في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح رفضه للمبادرة الخليجية لتأمين خروجه من البلاد و أي مبادرة وساطة من دولة أخري.
خرج عشرات الآلاف من اليمنيين إلي الساحات و الميادين أمس بين مؤيد و معارض للنظام الحاكم. فيما بدا و كأنه التقليد الرسمي بالبلاد كل يوم جمعة منذ بدء الاحتجاجات ضد صالح منذ أسابيع. و قد خرج مؤيدو صالح تحت شعار جمعة الوفاق, فيما تجمع ملايين اليمنيين المناهضين في ساحات التغيير بصنعاء وبقية المدن تحت عنوان جمعة الثبات للمطالبة برحيل النظام اليمني, وحاصرت جحافل من قوات الأمن المتظاهرين. وأشارت وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية إلي أن قوات الجيش و الشرطة معا اشتركتا في تأمين احتجاجات امس. و بالتزامن مع هذه الأحداث, أعلن عبدالله صالح في خطاب ألقاه أمام مؤيديه في ميدان السبعين بوسط صنعاء رفضه التام للمبادرة الخليجية بشأن حل الأزمة السياسية اليمنية, ووصفها بأنها تدخل سافر في الشئون الداخلية لليمن, كما أكد أن القيادة السياسية في اليمن تستمد قوتها من الشعب اليمني لا من قطر ولا من غيرها. وشدد علي أنه يرفض أي تدخل عسكري في بلاده. وقال صالح: إننا لا نستمد شرعيتنا من أي طرف آخر, لا من قطر ولا من غير قطر, فمبادرتهم مرفوضة تماما. وأضاف أن هذا تدخل سافر في الشأن اليمني, ومرفوض ما تأتي به المبادرة القطرية وما تبثه قناة الجزيرة. و يأتي خطاب صالح علي الرغم من تصريحات أدلت بها مصادر سياسية كشفت فيها عن شروط وضعتها الحكومة اليمنية لقبول المبادرة الخليجية منها إقصاء أربعة من رموز المعارضة اليمنية وأحزاب اللقاء المشترك ومنعهم من مزاولة أي نشاط سياسي وهم حميد وحسين الأحمر وعبد الوهاب الآنسي أمين عام حزب الإصلاح والدكتور ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الاشتراكي. في الوقت نفسه, ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة جمدت أكبر حزمة مساعدات وافقت علي تقدمها لليمن في فبراير الماضي بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس اليمني, مشيرة إلي أنه كان من المقرر تقديم الدفعة الأولي من حزمة مساعدات قيمتها حوالي مليار دولار أو أكثر علي مدي عدة سنوات مقابل دعم عبد الله صالح في المعركة ضد تنظيم القاعدة في اليمن. وقالت الصحيفة نقلا عن مسئوولين أمريكيين لم تذكر اسماءهم إن الحزمة المقترحة شملت200 مليون دولار لدعم مكافحة الإرهاب في العام المالي الحالي بزيادة155 مليون دولار في العام المالي الماضي فضلا عن مبلغ مماثل تقريبا كمساعدات تنمية. وقالت الصحيفة إن تعليق إدارة أوباما للمساعدات الجديدة يسلط الضوء علي انهيار تحالف مضطرب لمكافحة الإرهاب مع رجل يحكم اليمن مثل اسرة إقطاعية منذ ثلاثة عقود. من ناحية أخري, ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن المعارض اليمني حميد الأحمر اخطر مسئولا بالسفارة الأمريكية في صنعاء قبل أقل من عامين بخطة سرية للاطاحة بالرئيس اليمني من خلال إشعال تمرد ما لم يضمن صالح إجراء انتخابات برلمانية نزيهة عام2011. وقالت الصحيفة إن عدة برقيات أمريكية سربها موقع ويكيليكس كشفت أن مسئولين أمريكيين كانوا علي دراية بالوضع السياسي في اليمن, ولكنهم قللوا إلي حد ما من احتمال الاطاحة بصالح حليف الولايات المتحدة الرئيسي في حربها علي جناح تنظيم القاعدة في اليمن.