بين اليأس والأمل.. مشاعر متضاربة سيطرت على كل الأطراف المتعاملة مع سوق المال أمس، من مسؤولين وسماسرة ومستثمرين، لدى استئناف النشاط فى البورصة، بعد توقف دام أكثر من ٥٥ يوماً.
وشهدت الثوانى الـ١٦ الأولى من بدء التداول، موجة بيع «هيستيرى»، دفعت إدارة البورصة إلى التدخل سريعا بإيقاف التداول لنصف ساعة، بعد أن هوى المؤشر الرئيسى بنحو ٩.٩%، خسرت خلالها الأسهم نحو ٣٦ مليار جنيه من قيمتها السوقية، قبل أن تلتقط أنفاسها، وسط محاولات لتقليص حجم الخسائر، لينهى المؤشر تعاملاته على هبوط بنحو ٨.٩%، وتقل الخسائر إلى ٣٠ مليار جنيه. وحاولت إدارة البورصة تهدئة المستثمرين ودعوتهم إلى عدم البيع، تجنبا للخسائر، مبدية فى الوقت نفسه اعتذارها عن حبس أموالهم طيلة فترة إغلاق البورصة فى أعقاب ثورة ٢٥ يناير، وتوقعت تعافى السوق فى غضون ٣ أشهر.
البورصة تنهى أخطر جلساتها على هبوط حاد.. والإدارة توقف التعاملات بعد ١٦ ثانية من بدء التداول
أنهت البورصة أخطر جلساتها أمس، على هبوط حاد، بعد أن فقد مؤشرها الرئيسى فى ختام التعاملات ٨.٩%، فى الوقت الذى سجلت فيه الثوان الأولى لبدء التداول موجة بيع هيستيرية، دفع إدارة البورصة إلى التدخل السريع ووقف التداول لمدة نصف ساعة بعد نحو ١٦ ثانية فقط من بدء الجلسة.
وخسر المؤشر الرئيسى للأسهم النشطة «Egx٣٠» نحو ٥٠٥ نقطة، ليستقر مع الإغلاق عند مستوى ٥١٤١ نقطة، بينما انخفض مؤشرا الأسعار بنحو ٨.٩%، بعد هبوط أسعار إغلاق ١٤٧ ورقة مالية، مقابل ارتفاع ٥ ورقات، بتعاملات بلغت قيمتها ٤.٨ مليار جنيه، منها تعاملات على السندات بنظام المتعاملين الرئيسيين بنحو ٤.٥ مليار جنيه.
وكانت الثوانى الأولى فى عمر الجلسة فاصلة، حيث هوى المؤشر الرئيسى للأسهم النشطة بنحو ٩.٩%، وفقدان الأسهم نحو ٣٠ مليار جنيه من قيمتها، ليبلغ رأس المال السوقى ٣٧٣ مليار جنيه، مقابل ٤٠٧ مليارات جنيه، مما دفع البورصة لإيقاف التداول لنصف ساعة.
وبلغت مبيعات الأجانب والعرب ٥٣٦ مليون جنيه، مقابل شراء بنحو ١٩٥ مليون جنيه، فيما اتجهت تعاملات المصريين للشراء بصافى تعاملات ٣٠٠ مليون جنيه.
وسيطرت المؤسسات على النسبة الأكبر من التعاملات بنحو ٩٧%، مقابل ٣% للأفراد.
وأرجع محمد عبدالرحيم محلل مالى، الهبوط الحاد إلى الخسائر التى تعرضت له الأسهم القيادية فى بداية الجلسة، منها أوراسكوم للإنشاء وأوراسكوم تليكوم، بالم هيلز للتعمير، هيرميس، ومجموعة طلعت مصطفى.
وقامت البورصة بتثبيت أسعار نحو ١٦ سهماً، تم التداول عليها، حتى نهاية الجلسة نظراً لتجاوزها نسبة الـ١٠% هبوطاً.
وكان من بين هذه الأسهم «موبينيل» و«أبوقير للأسمدة»، «أوراسكوم للإنشاء» «الشرقية للدخان»، «مطاحن مصر العليا» و«مدينة نصر للإسكان».
ووفقاً للضوابط الأخيرة الصادرة عن هيئة الرقابة المالية، يتم تعليق التداول على السهم الذى يتجاوز التغير فى سعره ٥% لمدة نصف ساعة، فإذا تجاوز التغير ١٠% يتم تثبيت سعره مع استمرار التداول عليه لنهاية الجلسة.
ووصف محمد عبدالسلام، رئيس مصر المقاصة القائم بأعمال رئيس البورصة، الهبوط بالطبيعى والمتوقع، مؤكداً أنه لم يتم اتخاذ أى إجراءات استثنائية إضافية، لكفاية الإجراءات الحالية.
وأضاف عبدالسلام فى تصريح خاص لـ «المصرى اليوم»، أن وزارة المالية وردت ١٥٠ مليون جنيه أمس، لشركة مصر المقاصة، ضمن خطة دعم البورصة، مشيراً إلى أنه سيتم صرف هذه الأموال خلال ساعات لصالح شركات السمسرة كدعم.
ومن جانبه، أشار الدكتور سمير رضوان، وزير المالية، فى تصريح خاص، إلى احتمال زيادة الدعم المخصص من الوزارة بنحو ١٠٠ مليون جنيه إضافية حالة الاحتياج إليها.
ونصح رضوان المستثمرين بعدم البيع العشوائى، بهدف حماية الاقتصاد، وحماية أموالهم، محذراً من أن البيع سيؤدى إلى خسائر وخيمة على المستثمرين.