في الدين والحياة ..التقرب إلى الله طريقك للسعادة الزوجية
محيط - رشا محمد
الزواج ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام، غايته الإحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة سعيدة برعاية الزوجين .. والزواج هو من سنن الأنبياء والمرسلين، وإقامة لشرع الله سبحانه وتعالي في الأرض، الأمر الذي يجعل البشرية سعيدة ومتحابة تعبد ربها وتوحد به.
وتتطلب الحياة الزوجية السعيدة أن يعرف أي زوجين قبل أن يقبلا على الزواج سبب زواجهما، والهدف منه، وكيفية تنفيذ شرع الله في الزواج حتى ينجحا ويعيشان حياة زوجية سعيدة قائمة على الصدق والصراحة.
وتناول الشيخ أشرف الفيل أحد علماء الأزهر الشريف البارزين موضوع السعادة الزوجية خلال حلقته في برنامح "الدين والحياة" الذي يذاع على قناة الحياة الفضائية، حيث قام بتوضيح أهم الصفات التي يتصف بها الزوجين حتى ينجحا في حياتهما الزوجية.
واعتبر أن السعادة الزوجية قائمة على عدة جذور، صحية ونفسية وفكرية واجتماعية وليست قائمة فقط على اللذة الجنسية فيجب الاهتمام بصحة الزوج والزوجة، فضلا على ضرورة وجود الوفاء والاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والحوار المتبادل لأن إساءة العشرة والأنانية والشكوك والغيرة والغرور والديكتاتورية من أكثر عوامل هدم السعادة الزوجية.
واستشهد الشيخ الفيل بهذا الأمر بالرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، حيث قال "عندما توفت السيدة خديجة راضي الله عنها كان الرسول "ص" عندما يدخل أحد من أقاربها يفرش ثيابه ليجلس عليه ويقدم لها الخير ويتبادل الكلام الحسن ويكرمه، وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تغار من السيدة خديجة حتي من بعد وفاتها".
الصدق والصراحة
وتعتبر الصراحة التامة وعدم إخفاء أي أسرار بين الزوجين هي أهم عوامل السعادة الزوحية، فضلا عن ضرورة تعلم فن الشجار الزوجي الذي يجب أن يكون داخل حجرة النوم بعيدا عن الجيران والأهل وأن يكون الحوار قصيرا ومثمرا.
وحث فضيلته الزوجين على تعلم التسامح واغفال الأخطاء، فالزوجة ليست ملاكا 100% وليست ممثلة إثارة طوال 24 ساعة وليست خادمة مطيعة 100% لكنها إنسانة تشعر بالتعب والملل والإرهاق وبحاجة للراحة.
وأيضا تعلم فنون الترفيه والتسلية البريئة وعدم الإفراط في الاختلاط بالغرباء وعدم ذكر مساوئ الزوج للصديقات أو للأهل خاصة أن تدخل الأهل قد يعقد الأزمات، حيث ان هناك الكثير من الزوجات تم طلاقهن بسبب تدخل أهلهن الدائم في الشجار الزوجي مما زاد من حدة الخلافات.
ونفي الشيخ الفيل أن يكون الزواج منفعة أو تجارة أو متعة جنسية مستمرة، وإنما مشاركة ومسئولية مشتركة وعن ما يحول الزواج لمنفعة أو صفقة يفقد رومانسيته وأهدافه الإنسانية والمودة والرحمة والسكن النفسي.
التقرب من الله
وأنتقل الشيخ الفيل إلى القواعد الذهبية للسعادة الزوجية والتي يأتي في مقدمتها أن يحسن كلا الزوجين علاقتهما بالله سبحانه وتعالى، فإذا كان الرجل مقبل على الله والذي بينه وبين الله موصول، طرح الله له القبول، وأحبه الناس وزوجته .. وكذلك المرأة إذا كانت مقبلة على الله، طرح الله لها القبول، فكم بمعصيه تشتت اسرة سعيده؟ وكم بذنب انقلبت الحياة الى نكد وحياة مريرة ؟ وكما قال أحد السلف رحمه الله :والله اني لاعرف شوم معصيتي بخلق دابتي؟؟
وأضاف أنه كلما كان الزوجان قريبين من الله وتضرعا الى الله في ان يديم حياتهما الزوجية ، وأن يسعدهما ببعضهما مادام في العمر بقية استجاب الله لهما ، فتأليف قلوب الازواج والزوجات ليس والله بالملبوسات والاثاث والكلمات والحركات وإن كانت اسبابا؟ ولكن تأليف القلوب أصله من الله سبحانه وتعالى كما قال سبحانه: (وألف بين قلوبهم لو انفقت مافي الارض جميعا ماألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم).