العرب على مفترق طرق بين الثورة ونصفها
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
سي ان ان
| المصدر :
arabic.cnn.com
مطالبات بالإصلاح سرعان ما تحولت إلى ثورات لإسقاط أنظمة الحكم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تقف الشعوب العربية في عدة عواصم على مفترق طرق، إما أن تقوم بالتغيير أو تكتفي بنصف ثورة، فثورتا مصر وتونس أدتا إلى إسقاط النظام في كلا البلدين، بينما تتواصل التظاهرات والاحتجاجات في عدد من العواصم العربية للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية، لكن سرعان ما انقلبت إلى المطالبة بإسقاط النظام.
ويري كثير من المحللين والخبراء السياسيين أن التظاهرات والاحتجاجات في الوطن العربي يجب أن تنتهي بإسقاط النظام بأكمله، وليس رأس النظام فقط، لافتين إلى استمرار احتجاجات الشعبين المصري والتونسي لتنفيذ جميع مطالبهم، وعدم الاكتفاء بالإطاحة برأس النظام فقط.
وأكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بمصر، أن التظاهرات والاحتجاجات بالدول العربية يجب أن تنتهي بإسقاط الأنظمة وليس رؤوسها فقط، وقال إن "مشاكل العرب السياسية والاقتصادية والاجتماعية متقاربة، واحتجاجاتهم يجب أن تنتهي إلى إسقاط الأنظمة المستبدة، وهو ما حدث عند الإطاحة بالنظامين المصري و التونسي."
ونوه نافعة، في تصريحات لـCNN بالعربية، إلى أن ثورتي مصر وتونس لم تحققا أهدافهما الكاملة، فمازالت هناك مطالب لم تتحقق، إضافة إلى وجود وجوه قديمة يجب أن ترحل.
إلى ذلك قال الدكتور جواد العناني المحلل السياسي والاقتصادي الأردني: "يوجد شعور مشترك عند الشعوب العربية، بأن الأنظمة الحاكمة تحتاج إلى إصلاح، لكن طريقة الإصلاح ربما تختلف من دولة إلى أخرى، وفقاً للظروف الاجتماعية، وقوة إرادة الثوار وتنظيمهم وثباتهم على موقفهم، إضافة إلى أن إصلاح الأنظمة يستغرق وقتاً أطول من تغيير النظام من رأسه."
وأضاف العناني: "هنالك أزمة ثقة في الحكومات الحالية، ما يجعل تغييرها الخيار الأفضل للشعوب، كما أن المقاومة ستزداد من أصحاب المصالح بعد أن يهدأ الحراك الشعبي، في محاولة لإبقاء الأوضاع على مكانة عليه قبل الثورة.
أما أنور عصمت السادات، وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية المصري، وعضو مجلس الشعب السابق، فقال إن التظاهرات والاحتجاجات في عدد من العواصم العربية لن تنتهي إلا برحيل رؤوس الأنظمة الفاسدة، لافتاً إلى أن الشعوب العربية اشتكت كثيراً من الاحتجاجات الفئوية والفقر والبطالة والإرهاب والفتن الطائفية والاعتقالات وتزوير الانتخابات منذ سنوات، ولم يتم الاستجابة لهم، ما أدي لحالة الغضب في جميع الدول العربية.
وأضاف السادات أن ثورتي مصر وتونس حققتا أهم مطالبهما، وهى إزاحة رأس النظام وجميع مراكز القوي من حوله، لافتا إلى أن اكتمال الثورة ستكون في مرحلة بناء دولة مؤسسات لها برلمان شرعي وسلطة مستقلة وحكومة منتخبة يمكن محاسبتها.
من جانبه، رأى الدكتور عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات، أن "الأنظمة العربية القديمة فشلت من تحقيق متطلبات شعوبها، وأخذتنا من سيء إلى أسوء، وولدت الفساد والاستبداد والجمود في الحياة السياسية العربية، ودفعت بنا إلى رفع راية اليأس."
وقال عبد الله: "لا يمكن إصلاح الأنظمة القديمة، ولابد من أنظمة جديدة ترضي رغبة الشعوب العربية وآمالها، وربما يتحقق ذلك بأقل قدر من العنف مثلما حدث في تونس ومصر، أو بإراقة الدماء، مثلما يحدث في ليبيا، لكن بصفة عامة بناء نظام جديد، أصعب من إسقاط النظام القديم، ويحتاج إلى مثابرة، فالصعوبات كثيرة، وأذناب الأنظمة القديمة لن ترضى الهزيمة سريعاً وستقاوم، لذا لابد من ثبات الثوار على موقفهم وعدم اليأس."
وصرح محمد عز العرب، الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، بأن ظروف الدول العربية تختلف عن بعضها، لافتاً إلى أن الاحتجاجات بها تتوقف على القوة المحتجة والاتجاه العام وضعف وانشقاقات مسئولي الأنظمة الحاكمة والدعم الدولي، ففي حالة مصر وتونس توافرت جميع الشروط فضلاً عن انحياز المؤسسة العسكرية للشعب.
وفي النهاية هل ستصل الشعوب العربية إلى ما تصبو إليه؟.. أم ستقف عند مفترق الطرق؟