مساوئ الإدمان على الإنترنت والكومبيوتر

الناقل : romeo2433 | الكاتب الأصلى : عبد الكريم العامري | المصدر : www.annabaa.org

 

شبكة النبأ: مما لاشك فيه أن الإنترنت عبارة عن تقدم تقني متطور وهام في العالم، هو جزء من ثورة الاتصالات، نافذة نطل من خلالها على العالم. يسهل عملية التواصل بين الإنسان والإنسان، الأمور العلمية والعملية، مع معرفة ما يجري في الكون من أحداث،  ثقافات، قضايا..وغيرها، بالإضافة الى تسهيل الأمور المصرفية، عمليات البيع والشراء، الأخبار، خدمات متنوعة، السفر، الفن، الرياضية، العسكرية، السياسية، الاجتماعية، الصحية وغيرها.

فالإنترنت حقيقة واقعة لا مفر منها، لكن يتطلب التعامل معها وعيا وخبرة،  الحرص على اختيار الأفضل والجيد، رفض السيء المغاير لأخلاقنا، قيمنا، ديننا، ثقافتنا.

علينا في مجتمعنا العراقي والعربي والإسلامي، أن نتعلم كيف نتكيف ونتعامل مع هذه التقنية بالشكل الصحيح. هذه التكنولوجيا التي لها فوائدها كما لها سلبياتها الخطرة. نحن لا نستطيع أن نمنع هذه التقنية عن أطفالنا، مراهقينا، شبابنا، لكننا، باعتبارنا آباء، معلمين، رجال دين، إعلام..بإمكاننا أن نعلمهم الاستخدام المفيد لهذه التقنية الحديثة، من دون حدوث أي خلل في التربية، الأخلاق، الأفكار، العادات اللازمة لتنشئة أطفالنا وشبابنا تنشئة سليمة مفيدة، معتمدين في ذلك على نشر الوعي، الفهم العميق لفوائد هذا الإنجاز ومضاره. بهذا يتم تحصينهم من شرور الإنترنت، لمواجهة أي إغراءات خادعة، بالإضافة الى عوامل التغريب التي قد تمس أخلاق شبابنا العراقي وقيمه.

من المعلوم لدينا أن بعض الشباب سرعان ما يتأثرون بشدة بالعوامل المحيطة بهم، بكل ما يثير فضولهم أو عواطفهم، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. بواسطة الإنترنت يمكن الحصول على كافة المعلومات حتى الممنوعة منها، كما يمكن إشباع الحاجة الى حب الفضول والإطلاع. لهذا فإن وجود الإنترنت يحتم على الأسر، الآباء، المربين، وغيرهم، الانتباه الى استخداماته من قبل الصغار والمراهقين. العمل، من خلال التربية الأسرية والتوجيه الصحيح، على تنمية الرقابة الذاتية لدى هؤلاء، أو بالأحرى تنمية ما يسمى بالضمير أو الوجدان الذي يمثل أهم رقيب على الإنسان في غياب الرقابة الخارجية أينما كان هذا الإنسان، تحت أي ظروف من المغريات، أو المؤثرات، أو عوامل التغريب أو الإفساد.

بيان معايير الصح والخطأ لدى الصغار والمراهقين، أن يفكروا بشكل صحيح، تفكير نقد بناء من دون إفراط أو تفريط، حتى يتمكنوا من تحصين أنفسهم من مساوئ الإنترنت. لهذا، لا بد من وجود كبار في الأسرة، المدرسة، المجتمع يكونون القدوة الحسنة للصغار والمراهقين، لابد من غرس الأخلاق، القيم الإسلامية، الوعي اللازم لاستخدامات الإنترنت.

من الطبيعي أن ذلك لا يكون إلا إذا توفرت أسر واعية مؤمنة ومستقرة، يسودها الحب والتفاهم، العلاقات الإيجابية بين الكبار والصغار، تعرف أصول التنشئة الأسرية الصحيحة في مواجهة مخاطر الإنترنت وغير ذلك من تقنيات. ان الأسر المفككة التي يسودها القسوة، النبذ، الحرمان، التفرقة، أو الإفراط في الرعاية..تجعل الصغار والمراهقين يهربون من هذا الواقع المؤلم، من المشاكل الأسرية الى الآلة ليتوحدوا معها فلا يستجيبون لنصائح أو إرشادات الكبار من حولهم، يصبح مرجعهم الإنترنت والكمبيوتر وما يحتويه من عوامل بناء أو هدم.

لقد أصبحت الأفلام والمسلسلات والموضوعات الموجهة ضد العراقيين والعرب والمسلمين، على مواقع الإنترنت، كثيرة، أصبح التواصل مع الجنس الآخر سهلا، المشاهد الجنسية والإباحية متوفرة. كما أن وسائل التبشير الدينية المعادية للإسلام والنبي محمد(ص) والقرآن الكريم أصبح لها مواقعها على الإنترنت.

كذلك المعلومات التي تشوه معالم حضارتنا العربية والإسلامية، مع إضعاف عامل الانتماء، الوطنية، المشاعر القومية، الارتباط باللغة العربية وغيرها، بث عوامل الحقد والتفرقة، بين شعوب العالم العربي والإسلامي وقادته.

بالإضافة الى ذلك، فإن الدراسات العلمية، تشير الى أن الزيادة في استخدام الإنترنت والكمبيوتر يؤثر سلبا على صحة الإنسان الجسمية، النفسية، العقلية، الاجتماعية..هذا بدوره ينعكس سلبا على الأسرة، المجتمع، المهنة، الواجبات الدراسية، الأنشطة والعلاقات الإنسانية..وغيرها.

من أبرز السلبيات المترتبة على الإستخدام  الخاطئ للإنترنت توحد الفرد مع هذه الآلة، زيادة عزلته عن باقي الأفراد، مع التكرار تظهر عادة الإدمان أو الاعتماد على الإنترنت أو الحاسوب أيضا.

 بالإضافة الى هدر الوقت، نسيان الواجبات اليومية، الابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية مثل العلاقة مع الأصدقاء، ممارسة الرياضة والهوايات.

كما تظهر أعراض ضعف الحواس، خاصة حاسة البصر. من الطبيعي أن كل ذلك يؤثر على صحة الفرد النفسية والعقلية، خاصة إذا استمر الفرد على عاداته الخاطئة في استخدام الإنترنت.

تظهر أهمية دور الأسرة والمدرسة في التربية، التوجيه، الإرشاد. كذلك دور المجتمع في الوقاية من أعراض الإدمان، بالتالي من أجل الحفاظ على طاقة هؤلاء المراهقين والشباب منعا للهدر أو الضياع، من أجل توجيه هذه الطاقة بشكل صحيح للاستفادة منها، خاصة في وقتنا الحاضر حيث تواجهنا التحديات والاعتداءات والحروب، اضافة الى اتساع ظاهرة التساهل في المعالجات الأسرية وضعف الضوابط الرسمية وانعدام المواد القانونية المتعلقة باستخدام وفتح مقاهي ومكاتب الإنترنت.