أبو غازي: أحداث إمبابة نتيجة انعدام الهوية الثقافية خلال عقود طويلة
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
- حجازي عبد الفتاح
| المصدر :
www.shorouknews.com
- حجازي عبد الفتاح
وزير الثقافة عماد أبو غازي في ورشة الزيتون
اتفق الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة المصري مع مثقفين كثيرين على أن "ما حدث الأيام الماضية في إمبابة نتيجة لانعدام وضعف وتدني الهوية الثقافية لدى المواطن المصري على مدى سنين طويلة"، كما جاء في حواره المفتوح عن مشكلات الثقافة المصرية، ومستقبلها والتحديات التي تواجهها بعد ثورة يناير، وقد حضر اللقاء الدكتور عز الدين شكري رئيس المجلس الأعلى للثقافة، وكثيرون من مثقفي مصر كـ"سناء شافع"، و"سهير المصادفة"، وغيرهم كثيرون. في اللقاء الذي أقيم بورشة الزيتون الثقافية، وأداره الشاعر شعبان يوسف.
المواجهة الثقافية مواجهة طويلة المدى.. والمواجهة القانونية هي الأنسب الآن
وافتتح الشاعر شعبان يوسف الندوة -التي امتدت لأكثر من ثلاث ساعات- بكلمة عن "دور وزارة الثقافة الحيوي خصوصا في هذه الأيام، مع ازدياد شوكة القوى الرجعية التي تعمل على تهديد وتخويف الحكومة الحالية، وكأننا نعيش في مناخ ظلامي، وجهل مدقع وتطاحن شديد".
وقال أبو غازي في نفس السياق، إن: "ما حدث للأسف نتيجة لبعد الثقافة خلال عقود كبيرة عن الشارع المصري مما أتاح لقوى الظلام والرجعية السيطرة، ودور الثقافة مهم للغاية، ولكن ثمارها طويلة الأجل؛ لذا فالحل الأسرع والأنسب حاليا هو المواجهة القانونية أو العسكرية القوية لدرء تلك الفتن".
هدفنا هو "ثقافة قليلة التكلفة"
وتساءل كثير من الحضور عن دور وزارة الثقافة خصوصا بعد رحيل مبارك، وما هي خطط الثقافة المصرية في الفترة القادمة؛ خصوصا وأن هناك إشاعات قوية حول خفض ميزانية وزارة الثقافة نحو 25%، فقال أبو غازي إنه: "من المؤكد حتى هذه اللحظة أننا فقدنا نحو 83% من دخل صندوق التنمية الثقافية وهو ما يوازي 100 مليون جنيه سنويا، والذي يعتمد كثيرا على النشاط السياحي؛ نظرا للتراجع الحاد في السياحة في فترة الثورة؛ لذا فنحن نعمل على ثقافة قليلة التكلفة". مضيفا أنه "وفي هذا الصدد، تم تعليق المهرجانات الكبيرة كـ(مهرجان المسرح التجريبي)، و(القاهرة السنيمائي الدولي) لهذا العام؛ حتى عودة فرصة أقوى".
وأضاف أن "مبادرة ائتلاف الشباب الأولى في السويس والثانية في المنيا جاءت لدعم تلك الفكرة، ونعمل على زيادة النشاط الثقافي للوزارة من خلال هذه الاحتفالات والمهرجانات الشبابية الشعبية غير المكلفة، كل أسبوع".
كما أشاد أبو غازي بفكرة "الكيانات الثقافية المستقلة مثل (ائتلاف الثقافة المستقلة) الذي نظم مهرجان (الفن ميدان)، ودعمته وزارة الثقافة، واشتركت به الفرق والكيانات المستقلة التي تم إهمالها عقودا، وهي من أكثر الكيانات ثراء وأشدها تأثيرها وتغذية لروح المجتمع المصري".
حرية الإبداع والعمل الأدبي والفني وإنهاء فكرة المركزية الثقافية
وحول الخطط المرسومة بالنهوض بالثقافة المصرية العامة، قال أبو غازي إن: "حرية العمل الفني والأدبي والتي تخضع دائما للرقيب، يجب العمل على إبعاده عن وزارة الثقافة ومن يعمل على شاكلتها. وتنمية فكرة العمل بمنطق (ديمقراطية الثقافة)؛ أي إنهاء فكرة (المركزية الثقافية) وأن القاهرة هي المكان الوحيد للتجمعات الثقافية المهمة، ولكن التنوع في الأماكن والبعد عن القاهرة الكبرى، والاهتمام بالمناطق الفرعية في المحافظات؛ باعتبارها إثراءً للثقافة، واهتمامنا بالمرأة والطفل وكبار السن، وفنون (ذوي الاحتياجات الخاصة) ذلك الفن الذي قد ننافس به في العالمية".
كما اقترح "إدارة العمل بشكل جماعي على قدر الإمكان من خلال مجالس الإدارة والأمناء مع مراعاة فكرة الشباب وتنوع الاتجاهات، ويتم مناقشة أن تقوم انتخابات للفرقة نفسها وهذا لأول مرة وسوف تطبق في كل الفرق الغنائية وصندوق التنمية الثقافية والمتاحف الفنية والتاريخية"، وأضاف أن "المجلس الأعلى للثقافة في موضع نقاش حاليا حول إعادة تشكيل المؤسسات الثقافية من أسفل لأعلى حسب التدرج الوظيفي".
مداخلات ثقافية
ودعا كل من "فتحي أبو العينين" و"سهير المصادفة" إلى وضع أطر الثقافة منذ الصغر من خلال وزارة التعليم والإعلام. وقالت الكاتبة سلوى بكر إن "المؤسسة الثقافية المصرية بحاجة إلى مثقفين حقيقيين لهم تصور ورؤية.
كما طالب فخري لبيب بعمل حملة توعوية تثقيفية حول التعددية الحزبية، مشددا أن ذلك هو دور وزارة الثقافة ويتم ذلك عن طريق الاعتماد على الشباب والخبرات الكبيرة والندوات الإعلامية".
كما اقترح "سناء شافع" وضع استراتيجية لثقافة مصر من خلال مجلس ثقافة من عظماء مثقفي الدولة مثل بهاء طاهر ويوسف القعيد وغيرهم. كما تساءل الكثيرون عن دور قصور الثقافة؟ وتفعيلهم في نجوع وريف مصر وإعادة نشاط ما يقارب من 530 قصر ثقافة في أنحاء الجمهورية.