قوات القذافى تسعى للسيطرة على الغرب.. وسكان الزنتان يفرون إلى الكهوف.. وفرنسا ترسل طائرة عسكرية فوق ليبيا

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : عواصم –وكالات الأنباء | المصدر : www.almasry-alyoum.com

«رويترز»
آثار الدمار نتيجة تبادل القصف والمواجهات المسلحة تخيم على مدينة الزنتان
تسعى القوات الموالية للرئيس الليبى معمر القذافى إلى إحكام سيطرتها الكاملة على غرب البلاد بالقوة المسلحة فى مواجهة الثوار بعد أن بلغ عدد ضحايا المعارك الدموية فى مصراتة فى يوم واحد نحو ٤٠ قتيلاً ومئات المصابين، ففى الوقت الذى أعلنت فيه قوات القذافى سيطرتها الآن على مدينة مصراتة بعد أن أكد سكان فى المدينة أن القوات أطلقت النار على حشد من العزل واستخدموا المدنيين دروعاً بشرية، صعدت كتائب القذافى هجماتها على الزنتان التى شهدت معارك عنيفة مع الثوار.
 
 
 وتمركزت الدبابات التابعة للقذافى لمنع خروج سيارات الإسعاف من المدينة باتجاه الحدود التونسية، بينما شهدت المدينة الغربية نزوحاً جماعياً من جانب السكان فى اتجاه الكهوف الجبلية هرباً من القصف، وأكد أحد سكان البلدة تدمير عدة منازل وسقوط مئذنة مسجد.
 
وقال الصحفى السويسرى جيتان فاناى عبر الهاتف إن الزنتان تعيش أشد قصف تشهده البلدة فى ٣ أيام، موضحاً: «بدأت هذه المعركة الضارية على الجبهة الشرقية واختبأت النساء والأطفال فى كهوف الغابات».
وعلى صعيد الضربات الجوية، استهدف قصف لقوات الائتلاف الدولى قاعدة بوستة البحرية الليبية على بعد ١٠ كيلومترات شرق العاصمة طرابلس، بينما ردت القوات الليبية بطلقات مدفعية مضادة للطيران، مما أدى إلى وقوع انفجارات مساء أمس الأول، فى القطاع الذى يوجد فيه مقر القذافى.
وجاء ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه متحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية تييرى بيركار أن باريس أرسلت ٢٠ طائرة عسكرية فوق ليبيا فى إطار التدخل الذى سمحت به الأمم المتحدة، ولكنها لم تنفذ أى ضربة جوية حتى ساعة متأخرة من بعد ظهر أمس الأول، وأضاف أن حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديجول» فى طريقها إلى موقعها لتكون مستعدة للمشاركة فى العملية العسكرية فى ليبيا. وتزامنت العمليات العسكرية مع ترحيب المعارضة الليبية بالإجراء الدولى رغم رفضهم تدخل قوات برية أجنبية فى الحرب، فيما استبعد المجلس الوطنى الانتقالى المتمركز فى مدينة بنغازى الساحلية الشرقية إجراء مفاوضات مع القذافى لإيجاد حل للانتفاضة الشعبية.
وفيما يتعلق بردود الفعل الدولية، وجهت الولايات المتحدة رسائل يشوبها بعض الغموض حيال أهدافها فى ليبيا، إذ أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما مجدداً أنه على القذافى «التنحى»، مشدداً فى الوقت ذاته على أن القوات الأمريكية ستحترم تفويض الأمم المتحدة الضيق فى هذا المجال، وقال أوباما فى مؤتمر صحفى عقده فى تشيلى أمس الأول، إن القوات الأمريكية فى ليبيا تنفذ عمليات محدودة ومحددة جداً دعماً للجهود الدولية لحماية المدنيين والحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية.
وبينما أعلن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون أن هناك نوايا لانتقال قيادة القوة الدولية التى تفرض الحظر الجوى فوق ليبيا إلى حلف شمال الأطلنطى (الناتو) محاولاً طمأنة البريطانيين بأن تدخل بلاده العسكرى فى ليبيا لن يجرها إلى صراع آخر على غرار ما حدث فى العراق، عارضت تركيا العضو بالحلف التدخل فى ليبيا.
وجاء ذلك فى الوقت الذى يعقد فيه مجلس الأمن الدولى، غداً الخميس، اجتماعاً لاستعراض الوضع فى ليبيا، والاطلاع على تقرير للأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون حول تطور الوضع فى البلاد، بعد أسبوع من تبنى قرار فى المجلس يجيز اللجوء إلى القوة.
وقال دبلوماسى فى مقر الأمم المتحدة بنيويورك فى ختام اجتماع مغلق عقده مجلس الأمن أمس الأول، لدراسة طلب ليبى بعقد اجتماع طارئ حول التدخل العسكرى الدولى فى أعقاب فرض المجلس منطقة حظر جوى على البلاد إن المشاورات ستجرى غداً وسيبدأ الاجتماع بتقرير للأمين العام للأمم المتحدة، إلا أن الدبلوماسى - الذى طلب عدم كشف اسمه - أوضح أن الاجتماع لن يكون «طارئاً ولن يعقد استجابة لطلب طرابلس».