دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
هل دعوة الشيخ: محمد بن عبد الوهاب مذهب خاص، وهل ما يقال عن دعوته من ترك عبادة القبور، ودعوة الأموات يعد جفاء للصالحين؟
الشيخ محمد عبد الوهاب -رحمه الله- من علماء هذا العصر، ودعواته ........................................... وإلى ما كان عليه سلف الأمة من الصحابة، وأتباعهم، وهو يدعو إلى توحيد الله، واتباع شريعته، وتعظيم أمره، ونهيه، فليس ........ مذهب جديد كما ...............، أو خصومه المعادون، عباد الأوثان، إنما دعا إلى عبادة الله وحده، وقد كانت دعوته في القرن الثاني عشر، في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، وتوفي -رحمه الله- سنة ست ومائة وألف في أول القرن الثالث عشر، وكتبه موجودة تبين عقيدته، مثل كتاب التوحيد، مثل كشف الشبهات، مثل الثلاثة الأصول، كلها تبين دعوته، وأنه دعا إلى توحيد الله وإخلاص العبادة لله، وأن لا يدعى مع الله أحد، لا ملك، ولا رسول، ولا صنم، ولا جن، ولا إنس، بل العبادة حق الله وحده، وكان في الأحكام الفقهية على مذهب الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-، إلا أن يترجح عندهم الدليل قولاً آخر ذهب إليه، هذا ما رماه به خصومه، أو الجهلة من أنه مذهب خامس، أو أنه احتقر الصالحين، والأنبياء، هذا كله باطل، وليس في ترك الإشراك بهم احتقار لهم، ولا تنقص لهم، فالأنبياء كلهم جاؤوا بالدعوة إلى توحيد الله والنهي عن دعوة الأنبياء، والصالحين، فليسوا متنقصين للصالحين، وإنما المتنقص لهم الذي دعاهم من دون الله، وظن أنهم يرضون بهذا وهم لا يرضون بأن يعبدوا مع الله، لهوا الناس عن ذلك، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) (36) سورة النحل . وقال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (25) سورة الأنبياء . فالرسل كلهم -عليهم الصلاة والسلام- دعوا إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له -جل وعلا-. وإلى إتباع الرسول فيما جاء به، وهكذا نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- داع إلى توحيد الله، وتعظيم أمره ونهيه، وهكذا العلماء من أهل السنة والجماعة، دعوا إلى ما دعا إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من توحيد الله، والإخلاص له كمالك، والشافعي، وأحمد، وأبي حنيفة، والثوري، و الأوزاعي، وغيرهم من أئمة الإسلام، كلهم دعوا إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له -جل وعلا-، وطاعة الأوامر التي جاء بها رسوله -صلى الله عليه وسلم- وترك النواهي، هذا هو الحق وهذا هو دين الله، والشيخ محمد -رحمه الله- بن عبد الوهاب دعا إلى ما دعوا إليه، دعا إلى توحيد الله وإلى طاعة الله فيما أمر، وترك ما نهى عنه، واتباع القرآن والسنة، وترك ما خلا ذلك، فليس له مذهب خامس، وليس له دعوة خامسة، بل هو يدعوا إلى ما دعا إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ودعا إليه الصحابة، ودعا إليه أئمة الإسلام في الأقوال، والأعمال، والعقيدة، هذا هو الحق الذي لا ريب فيه، ومن قرأ كتبه عرف ذلك، والله المستعان.