كتاب الحصن الحصين
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
كثير من الناس يشترون كتاباً صغيراً اسمه: (الحصن الحصين)، وتوجد في هذا الكتاب آيات قرآنية وأدعية، ومكتوب في أوله: أنه من قرأ هذا الحصن إذا كان مداناً انقضى دينه، وإذا كان مسجوناً خرج من سجنه، وإذا كان مريضاً شفي من مرضه، وأنه دواء لكل داء، وأنه نافع للطفل
كل هذا غير صحيح، بل منكر، والتمائم نهى عنها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وحذر منها فلا تعلق على المرأة، ولا على الرجل، ولا على الطفل، لا هذا الحصن الحصين ولا غيره، ولا آية، ولا حديث، ولا دعاء لا يعلق، الصواب أنه ينهى عن التعليق، ولكن يفعل المسلم ما شرع الله من التعوذات الشرعية كأن يقول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. صباح، ومساء يكررها ثلاثاً. وإذا دخل المسجد قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك). وقال له بعض الصحابة في بعض الليالي ما رأيت الليلة من مرض، أو أذى من عقرب لدغتني. قال: ( أما إنك لو قلت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك). وقال -صلى الله عليه وسلم-: (بسم الله الذي لا يضر ما اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات صباحاً لم يضره شيء حتى يمسي، وإن قالها مساءً لم يضره شيء حتى يصبح). فهذه الأذكار الشرعية والتعوذات الشرعية مستحبة، وفيها خير عظيم وهكذا آية الكرسي إذا قرأها عند النوم (اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)... الخ الآية (وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (255) سورة البقرة . إذا قرأها عند النوم لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح. هكذا جاء الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذه الآية العظيمة، وهي أعظم آية في القرآن الكريم. آية الكرسي من قرأها عند النوم لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح، فنوصي بقراءتها عند النوم، وبعد كل صلاة، كما جاء في الحديث أيضاً، كذلك قراءة (قل هو الله أحد)، والمعوذتين بعد كل صلاة مستحبة، ويستحب تكراراها ثلاثاً بعد المغرب، والفجر هذه السور الثلاث، وعند النوم كذلك، هذه نوصي بهذه الأشياء، أما تعليق آيات، أو أحاديث، أو دعوات أو حرز حصين الحصين، هذا كله لا أصل له، بل هو من البدع، ومن التمائم المنكرة، وهكذا من قرأه، ومن قرأه لم يضره شيء، كل هذا لا دليل عليه، بل هو من خرافات بعض من ينتسب إلى العلم.