الحاجة إلى تطوير تدريس العلوم في التعليم العام
نبع الحاجة إلى تطوير العلوم في التعليم العام من أمور أو مقتضيات كثيرة لعل من أهمها التقدم العلمي المذهل الذي تعيشه وظهور نظريات وفلسفات جديدة للتعلم وابتكار تقنيات حديثة ومتطورة تثري العملية التربوية، وفيما يلي إشارة إلى كل من هذه الأمور أو المقتضيات:
أولا: التقدم العلمي المذهل: البشرية تعيش منذ دخولها مرحلة التقدم التكنولوجي في غمار أربع ثورات هي: 1- الثورة الذرية: ويؤرخ لها بالسادس والتاسع من أغسطس عام 1945. 2- ثورة فيزياء الجوامد: الأساس لثورة الإلكترونيات الدقيقة وثورة الكمبيوتر والانترنت (ذاكرة العالم) 3- ثورة غزو الفضاء: يؤرخ لها بالرابع من أكتوبر 1957. 4- الثورة البيوتكنولوجية: ويتميز فيها أطوار أربعة هي: أ- طور زرع الأعضاء: يؤرخ له بعام 1967. ب- طور الإخصاب الصناعي: ويؤرخ له بعام 1978 وهو ولادة أول طفلة أنابيب في العالم. ج- طور الهندسة الو راثية: ويؤرخ له ببداية السبعينات وهو ثورة علم الوراثة والخلية والأجنة وتقوم على فكرة التحكم في الجهاز الوراثي للإنسان وبرمجة الجنس البشري. د- الاستنساخ: ويؤرخ له بعام 1993 وهو عام بدء التجريب على البشر حيث سبقته بالطبع كثير من التجارب في عالمي النبات والحيوان.
ثانيا: ظهور نظريات وفلسفات جديدة للتعلم: مثل نظرية بياجيه وجانييه أوزوبيل وغيرهم ممن نادوا بالتدريس بالمدخل الكشفي يقوم على الدوافع الداخلية للمتعلمين ويشجعهم على التنقيب بأنفسهم أو طريقة المدخل التاريخي لتدريس العلوم وغيرها من الطرق المختلفة.
ثالثا: ابتكار تقنيات حديثة ومتطورة: أهمها الحاسوب وشبكة الانترنت (ذاكرة العالم).
إضافة إلى ما سبق هناك العديد من المبررات للقيام بمشروعات لتطوير تدريس العلوم في مراحل التعليم العام من أهمها: 1- ضرورة مسايرة محتوى الكتب العلمية للتطورات الحديثة في المادة العلمية. 2- الحفظ الآلي للمعلومات. 3- تعلم المعلومات في صورة مجزاة. 4- تزويد الطلاب بالمعلومات في صورة جاهزة. 5- عدم كفاية الدراسة العملية.
ومن خلال ما طرح سابقا يجب ألا نترك غيرنا ينفرد بمواكبة التطور ونأخذ نحن موقف المتفرج فقط فالتربية تعتبر من أهم المؤسسات المسؤولة عن إعداد الأجيال الناشئة خاصة ونحن قد استقبلنا القرن الحادي والعشرين وما سوف يصاحبه من تقدم مذهل في كافة مجالات العلوم والتكنولوجيا.