حكم مسح الوج باليدين بعد الدعاء

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

 

بالزر الأيمن ثم حفظ باسم

أسألكم عن رفع اليدين للدعاء وأن نمسح بهما الوجه، هل ذلكم جائز؟


رفع اليدين من أسباب الإجابة، إذا دعا ورفع يديه فهو من أسباب الإجابة، وإن مسح بهما وجهه فلا حرج، لكن الأحاديث الصحيحة ليس فيها المسح فإذا ترك ذلك فهو أولى وإن مسح فلا حرج؛ لأنه ورد في ذلك أحاديث فيها ضعف، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في بلوغ المرام: إنها بالمجموع أن تكون من باب الحسن، فهذا قول يتوجه به في العمل بها أحاديث المسح، إذا مسح فلا حرج إن شاء الله، لكن فيما نعلم من الأحاديث الصحيحة التي جاءت في الصحيحين وغيرهما ليس فيها مسح، وقد استسقى النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وفي المصلى ولم ينقل أحد أنه مسح بيديه وأنه رفعهما في الدعاء، ولم ينقل أحد فيما أعلم أنه مسح وجهه بيديه عليه الصلاة والسلام، فالحاصل أن المسح لا بأس به، لكن تركه أولى إلا لمن اعتقد سنيته اعتقاداً لصحة الأحاديث أو حسنها، والحاصل في هذا أن رفع اليدين سنة في الدعاء إلا في أوقاتٍ ما رفع فيها النبي صلى الله عليه وسلم، مثل: بعد السلام من الفريضة ما كان يرفع يديه صلى الله عليه وسلم فلا يسن الرفع، مثل: خطبة الجمعة أو خطبة العيد لا يرفع فيها؛ لأن الرسول ما رفع فيها في دعائه عليه الصلاة والسلام، لكن لو استسقى يستحب رفع اليدين، أو دعا في أوقات أخرى دعا ربه يرفع يديه، أو بعد النافلة رفع يديه لا حرج في ذلك؛ لأن جنس الرفع مستحب وهو من أسباب الإجابة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صِفراً)، وهو حديث حسن لا بأس به، وفي حديث آخر رواه مسلم في الصحيح يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى طيبٌ لا يقبل إلا طيباً) قال في آخره: (ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذِّي بالحرام فأنَّى يستجاب لذلك) فهذا معناه أن رفع اليدين من أسباب الإجابة لكن منَع الإجابة تعاطيه الحرام نعوذ بالله، فالحاصل أن رفع اليدين سنة في الدعاء ومن أسباب الإجابة إلا في المواضع التي وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرفع فيها، مثل بعد الفريضة، مثل خطبة الجمعة، مثل خطبة العيد، مثل الجلسة بين السجدتين لا يرفع فيها، مثل الجلسة في آخر الصلاة قبل السلام إذا دعا لا يرفع؛ لأن الرسول لم يرفع في هذه المواضع. جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم سماحة الشيخ في ختام....