التصوير بالفيديو والسينما
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
عمت البلوى بالتصوير في الفيديو والسينما وما أشبه ذلك، هل لسماحتكم من توجيه، وهل تقرون بأن هذا مما عمت به البلوى؟
لاشك أنها عمت البلوى بهذا ولكن عموم البلوى لا تجعل الشيء مباحاً وهو محرم, وقد عمت البلوى أيضاً بشرب الخمر, وبالزنا في بلدان كثيرة, وفي دول كثيرة, فلا يجوز أن يقال هذا عذر بل الواجب الحذر مما حرم الله وإن كثر فاعلوه, والواجب الاستقامة على ما أوجب الله وإن كثر تاركوه، فالمقدم هو إتباع الحق ولو كنت وحدك من بين الناس، لو أطلق أهل الأرض على ترك الصلاة لا تتركها, ولو أطلقوا على الزنا لا تزني, ولو أطلقوا على شرب الخمر لاتشرب الخمر, ولو أطلقوا على عقوق الوالدين لا تعق والديك, وهكذا ليس الناس بحجة كما قال الله-عزوجل-: وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وقال-سبحانه-: وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ، وقال-عزوجل-: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ, فالواجب على المسلم أن يتبع الحق وأن يلزم الحق وإن قل أهله, وأن يحذر الباطل, ويبتعد عنه وإن كثر أهله, هذا هو الواجب على المسلم, فالتصوير من هذا الباب فالتصوير محرم فالنبي-عليه الصلاة السلام-قال :(أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون) ، وقال: (إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم)، وقال عليه الصلاة والسلام ( من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ)، وقال لعلي-رضي الله عنه-: ( لا تدع صورة إلا طمستها, ولا قبراً مشرفاً إلا سويته)؛ لكن إذا دعت الضرورة إلى الصورة صار المسلم في حد العذر كما قال الله-جل وعلا- : وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ، إذا كان الإنسان مضطراً للتابعية مثلاً, أو رخصة القيادة, أو الدراسة ولم يحصل ذلك إلا بصورة فهو معذور فليأخذها مع الكراهة مع كراهة قلبه لكنه مضطر إلى هذا الشيء, وهكذا تصوير المجرمين للذين يخشى من شرهم حتى يمسكوا ويقضى عليهم, وهكذا ما دعت الضرورة إليه غير ما ذكرنا وإلا فالأصل تحريم التصوير, تحريم استعمال الصور، وكثير من إخواننا من أهل العلم قالوا أنه لامانع من التصوير للقيام بالأحاديث الدينية في التلفاز, وفي الفيديو إذا دعت الحاجة إلى ذلك وقالوا: إن هذا من باب ارتكاب أدنى المفسدتين لتفويت كبراهما, وأن جعل التلفاز, والفيديو يخلوا من نصائح العلماء, وأحاديث العلماء يجعل ذلك فرصة لغيرهم مما يتكلف في هذه الأمور, ويدعوا إلى الباطل, ويستنكر عن الحق, وهذا الذي قالوا له وجه وقد فعل بعضهم ذلك, وظهر في التلفاز لنصيحة المسلمين وللإجابة على أسئلتهم, وهكذا في تصوير الفيديو في الندوات العلمية, أو المحاضرات العلمية ليرى الناس الشخص الذي ألقى المحاضرة, والأشخاص الذين قاموا بالندوة ليطمئنوا على أنهم فلان وفلان, ويتيقنوا أن هذه الندوة صدرت منهم؛ لأن بعض الناس قد يشك في صدورها إذا نشرت, وقد لا يسمع أصواتهم وقد يسمعها وتشتبه عليه فهذا قول له وجه بهذا الشرط وهو شرط أن يكون ذلك في مصلحة المسلمين, ونشر العلم, وحفظ الأمن وغير هذا مما يكون فيه مصلحة عامة للمسلمين هذا القول له وجه, وأنا لم أفعل ذلك إلا في أوقات تعم البلوى بها في بعض المجالس العامة التي يكون فيها ندوات،أو محاضرات عامة فقد تصور وأنا من جلمة الحاضرين فلا أشدد في ذلك نظراً للمصحلة العامة التي قد ينفع الله بها المسلمين, أما أن أصور وأنا وحدي في حديثي في التلفاز أو سفري إلى الآن لم أقدم عليه؛ لأن عندي تحرجاً من ذلك, وعندي توقف في ذلك عندي بعض التوقف في ذلك, وأما إخواني الذين أقدموا ورضوا بأن يصوروا لهذا المعنى الذي تقدم فأرجوا أن يكونوا موفقين, وأنهم معذورون لقصدهم الطيب, وحرصهم على نفع المسلمين والله ولي التوفيق.