية أو تنظيف الرحم بيده . وبنزول الخلاص تتم عملية الولادة بالكامل، وتؤخذ المرآة إلى غرفتها للاستراحة من عناء الولادة .