ممدوح حمزة: لا يوجد بين الذين طرحوا أنفسهم كمرشحين مَنْ يصلح لرئاسة مصر.. والرئيس القادم سيكون مفاجأة للجميع

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : ملك عبدالعظيم | المصدر : www.almasry-alyoum.com


تصوير - سمير صادق
ممدوح حمزة
قال الدكتور ممدوح حمزة، المهندس الاستشارى، إنه لا يوجد بين الذين طرحوا أنفسهم كمرشحين فى الانتخابات الرئاسية المقبلة
من يصلح لرئاسة مصر، معتبراً أن الرئيس القادم لن يكون من بينهم وسيكون مفاجأة للجميع، واصفاً عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأنه «تربى على حجر النظام»، وأداءه فى الجامعة «حنجورى».. والدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأنه ليست له علاقة بمصر، وبأنه «يمينى أكثر من اللازم».. والدكتور أحمد زويل، العالم المصرى الحاصل على جائزة نوبل فى الكيمياء، بأن مكانه العلم.
ووصف حمزة الذى نفذ العديد من المشروعات المتميزة، مثل مكتبة الإسكندرية، وميناء العين السخنة، فى حواره مع «المصرى اليوم». مشروع «ممر التنمية» بأنه وهم من تأليف وإخراج فاروق الباز ويبيعه للمواطنين، لافتاً إلى أنه مستعد لمناظرته.. وإلى نص الحوار:
■ ما رأيك فى الأحداث التى شهدها ميدان التحرير فيما عُرف بـ«جمعة المحاكمة والتطهير»؟
- الجيش يساند وﻻ يشارك، وما حدث فجر السبت ما هو إﻻ محاولة واضحة ومكشوفة من كارهى الثورة لإحداث فتنة بين الشعب والجيش الذى هو أساس المدرسة الوطنية، لكن الجديد هنا أن الثورة المضادة دخلت مجالاً جديداً وهو محاولة زرع الفتنة بين الشعب والقوات المسلحة، وهذا منعطف جديد للثورة المضادة، وأرى أن ذلك حدث لغياب زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، بعد دخوله السجن، وهنا أرى أنه علينا كمواطنين نحب بلدنا ونخاف عليه أن نقدم الدعم الكامل للقوات المسلحة من خلال مساهمتنا جميعا فى أن تسير أمور البلد بسلاسة، وأن نقلل بقدر الإمكان إحداث أى مشاكل، وأن نعطى فرصة كاملة للقوات المسلحة على اﻷقل لمدة ٣ أسابيع مقبلة.
■ هل تلقيت أى اتصالات من أى مسؤول فى الحكومة اﻻنتقالية؟
- اتصل بى منير فخرى عبدالنور، وزير السياحة، وقال لى إن الذهاب إلى شرم الشيخ سيكون له تأثير سلبى جداً على السياحة، كما تلقيت عدة اتصاﻻت من شركات السياحة وأصحاب الفنادق أكدوا لى فيها أن الذهاب إلى شرم الشيخ سيضر بالسياحة ضررا بالغا قد ﻻ نستطيع معالجة آثاره فيما بعد، ولذلك قررنا وقف جميع الإجراءات الخاصة بالذهاب إلى شرم الشيخ، ﻷن الوضع السياحى فى مصر سيئ ونحن ﻻ نريد الإضرار بالسياحة أو الاقتصاد، كما أن النائب العام بدأ بالفعل فى استدعاء الرئيس السابق ونجليه للتحقيق معهم، وقد أوقفنا الإجراءات رغم أننى تلقيت اتصالات من أكثر من ٣٠ شخصا يؤكدون استعدادهم للتبرع بأتوبيسات لنقل من ﻻ يملكون سيارات وﻻ يستطيعون الذهاب بمفردهم، وأنا شخصيا كنت مستعدا لتوفير من ١٥ إلى ٢٠ أتوبيساً.
■ هل كان لك دور فى ثورة ٢٥ يناير؟
- ساهمت فى الثورة منذ اليوم اﻷول لها وحتى يومنا هذا، و«كل برغوت على قد دمه»، و«أنا دمى تقيل قوى» (كررها مرتين).
■ هل التقيت أحداً من شباب الثورة أو تحدثت معهم؟
- التقيت بهم كثيرا ودارت بيننا حوارات كثيرة قبل الثورة وأثناءها وبعدها.
■ وهل كنت تتوقع الثورة؟
- الثورة لم تكن مفاجأة بالنسبة لى، بل كنت أتوقع حدوثها قبل ٢٥ يناير، وسبب ذلك أن بعضاً من شباب الثورة مهندسون يعملون معى، فمثلاً مدير المشروعات بالمكتب هو قيادى حركة شباب ٦ أبريل، وهذا ما أعطانى ميزة العلم المسبق باﻷحداث قبل أن تقع، حتى إننى طلبت منهم تأجيل القيام بالثورة ١٠ أيام لكنهم رفضوا.
■ وما سبب رغبتك فى التأجيل؟
- طلبت التأجيل لسببين، اﻷول كان حادث كنيسة القديسين فى الإسكندرية، والذى لم يكن قد هدأ، والثانى أحداث تونس وحتى ﻻ يقال إننا نقلدهم، وكان ردهم أنهم وجهوا الدعوة للتظاهر فى عيد الشرطة من العام الماضى، وﻻبد من تنفيذها فى الميعاد ذاته.
■ وما سلبيات هذه الثورة من وجهة نظرك، وما تقييمك للحكومة الحالية؟
- أهم سلبية أننا تركنا الميدان يوم ١١ فبراير، حيث ضاع نحو ٣ أسابيع حتى تم تشكيل الحكومة التى ما كانت إﻻ محاولة لبقاء النظام السابق، وللأسف المجلس العسكرى لم يفطن لذلك، والسلبية الثانية هى محاولة البعض السيطرة على الثورة واحتضانها، وقد أخذت على الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، أنه صعد إلى المنصة فى ميدان التحرير، وبجانبه أحد أقطاب الإخوان المسلمين، وتساءلت وقتها: لماذا لم يأت بأحد شباب الثورة ليقف بجانبه؟ أيضاً ظهور الدكتور يوسف القرضاوى فى الميدان بعد تنحى الرئيس كان من السلبيات التى توحى بالخطر، أما الحكومة المؤقتة الحالية والمسماة بـ«اﻻنتقالية» فأرى أنها نكسة ثانية ﻷنها تضم بعض أعضاء لجنة السياسات والمقربين من النظام السابق.
■ ومتى نحصد ثمار الثورة؟
- عندما تأتى حكومة جديدة من رحمها وليس لها علاقة بالنظام السابق، وإذا تم بالفعل البدء فى إعداد دستور جديد، مع العلم بأن إعداده ﻻ يستغرق أكثر من شهر ونصف الشهر، وهذا ما أكده لى الفقيه الدستورى الدكتور إبراهيم درويش.
■ ومن الذى يجب عليه أن يعد الدستور؟
- الشعب هو الذى يجب أن يعد الدستور، وليس على الفقهاء إﻻ صياغته، وعليهم أن يرفعوا أيديهم عنا، فمطالب الدستور وطموحاته للشعب.. الدستور اﻷمريكى قد يكون أحسن دستور فى العالم وهو الأقل فى عدد البنود، رغم أن من أعدوه ﻻ يوجد فيهم محام واحد.
■ هل ترى أن الوضع الراهن يدعو إلى القلق خاصة أن عجلة الإنتاج متوقفة؟
- ﻻ ليس مقلقا، والخطوة اﻷولى التى يجب على الحكومة اتخاذها هى توفير الحد اﻷدنى للغذاء، ﻻبد أن نضمن طعامنا لمدة عام مقبل وبأسعار مخفضة.
■ باعتبارك مهندساً لديك خبرة عريضة فى مجال الإنشاءات كيف يتم حل مشكلة إسكان الشباب؟
- نحن فى حاجة إلى بناء مليون وحدة سكنية على اﻷقل خلال ١٨ شهرا.
■ وما مواصفات هذه الوحدات، وكيف يتم تسعيرها؟
- المساحة يجب أن تتراوح بين ٦٠ و٧٠ متراً، ويجب أﻻ ننسى أن هذه الوحدة بديل للشارع والعشوائيات، ويجب أن تطرحها الدولة بنظام «الإيجار التمليكى» بمعنى أن من يحصل على شقة يدفع إيجارا محددا لفترة معينة، وعندما تنتهى تصبح الشقة ملكاً له، فعلى سبيل المثال الشاب المقبل على الزواج يحصل على شقة ويدفع ٣٠٠ جنيه شهريا لمدة زمنية محددة، ثم تنتقل إليه ملكية الشقة، وهذا هو الحل الصحيح للمشكلة، ويتم دعم القطاع الخاص للعمل فى توفير شقق بهذا النظام، ويتم عمل امتداد أفقى خارج الوادى، ومنع البناء داخله تماماً بصدور أمر عسكرى بمنع البناء إطلاقا، ليس داخل القاهرة فقط بل فى الوادى اﻷخضر كله والدلتا لمدة ١٠ سنوات، وبذلك نشجع على الإنشاءات خارج الوادى.
■ هذا بالنسبة للشباب المقبل على الزواج، فماذا عن اﻷسر التى ليس لديها سكن الآن؟
- يوجد حوالى ٢ مليون وحدة سكنية داخل القاهرة مغلقة وﻻبد من فتحها، ومن يرفض فتحها يدفع ضريبة غلق تقدر بـ ٦ أضعاف الضريبة العقارية، وبهذه الضريبة يتم بناء وحدات جديدة لمن ليس لهم مأوى.
■ وما اﻷولويات التى يجب التركيز عليها فى اﻷجندة المستقبلية للإسكان فى مصر؟
- ﻻبد من تغيير اﻷجندة بالكامل، فعندما كان المهندس حسب الله الكفراوى وزيراً للإسكان كانت الوزارة تعطى المنتفع مباشرة وحدة سكنية أو قطعة أرض، وعندما جاء إبراهيم سليمان أبعد المنتفع وأوجد السمسار كى يفيد ويستفيد، فأصبح يعطى ١٠ أفدنة ثم ٢٠٠ ثم ٢٠٠٠ فدان فى حالة مجدى راسخ، ثم ٨ آلاف فدان، وصار هؤﻻء سماسرة على رقاب الشعب، وتحولت الوزارة إلى تاجر وسمسار أراض، وتخلت عن دورها فى توفير السكن مباشرة للمواطن، وهنا أطالب بأن تعود الوزارة إلى ما كانت عليه قبل إبراهيم سليمان، وتعمل على توفير السكن سواء كان شقة أو فيلا أو أرضاً مباشرة للمواطن، كل حسب إمكانياته، وﻻ تبنى الحكومة إﻻ المبانى منخفضة التكاليف فقط.
■ وكيف ترى مشروع «ممر التنمية» الذى طرحه العالم المصرى الدكتور فاروق الباز ويحل مشكلات عديدة من بينها أزمة الإسكان؟
- «ممر التنمية» ليس مشروعاً وإنما «وهم» من تأليف الدكتور فاروق الباز الذى يروج له، وأرجوه أن يكف عن بيع الوهم للناس، وأقول ذلك ﻷنه ﻻ يمكن تنفيذه، والدراسة الخاصة به تقول إنه يحتاج إلى مليارات الجنيهات، ويوجد فرق مناسيب رهيب فى المكان المخصص للمشروع، وﻻ توجد مياه جوفية، كما ﻻ يوجد مليون فدان يمكن زراعتها، وحتى إن تم تنفيذه فلا يمكن تحقيق أهدافه، ولذلك أرجو من الدكتور الباز أن يتوقف عن بيع الوهم للناس، وأنا مستعد لعمل مناظرة علمية معه فى هذا الشأن فى أى وقت يحدده وفى أى مكان يختاره.
■ إذن ما أهم ملامح مشروع إعادة التوزيع الجغرافى للسكان فى مصر الذى أطلقته مؤخراً؟
- المشروع يوفر فرص عمل، ويمكنه تسكين بين ٨ و١٠ ملايين مصرى فى الوادى الجديد، ويشمل بحيرة ناصر، وشرق العوينات، وتوشكى، ودرب اﻷربعين، والواحات، وشمال منطقة فوسفات أبوطرطور، وسبب اختيارى هذه المناطق تحديداً هو وجود أكثر من ٤٠٠ ألف فدان قابلة للزراعة بمياه جوفية شرق بحيرة ناصر، وهذا المشروع يمكن أن يعطينا حداً أدنى للزراعة ٥٥٠ ألف فدان، وحداً أقصى ٨٠٠ ألف فدان، تصلح زراعتها فى فترة زمنية حدها اﻷدنى ٣٠٠ سنة وحدها اﻷقصى ٥٠٠ سنة، كما يتضمن هذا المشروع مصائد سمك، وتربية حيوانات، وإنتاجاً زراعياً، وصناعة زراعية، وتعديناً، وإنتاج أسمدة، وسينما، وجامعات، وكليات للدراسات الصحراوية، فهو مشروع متكامل ووحدة اقتصادية متكاملة، وقد قدمته إلى الدكتورة مشيرة خطاب، وزيرة الدولة للأسرة والسكان فى أبريل ٢٠٠٩، ثم عرضته على وزيرى الإسكان والتنمية المحلية، ثم الدكتور عثمان محمد عثمان، وزير الدولة للتنمية اﻻقتصادية، فهاجمه بشدة.
■ هل لديك شركاء فى إعداد هذا المشروع؟
- المشروع شارك فى إعداده نحو ٣٠ عالماً وباحثاً تم اختيارهم بعناية، منهم الدكتور مغاورى شحاتة، المتخصص فى المياه الجوفية، حيث كان من الضرورى إثبات أن المياه الجوفية موجودة.
■ كيف يتم تحقيق نهضة زراعية وصناعية من وجهة نظرك؟
- تحقيق النهضة على المستوى الزراعى والصناعى والخدمى يتوقف على التعليم، فإذا لم نهتم بالتعليم واﻻعتماد فى التنمية على فلسفة التنمية فلن نحقق النهضة، فمثلا الصالة رقم ٣ فى مطار القاهرة ﻻ تعتبر تنمية، فالمصممون هولنديون، والمنفذون أتراك، والبنك الدولى هو الذى قام بتمويله، والذين أشرفوا عليه لبنانيون، فنحن استوردنا مطار القاهرة، واﻻستيراد ليس تنمية ولكن هذه هى عقلية الفريق أحمد شفيق، رئيس مجلس الوزراء السابق، الذى كان وزيراً للطيران، وهذه هى التنمية من وجهة نظرهم، وعندما أرادوا عمل الجمارك تعاقدوا مع شركة «ماكنزى»، ونفس الشىء فعلوه فى الضرائب والتليفزيون، فهناك فرق بين التنمية واﻻستيراد، والتنمية الحقيقية هى التى تتم بالقدرة الذاتية، أى بأيدى عمالنا وخبرائنا، فالتعليم والقدرة الذاتية هما مفتاح النهضة فى مصر.
■ ولكن هل لدينا القدرة على تنفيذ كل المشروعات دون الاستعانة بخبرات أجنبية؟
- المشروعات يجب أن تكون هى الأداة الأساسية لتنمية القدرة الذاتية، ومن أموالنا وبأيدى عمالنا وفكر خبرائنا، وبذلك ﻻ أستورد مشروعات، وأخطر ما كان فى النظام السابق أنه حرم التنمية من القدرة المصرية، وقتل أى نمو ﻷى كفاءات أو قيادات، وأكبر فساد هو قتل القدرة المصرية سواء كانت دفاعية أو هندسية أو إدارية أو اقتصادية أو سياسية، ولن يتم القضاء على بقايا الفساد إلا بمحاسبة السارقين وإرجاع ما سلبوه من الشعب اﻵن وطواعية مع الاعتذار والتوبة.
■ وكيف ترى مستقبل مصر فى ظل هذه الأوضاع؟
- مصر قادرة على أن تكون أكبر اقتصاد فى المنطقة ومن أكبر اﻻقتصاديات فى العالم لو أعطيت لها الحرية فى مدى زمنى ٥ سنوات، فمستقبل مصر عظيم ومن يقل غير ذلك فهو يضرب الثورة فى مقتل.
■ ٥ سنوات.. أليست قليلة؟!
- ليست قليلة، بشرط أن نعطى أوﻻدنا من الشباب المصرى اﻷذكياء الفرصة ونجعلهم يمسكون زمام الأمور، ونحن لسنا أقل قدرة من تركيا التى طورت اقتصادها وبلدها فى ٨ سنوات.
■ ماذا تقصد بإمساك شبابنا للزمام؟
- بأن يكون لكل وزير مساعد وزير من الشباب وليس نائباً، وليس المقصود هنا أن نكافئهم وإنما كى نستفيد منهم ولكى يكونوا سياسيى المستقبل، وﻻبد أن نقوم بتخفيض سن أعضاء مجلس الشعب إلى ٢٥ سنة، وأطالب بإعداد دستور جديد مهما استغرق من وقت، ثم البدء بإجراء انتخابات المجالس المحلية والمحافظين، كى نتدرب ثم نجرى انتخابات مجلس الشعب، ثم الرئاسة، وهذا أفضل شىء.
■ كيف تقيم الشخصيات التى أعلنت عن رغبتها فى الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية؟
- رئيس الجمهورية سيكون مفاجأة لنا جميعا، ولن يكون واحدا ممن طرحوا أنفسهم كمرشحين، ﻷننى ﻻ أرى واحدا منهم يصلح ﻷن يكون رئيسا لمصر، فعمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية، من النظام السابق، وتربى «على حِجْره». كما أن أداءه فى الجامعة العربية أداء «حنجورى»، والدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ليست له علاقة بمصر، كما أنه يمينى أكثر من اللازم، ونحن نحتاج إلى شخص يكون «يسارى الوسط»، أما العالم المصرى الدكتور أحمد زويل فهو شخصية محترمة وعالم جليل، لكن مكانه فى علمه، ولو كان لدينا نظام برلمانى جمهورى والرئيس رمز فهنا يكون الدكتور زويل هو أفضل واحد.