تعليم المرأة ودعوتها لأقربائها من الرجال
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
هل يجوز للفتاة أن تقوم بنصح أقاربها من الرجال من غير المحارم، وقراءة القرآن عليهم مرتلاً مجوداً بصوت حسن، علماً أن ذلك لو كان فإن الفتاة ستقوم بالتحجب الكامل للوجه واليدين والقدمين، وأعني بذلك الغطاء الكامل لأنحاء الجسم؛ بحيث لا يخرج منها إلا صوتها رغبة في الدعوة إلى الله؟
نعم يشرع لها النصح لأقاربها سواء كانت فتاة شابة أو متوسطة أو كبيرة في السن، النصيحة مطلوبة من الجميع، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قيل لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). وهذا يشمل الرجال والنساء. وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال: بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والنصح لكل مسلم). فلا مانع أن تنصح الفتاة إخوانها وأقاربها وبني عمها وجيرانها من دون تكسر في الصوت ، ولا تغنج في الصوت، ولا خضوع، بل تقرأ ما تقرأ من الأحاديث أو الآيات قراءة متوسطة ليس فيها شيء يفتن فيها، ويسبب الفتنة بها ، أو وقوع ما لا تحمد عقباه، بل تقرأ قراءة عادية ليس فيها تكلف ، وليس فيها خضوع في القول، إنما قراءة مستقيمة ، إذا دعت الحاجة إلى قراءة آية أو قراءة حديث للوعظ والتذكير، كما قال الله - جل وعلا -: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [(55) سورة الذاريات]. أو قرأت: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ [(102) سورة آل عمران]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا [(70) سورة الأحزاب]. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ [(1) سورة النساء]. وما أشبه ذلك. المقصود إذا قرأت بعض الآيات للنصيحة، القراءة العادية فلا بأس، وإن كانت تخشى فتنة فلا تقرأ تنصح من دون قراءة : اتقوا الله، اتركوا هذا، هذا لا يجوز، الدخان لا يجوز، شرب المسكر لا يجوز، النميمة الغيبة لا تجوز، ما فيه حاجة إلى أن تقرأ ، إذا كانت تخشى الفتنة بصوتها، فإنها تنصحهم من دون حاجة، وإن قرأت قراءة عابرة قراءة ليس فيها فتنة فلا بأس بذلك. والحاصل أن هذا يرجع إلى ما تعلمه هي، وما يغلب على ظنها، إن كانت تخشى فتنة فإنها تترك القراءة المرتلة ، وتأمر وتنهى وتنصح من دون حاجة إلى قراءة مرتلة بالتجويد، وتذكر الأحاديث بالصوت العادي ؛ لأن الله - جل وعلا - قال: يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [(32) سورة الأحزاب]. فقد يطمع بعض الناس إذا رأى رقة صوتها ، وحسن صوتها ، قد يقع بعض الناس في مغازلتها، من بعض الجهات ، أو فعل شيء يؤذيها. فالحاصل أنها تعمل بما هو أحوط ولا حاجة إلى أن تفعل شيئاً قد يضرها، والنصيحة لا تتوقف على هذا، ففي إمكانها أن تنصح وتأمر وتنهى من دون حاجة إلى قراءتها للآيات ، بل تأمرهم بأمر الله ورسوله والحمد لله.