الأخ (ج.ج.أ) من درعاً في سوريا يسأل: ما القول الحق فيما يروى عن أحد أئمة الصوفية المعروفين وهو "السيد أحمد الرفاعي" من أنه زار مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمدينة ودعا عند القبر فمد الرسول يده الشريفة له وقبلها، وهذا مستفيض عند أتباع طريقته وفي حكم الجزم عندهم مع أنه عاش في القرن السادس الهجري، فما مدى صحة ذلك؟
هذا أمر باطل ولا أساس له من الصحة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قد توفي الموتة التي كتبها الله عليه كما قال سبحانه: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ[1]، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ((إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام))[2]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام))[3]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((إن خير أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي، قالوا: يا رسول الله وكيف تعرض عليك وقد أرمت؟ قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء))[4] والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. ولم يقل في شيء منها أنه يصافح أحداً، فدل ذلك على بطلان هذه الحكاية، ولو فرضنا صحة ذلك فإن ذلك يحمل على أنه شيطان صافحه ليلبس عليه أمره، ويفتنه ومن بعد فالواجب على جميع المسلمين أن يتقوا الله وأن يتمسكوا بشرعه الذي دل عليه كتابه الكريم وسنة رسوله الأمين، وأن يحذروا ما يخالف ذلك، أصلح الله أحوال المسلمين، ومنحهم الفقه في دينه والتمسك بشريعته، إنه جواد كريم.
[1] سورة الزمر الآية 30.
[2] رواه النسائي في السهو برقم 1265، وأحمد في مسند المكثرين برقم 3484 و 3993 و 4093 والدارمي في كتاب الرقائق برقم 2655.
[3] رواه أبو داود في المناسك برقم 1745، وأحمد في باقي مسند المكثرين برقم 10395.
[4] رواه النسائي في الجمعة برقم 1357 وأبو داود في الصلاة برقم 883 و 1308 وأحمد في مسند المدنيين برقم 15575.