صلاة الجنازة على القبر وحكم توريث المصحف

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

 

بالزر الأيمن ثم حفظ باسم

هل يجوز أن أصلي على قبر أبي صلاة الجنازة عند زيارته طلباً للرحمة له؟ وهل إذا ورث الميت مصحفاً ينال أجراً عند تلاوة أبنائه فيه


إذا كنت قد صليت على أبيك مع الناس فلا حاجة إلى إعادة الصلاة، تزوره تدعو له فقط، تأتي المقبرة تسلم على القبور وتدعو لهم، وتدعو لأبيك، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة). وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية). هذه السنة، فتسلم على أهل القبور وعلى أبيك، وتدعو له بالمغفرة والرحمة، ولا حاجة إلى الصلاة، هذا إن كنت قد صليت عليه، أما إذا ما كنت صليت عليه مع الناس فإنك تذهب إلى القبر وتصلي عليه في مدة شهر أو أقل، إذا كان مضى له شهر أو أقل، تصلي عليه أما إذا طالت المدة فلا صلاة عند جمعٍ من أهل العلم، والدعاء يكفي، الدعاء لأبيك والاستغفار له والترحم عليه والصدقة عنه بالمال، كل هذا ينفع الميت من أبٍ وغيره. وأما المصحف إذا خلفه الميت فهو ينفع إذا جعله وقفاً، ينفعه أجره كما لو وقف كتباً للعلم، العلم المفيد، علم الشرع، أو العلم المباح، وانتفع به الناس يؤجر على ذلك لأنه أعانه على خير، كما لو وقف أرضاً أو بيتاً أو دكاناً يتصدق بغلته على الفقراء أو تعمر به المساجد، كل هذا يؤجر عليه، وقد قال -عليه الصلاة و السلام- في الحديث الصحيح: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو عمل ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). فالصدقات الجارية تنفع الميت، إذا كان مسلم تنفعه الصدقات الجارية، ينفعه دعاء أولاده ودعاء غيرهم، ينفعه الوقف الذي يوقفه بعده من بيت أو أرض أو دكان أو نخيل أو أشباه ذلك، ينتفع بهذا الوقف إذا انتفع به الناس، أكلوا من ثمرته، وانتفعوا من ثمرته، أو اصرفت ثمرته في مساجد المسلمين، في إصلاحها، في فرشها، في تنويرها، إلى غير ذلك.