من العادة أن يتمّ وصف كوكب عطارد بكونه الأصعب من بين الكواكب الخمسة التي يمكن النظر إليها بالعين المجردة.ولأنّه الأقرب إلى الشمس فإنّه لا يبعد عن مداها في سمائنا ويكفي أننا نطلق عليه اسم الكوكب المراوغ.
كما أنّ هناك شائعة تقول إنّ كوبرنيك لم يسبق له مطلقا مشاهدة عطارد، رغم أنّه الآن من الممكن جدا النظر إليه.ويتعين عليك إذا رغبت في ذلك أن تعرف توقيت الفرصة وأين تنظر وأن تجد أيضا أفقا واضحا.وخلال الأيام المقبلة ستتوفر لسكان الجزء الشمالي من الكرة الأرضية نافذة يتطلعون من خلالها إلى الكوكب المراوغ، وفق أسوشيتد برس.
ويطلق العلماء على عطارد "كوكبا سفليا" لأنّ مداره أقرب إلى الشمس مقارنة بمدار الأرض.ولذلك فإنّه يبدو دوما في أعيننا في نفس الوجهة العامة للشمس، وكان البشر القدامى يطلقون اسمين مختلفين عليه لأنهم لم يكونوا يعرفون أنّ الأمر يتعلق بكوكب واحد يظهر في جهتين متقابلتين.
وانتقل عطارد في 16 نيسان إلى أفق أعلى، بحيث سيكون من السهل مشاهدته بوضوح،فمساء الأربعاء، من المفترض أن نشاهد عطارد بعد نحو نصف ساعة من مغيب الشمس إذا كانت السماء صافية، حيث سيكون أكثر لمعانا من نجم سيريوس الذي يعدّ الأكثر تألقا بين النجوم.
ولمدة ساعة، سيكون عطارد أكثر الأشياء التي تلمع في السماء، بحيث إذا كانت ظروف الطقس ملائمة، ستشاهدون "نجما" يلمع مع أثر لخطّ برتقالي فاتح، وفي 30 نيسان، سينتظر عطارد 85 دقيقة بعد مغيب الشمس ليظهر من جديد.وفي الأمسيات التي تلي ذلك، سيبدأ عطارد في فقدان لمعانه شيئا فشيئا، ولكنه بالمقابل سيربح مسافات إضافية في ارتفاعه وهو في طريقه للابتعاد عن أفق الشمس.
ذلك ينبئ بأفضل ظهور للكوكب المراوغ طيلة العام حيث استعدوا في السادس من أيار لتشاهدوا خطا رفيعا ودقيقا جدا ذا لون فضي لهلال القمر الذي سيكون عمره يوما ونصف اليوم، وهو على بعد درجتين فقط فوق عطارد في جانبه الأيمن.إثر ذلك، سيصل عطارد إلى أعلى درجة تمدد في 14 أيار حيث سيلغ 22 درجة شرق الشمس.
عند ذلك اليوم، سيظهر عطارد ساعتين بعد مغيب الشمس، ولكنه سيكون قد فقد نصف لمعانه حيث أنّ مساحته التي تضيئها الشمس ستبدأ في الانخفاض طيلة الأيام التي ستلي ذلك، وستكون الفرصة الأخيرة لمشاهدة عطارد في 22 أيار حيث ستكون درجة لمعانه 1 على 20 نسبتها في 23 نيسان، حيث أنّ المناظير ستظهره على أنّه هلال بصدد الولادة.