الوحام هو شعور بالقيء مع دوخة بسيطة، في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل يصاحبه تقلب في مزاج المرآة . وهو يعتري نصف الحوامل تقريبا .
وتختلف أعراضه شدة ولينا بين أنثى وأخرى فإما أن يكون خفيفا، فلا تشعر به المرآة . وإما أن يكون شديدا فيصبح القيء آنذاك متعددا ومتكاثرا فينهك المرآة ويضعفها . وقد تزداد حالة المرآة سواء في بعض الأحيان بحيث تستعصي على جميع العلاجات المسكنة مما يجبر الطبيب لاستخدام المصل أو حقنها بالعقاقير أو إسعافها في المستشفى .
تظهر علامات الوحام عادة في الصباح الباكر ثم تزول بعد ذلك بساعات قليلة . وقد لوحظ بأن المنظر البشع والرائحة الكريهة والشديدة والمعدة الفارغة .
جميعها تتسبب في تعكير صفو النفس وحدوث الغثيان، وهذا ما دفع الأطباء إلى الجزم بأن أسباب الوحام هي على الغالب أسباب نفسية عصبية تنشأ على أثر اضطراب في التوازن الفيزيولوجي في الجملة العصبية النباتية . ومتى علمنا . أن تصف الحوامل، أو أكثر، لا يصبن بالوحام وأعراضه ، أدركنا ما للعامل النفسي من اثر بالغ في حدوثه .
إن شعور الحامل بحملها وتحسبها لما قد ينجم عنه من أحداث، وما يترتب عليه من مسؤوليات يرهق نفسها ويزيد في ارتباكها ويهيج جهازها العصبي إلى درجة تصبح فيه المناظر الكريهة أو الروائح الشديدة قادرة على إثارة القيء بكل سهولة .
على هذا الأساس تبدل اتجاه معالجة هذا " المرض " للحوامل. فبينما كنا نلجأ إلى غسل الكلى لتخفيف السموم من جسم الحامل، أصبحنا نعالجها بالمداواة النفسية والإقناع الكلامي دون اللجوء إلى استخدام الأدوية الغليظة والمسكنات البليدة .
لذلك فإني أشدد على وجوب معالجة الوحام الشديد بالتأثير النفسي قبل الأدوية إذ تبين لي أن حوالي خمس وسبعين في المئة من النساء الحوامل المصابات بعوارض الوحام حصلن على نتيجة باهرة بواسطة هذا العلاج .
إذ ما اتبعت الحامل هذه الإرشادات بدقة فإنها تكفي، في أغلب الأحيان، لإزالة عوارض الوحام . أما إذا لم يتوقف الغثيان . على الرغم من ذلك فيجب استشارة الطبيب .
من الممكن معالجة الوحام عند الضرورة بالعقاقير وأهمها المسكنات العامة والمهدئات وهي تعطي على شكل حقن في العضل، أو حبوب تؤخذ عن طريق الفم، أو تحاميل شرجية . من بين هذه الأدوية على سبيل المثال :
النافيدوكسين ( Navidoxine ) أو الفوغالين ( Vogalene ) وهذه الأدوية هي من نوع المهدئات التي تسكن مناطق الهياج العصبي والنفسي في المخ والتي يصدر عنها الشعور بعوارض الوحام .