إليك أزف في اليوم الجليل

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : ابراهيم ناجي | المصدر : www.alsh3r.com

إليك أزف في اليوم الجليل

إليك أزف في اليوم الجليل
تحيات الزميل إلى الزميل
تحيات يرف عليك منها
ندى الأسحار في ظل الخميل
سلاما للإمام علي جئنا
إليه بالعشير وبالقبيل
نبايع منه فنا عبقريا
وعقلا في العقول بلا مثل
تلفت يا علي تجد وفاء
وما احتاج الوفاء إلى دليل
أقول لحاسب الستين مهلا
وعقت على الحساب المستحيل
إذا أحصيت للأجسام عمرا
فكيف تعد أعمار العقول
ولو أن الألى أنقذت جاؤوا
يؤدون القديم من الجميل
ولو أن الألى علمت جاؤوا
يؤدون القليل من القليل
ولو منحوك عمرهم جميعا
وما هو بالكثير ولا الجزيل
اذن لرأيت عمرك عمر نجم
له في اللانهاية ألف جيل
بربك كم وصلت حياة قوم
وكم حاربت من داء وبيل
وكم أنقذت من أسر المنايا
وكم نضو شفيت وكم عليل
إذا ما الموت أبدى ناجذيه
إذا انطفأت عيون في الذبول
إذا غامت محاجرها ظماء
كما غامت نجوم في الأفول
فما هو غير أن أقبلت حتى
تبدل كل أمر مستحيل
كأنك لمع برق في الأعالي
يحيي مقدم الغيث الهطول
كأنك واحدة في القفر لاحت
رأتها أعين الركب الكليل
كأنك جنة في البيد تندى
بعذب الماء والظل الظليل
ولو أيامك العصماء جاءت
بكل أغر مزدان حفيل
إذن لطلعن في الظلمات بيضا
من الغرر اللوامع والحجول
ولو أن المآثر ذات قول
لقلت تكلمي وصفي وقولي
أضفها فهي أعمار أضيفت
وما تدري لماضيك النبيل
تعال أذع لنا سر الفحول
ودع صمت الحيي أو الخجول
سلالة عبقر وعشير جن
بعدتم في الحياة عن الشكول
فما للشيب من باب إليكم
ولا للضعف يوما من سبيل
لقد جهل الألى حسبوك شيخا
فلا تقبل حسابا من جهول،
أعيذ صباك كيف يكون شيخا
شعاع سلافة وسنا شمول
وما ظفروا بأثبت منك عودا
ولا أقوى وأصلب في الحمول
ولا ظفروا بأصفى منك روحا
كأن مزاجها من سلسبيل
أرى سحر الشباب عليك غضا
وقاك الله أنفاس الأصيل
تعالى الله كم من معجزات
معلقة بإصبعك النحيل
محيل القسوة الكبرى حنانا
ورافعها إلى فن جميل
معارك من دم ام ساح حرب
أسنتها منغمة الصليل
يسير المبضع الجبار فيها
بكفك سير مطواع ذليل
معارك كم كسبت بها حياة
وما لك في المواقع من قتيل
تقسمك الورى قوما فقوما
وما لك بالورى ضجر الملول
تقضي في مسائك ألف أمر
وتقطع في نهارك ألف ميل
وإما سرت عن حفل قصير
فعن وعد بمؤتمر طويل
وأنت أب لذا وأخ لهذا
ومنك لمن وجاك يدا خليل
نبي الطب أدركنا إذا ما
تطلعت العيون إلى رسول
فكم في مصر أجسام مراض
بأرواح كأشباح الطلول
فيا أسفا إذا تركت فظلت
فرائس للدعي وللدخيل
علي لقد ملكت عصاة موسى
فقم واضرب بها أفعى الخمول
أقول لأعين الطب الحيارى
وقعت من الفخار على سليل
أبا حسن سلمت على الليالي
وعش متعت بالعمر الطويل