تعتبر حالات نسيان الجراح لقطع الشاش الطبي في بطن المريض من أكثر الأخطاء الجراحية الشائعة في العالم، إلا انها ليست الأخطر. الخطر ينجم عن نسيان إبر الخياطة والمقاصيص والملاقط في جروح العمليات. ولمساعدة الجراحين، سواء شاردي الذهن منهم أو المبتدئين، شرعت شركة اميركية لتصنيع أول أدوات جراحية تطلق صوتا تحذيريا يذكر الطبيب بضرورة عدم نسيانها في بطن المريض.
ونقلت أحدى المجلات الألمانية عن نية الجراح اليكس ماكاريو، من جامعة ستانفورد، على تزويد الأدوات الجراحية مستقبلا بشريحة إلكترونية تحذر الطبيب من نسيانها في جسد المريض. وهي شريحة غاية في الرقة يمكن تثبيتها حتى داخل الشاش الطبي أيضا. ويمكن للطبيب أن يستخدم جهازا للمسح (سكانر) وزنه كيلوغرام واحد للكشف عما نسيه من أدوات، أو عما نسيه غيره من الأطباء في بطون المرضى.
وتبدو الطريقة بسيطة وتشبه طريقة تحذير المخازن من السرقة، إلا أن أهميتها في الجراحة أهم، لأنها ستجنب الطبيب والمرضى الكثير من الصداع. فالشاش الطبي المنسي في أجسام المرضى لا يعد خطرا في معظم الحالات. غير أن المضاعفات التي يمكن أن يسببها مستقبلا تتراوح بين الالتهابات الحادة والمزمنة وأكياس الخراج الداخلية والتهاب الدم والأورام السرطانية. ويمكن للمقصات والملاقط المنسية أن تتسبب بنزف حاد أو بتقطيع أعضاء الجسم الحيوية من الداخل. كما يمكن، في حالة عدم معرفة الإنسان بوجودها في جسمه، أن تعرضه إلى حالات محرجة في المطارات عند تخطيه أجهزة الفحص بالأشعة.
وتشي الدراسات الطبية الجراحية بأن حالات نسيان الأدوات الجراحية في بطون المرضى تحدث مرة كل 10 آلاف عملية. ويشكل الشاش الطبي ثلثي هذه الحالات، تاركة الثلث الأخير للمقصات والإبر والملاقط والدبابيس وغيرها. وتعمل الفرق الجراحية المتخصصة عادة على حساب عدد الأدوات والمواد الجراحية المستخدمة، قبل وبعد العملية الجراحية، للتأكد من أنهم لم ينسوا "تذكارا" في بطن المريض.
وتثبت التجارب التي أجراها اليكس ماكاريو وزملاؤه في ستانفورد أن السكانر يكشف عن الأداة المنسية خلال أقل من 3 ثوان. وتعمد الجراح والباحث نسيان شاشتين طبيتين في الجرح بعد انتهاء العملية الجراحية، ونجح طبيب ثان في اختبار الكشف عنها بواسطة السكانر.