فلسطينية فى حضن مصر : عبدالناصر أنصفنا.. وكامب ديفيد بوظت السادات.. ومبارك كان الأسوأ.. والأمل فى ثورة يناير

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : أروى أيمن | المصدر : www.almasry-alyoum.com


  كتب   أروى أيمن    ١٥/ ٥/ ٢٠١١


منيرة تتطلع بشوق إلى خريطة وطنها الأم فلسطين
اليوم، تستعيد كل ما مر بها على مدار ٦٣ عاماً، وتتذكر الدماء التى سالت من أجل القضية «والدها وإخوتها، وكل الفلسطينيين».. وترن كلمات والدتها فى أذنيها «أرضكم يا ولاد والأرض عرض».
 
 
باحتفال إسرائيل بذكرى قيام دولتهم - المزعومة - فى ١٥ مايو ١٩٤٨، تتذكر نكبتها، بل نكبة الأمة، ففى هذا اليوم غادرت منيرة شيحا فلسطين، طفلة حافية القدمين لم تتجاوز الثامنة من عمرها، ولا تملك سوى ذكريات ألم..
 
ومن بلدة لأخرى حتى غزة تنقلت منيرة، ليرسى بها الحال فى مصر، بادعاء أن لها أقارب هناك. حلما العودة والتحرير لما يفارقاها، إلى أن تحقق الأول عام ١٩٩١- بعد أن أصبحت جدة - وزارت أختها التى تعيش فى نابلس داخل الأراضى المحتلة، ومنها إلى يافا، حيث بدأت رحلة للبحث عن عزبة والدها..
وهناك كان كل شىء مختلفاً، إلا من شجرة الزنزلخت فى مدخل العزبة، حيث اعتاد والدها أن يعلق لها أرجوحتها، فجلست تبكى إلى جوارها، فى لحظة أعادت إليها احساس زيارتها للكعبة، حسب وصفها، فما كان منها إلا أن جلست القرفصاء، وأخذت تجمع من تراب الأرض.. مشهدها أثار دهشة اليهودى الهولندى مستأجر المزرعة، فأجابت عن أسئلته التى رأتها فى عينيه: «التراب ده ارتوى بدم أبويا، أصل دى أرضنا»..
لم يفهم الهولندى معنى ما قالته، بل أكد لها أن المزرعة ستصبح ملكا لأبنائه بعد ٩٩ عاما على استئجاره لها، لكنها لم تهتم، فالملكية التى تقصدها يتم إثباتها بأوراق ومفتاح البيت، لكن لن يعترف بهما المحتل.
منيرة استقبلت ثورة يناير بفرحة غامرة، إذ رأت فيها الخلاص لكل الفلسطينيين، وتعتبرها انتصاراً يصب على المدى البعيد لمصلحة القضية، ويكفى أنها بدأت بالمصالحة الفلسطينية، وتبرر: مبارك ضيع حقوق الفلسطينيين بتعامله مع اليهود، وكفاية أننى رأيت اليهود يدخلون إلى شرم الشيخ وطابا، وكأنهم فى بلدهم، فى الوقت الذى لا يمكننى فيه زيارة فلسطين..
وتترحم على عبدالناصر: أيامه الفلسطينيين قبوا على وش الدنيا، وفضلنا كده لحد معاهدة كامب ديفيد، لما السادات ضيق على التجار الفلسطينيين، وقرر معاملتهم كالأجانب وألزمهم بدفع مصروفات إقامة بالإسترلينى بعدما كانت ٣٠ قرشا أيام عبدالناصر، لكن برضه يظل عهد مبارك هو الأسوأ خاصة الطريقة التى كان أمن الدولة يتعامل بها معنا.
كفاية إن الإسرائيليين بيعتبروا سيناء بتاعتهم، والدليل على كلامى وجود نصب تذكارى فى رفح المصرية يعتبر مزاراً لليهود، وهو عبارة عن تمثال لأم تحتضن ابنها، أمر ببنائه موشيه ديان بعد سقوط طائرة ابنه فى موقع التمثال.