العنوان جذاب جدا، ومعظمنا ظن أنني سوف أقدم له فكرة بمليون دولار. من ظن ذلك…فهو محق! فما هي هذه الفكرة التي تستحق كل هذا المبلغ؟ حسنا..الفكرة هي كالتالي “كل منا يمتلك فكرة بمليون دولار”…
أرجوكم لا داعي لاستخدام الكراسي في الضرب، فقط تابعوا معي القراءة وسوف نعرف التفاصيل. أنا أقول أن كل منا يحمل أفكارا الواحدة منها بمليون دولار، فلماذا لم أصبح مليونيرا إذن؟
الإجابة بسيطة، الأمر لا يتعلق كثيرا بالمال اللازم لتطبيق الفكرة، بل ثمة أسباب أكثر فظاعة من عدم توفر المال نفسه وهي:
1. نحن نفكر في الفكرة ولا نطبقها. كل يوم تقريبا تخطر على بالنا أفكارا، لكننا ننساها في الغالب أو نتكاسل عنها، أو نعتقد بعدم جدواها
2. نحن تنقصنا الدافعية لتنفيذ تلك الأفكار. نشعر كأننا ندفع أمامنا سيارة كبيرة حينما نهم بتنفيذ الفكرة، هذا أمر لا يطاق، أحضر بعض من يساعدك في دفع هذه السيارة!
3. نحن تنقصنا فضيلة الصبر والمثابرة، ونتعب بعد عدة أيام. تذكر أن ما قل واستمر خير مما كثر وانقطع، فلا داعي لفعل الكثير كل يوم، بل ربما القليل المستمر أدوم وأنفع
4. نحن تنقصنا فضيلة العمل في فريق نرفض إشراك الآخرين في تنفيذها، فلا نحن طبقناها ولا ساعدنا الآخرين في تطبيقها. التعاون الإيجابي يساهم في عدم موت الفكرة على الأقل، لأنه إن تعبت، فثمة من يحثك ويذكرك، وربما يصفعك على قفاك إن كان يهتم بك إلى هذه الدرجة العاتية من الاهتمام!
5. نحن لا نكتب تلك الأفكار. وهذه هي الكارثة الحقيقية. تعود أن تكتب كل فكرة على ورق واحتفظ بها، لأن العقل وعاء (مخروم) لا يحتفظ كثيرا بالأفكار خصوصا إذا كانت أفكارا جيدة!
6. نحن نخاف من التجربة. وهذه أيضا مشكلة قد تصل إلى حد الكارثة السابقة. من لا يعمل لا يخطأ، هذا يعني أن من يعمل يمكن أن يخطئ وهذا هو الأمر الطبيعي في الحياة. لقد مللت من تكرار أن توماس ألفا أديسون قد جرب مئات او آلاف المرات حتى تمكن من اختراع المصباح الكهربي! لو أنه خاف من التجربة والفشل لكنت الأن ربما أكتب بحبر تحت ضوء شمعة!
7. أين التوكل على الله؟ أين العمل بالحديث النبوي (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل). هل سمعتم؟ لو فهمنا هذا الدعاء النبوي الشريف لعرفنا أن الرسول صلى اله عليه وسلم الذي ما كان ينطق عن الهوى يعلم أن ثمة كسالى وعاجزون بين المسلمين فحثنا على طلب العون من الله. ادعوا هذا الدعاء كل يوم لتتخلص من العجز والكسل.
وأخيرا، لو كنت مشغولا وراودتك فكرة، اكتبها على ورقة ثم أعطها لغيرك إن كنت تمؤن أنك لا تستطيع فعلا تطبيقها، وبهذا تحوز على اجر تطبيقها إلى يوم القيامة إن شاء الله تعالى… لأن الفكرة ذات المليون دولار ربما تكون لها قيمة لا تقدر بثمن، فقط التطبيق هو ما يجعلها ثمينة.
أخيرا أخرى بعد أخيرا السابقة، هل فقهنا لماذا أن المسلم إذا هم بعمل خير كتب له به حسنة إذا عجز عن فعله، وإذا عمله، كتبت له عشر حسنات والله يضاعف لمن يشاء؟…لأن الله تعالى يريد منا أن نطبق الأفكار لا أن نفكر فيها فقط!