فيلم (مبارك).. دراما الفساد تسود والخلاص فى مشهد النهاية
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
رشا عبدالحميد
| المصدر :
www.shorouknews.com
رشا عبدالحميد -
اختلفت الآراء حول كيفية تناول الرئيس السابق محمد حسنى مبارك فى فيلم سينمائى جديد، فهناك من اختار زاوية الفساد الذى تميزت به فترة رئاسته وتشعبت فى اتجاهات متعددة إلى أن أصبح هذا الفساد شعارا للمرحلة.
وهناك من اختار أن يرصد العمل حياة مبارك وأسرته وكشف أسرار هذه العائلة وخطة التوريث التى كانت تدبر رغم انف الجميع، بينما رأى آخرون أن الأفضل هو ربط جميع الخيوط سويا لمعرفة الدور الحقيقى الذى لعبه كل من شارك فى هذه الحقبة من حياة مصر.. كيف يقدم السينمائيون فيلما عن مبارك؟ وما هى رؤيتهم عن هذا العمل؟
الكاتب بشير الديك يرى أنه إذا قدم فيلما عن مبارك سيتناوله من الزاوية السياسية قائلا: «سأسرد ممارسات مبارك السياسية التى لم تعرف معنى للمسئولية سواء تجاه هذا الوطن أو تجاه شعبه، فقد اظهر هذا الرجل أنانية مطلقة فى حكمه للبلاد بل وتعامل مع مصر على أنها شركة تدر أرباحا حتى فى اختياره للوزراء فلم يراع مصلحة البلاد فى المقام الأول وإنما اختار ما تسبب فى رجوعنا للوراء سنوات كثيرة بعد أن أصبح رجال الأعمال هم من يقودون الوزارات لمصالحهم الشخصية، فى الوقت نفسه نجد أن هناك دولا مجاورة ودولا أخرى تعانى نفس مشاكلنا استطاعت أن تحرز تقدما فى جميع المجالات وتغلبت على مشاكلها وبشكل سريع، فهذا الرجل لم يقم بدوره كرئيس يتحمل مسئولية شعبه وإنما ظهر بحس فرعونى رهيب وإجرام سياسى مرعب ولم يقدر هذا الشعب ولا هذا الوطن وتحول إلى مستبد يفعل ما يريد تحقيقا لمصالحه فقط مبتعدا عن مصلحة هذا الوطن غارقا فى مشاكله الشخصية فقط».
ويشير الكاتب محفوظ عبدالرحمن إلى انه إذا كتب عن مبارك سيتناول الأسبوع الأخير من حكمه قائلا «إن الأسبوع الأخير من حياة مبارك السياسية هو الأقوى دراميا لأنه أثير فيه العديد من الأمور أهمها أن التيار العالمى بالكامل كان يطالبه بالرحيل ولكنه رفض وقرر أن يبقى دون إرادة الشعب ربما معتبرا ذلك حقا إلاهيا وان البشر لا يمكن أن يتدخلوا فيه وان الله قد اختاره لهذا المكان دون غيره من البشر،فى حين انه كان هناك احتمالات كثيرة كان يجب أن يفكر فيها».
وأضاف محفوظ قائلا: «فشخصية مبارك ومعرفة ما كان يدور فى رأسه ستكون هى أساس العمل وربما سيجيب الفيلم عن تساؤلات كثيرة هل كان هناك أشخاص يضغطون عليه، هل هناك من أقنعه أن هذه مجرد زوبعة ويمكن القضاء عليها، فالأقاويل كثيرة ولا يمكن تحديد ما حدث ولكن الأهم أن العمل سيلقى الضوء أيضا على هذا الفجر الجديد والشىء الجديد الذى يحدث فنحن كمشاهدين بالفعل كان الأمر رائعا بل أكثر من رائع وبالتأكيد قصة مبارك ثرية للغاية وبها الكثير ليطرح على المشاهدين».
ولكن أكد محفوظ انه مشروع مؤجل موضحا ذلك قائلا: «يجب أن تمر فترة وهى ليست محددة ليخرج عمل كهذا للنور لأن الأمور والأحداث غير مستقرة حتى الآن ولا احد يمكن أن يجزم أن كل ما يقال صحيح لذا يجب الانتظار لتنكشف جميع الأوراق، فهناك أحيانا أحداث لا تعرف حقيقتها إلا بعد مرور سنوات عليها فتجد من يبوح بأسرار فترة معينة بعد أن تهدأ الأمور وتتغير النظم الحاكمة، فالرؤية الآن مذبذبة ولم تنكشف كل الأسرار بعد».
وأكد محفوظ أن هذه الفترة تذكره بأحداث ثورة 19 قائلا: «لم يكن احد من المصريين يتوقع أن تحدث ثورة 19 من الإسكندرية إلى أسوان بدون استخدام نت اتفق الشعب على رأى واحد وطالبوا بحقوقهم وهو ما حدث ويحدث الآن لم يكن احد يتخيل قبل 25 يناير انه يمكن أن يسقط الحكم بمظاهرات فقد كان من المستحيل ولكنه فى النهاية حدث ونتشرف به كثيرا وهو ما يجب أن يتناوله اى عمل درامى أيضا».
أما المخرج محمد خان فيقول: «مازال الوقت مبكرا للتحدث عن فيلم يتناول حياة مبارك طالما لن يكون عن الفرحة التى يعيشها الشعب المصرى الآن فيجب أن ننتظر لتكتمل الأحداث الحالية وتستقر الأمور لنقدم عملا أكثر عمقا يتناول الأمور على حقيقتها وبشكل أوسع لنروى أحداث المرحلة بالكامل وربما الثلاثين عاما التى انتشر فيها الفساد وتشعب بشكل كبير حتى الآن لا يمكن حصره ليخرج فى النهاية العمل بنظرة دقيقة».