يقول الله عز و جل في سورة الشمس : وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) أقسم الله بالنفس البشرية وبالذي أنشأها وأبدعها ، وجعلها مستعدة لكمالها . وعرفها طريق الفجور والتقوى ، وما تميز به بين رشدها وضلالها ، قال ابن عباس : بين لها الخير والشر ، والطاعة والمعصية ، وعرَّفَها ما تأتي وما تتقى . {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} هذا هو جواب القسم ، أي: لقد فاز وأفلح من زكي نفسه بطاعة الله ، وطهرها من دنس المعاصي والآثام. وقد خاب وخسر نفسه, وأوقعها في التهلكة ، مَن نَقَصها وأخفاها وأخملها وحال بينها وبين فعل الخير بسبب ارتكاب الموبقات والشرور ,فإن من طاوع هواه ، وعصى أمر مولاه ، فقد أورد نفسه موارد الهلاك. وقوله : { دَسَّاهَا } أى : نقصها وأخفاها بالمعاصى والآثام . وأصل فعل دسَّى : دسَّسَ ، فلما اجتمع ثلاث سينات ، قلبت الثالثة ياء.