فضل الذكر والاستغفار

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

 

بالزر الأيمن ثم حفظ باسم

حدثونا -فضيلة الشيخ- عن فضل الذكر وعن فضل الاستغفار، جزاكم الله خيراً


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإن الله -جل وعلا- شرع لعباده الذكر والاستغفار وأمرهم بالإكثار من ذكر الله قال -جل وعلا-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا[الأحزاب: 41-42]، وقال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ[البقرة: 152]، وقال -جل وعلا-: وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ[هود: 3]، وقال: وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ[البقرة: 199]، فالمؤمن مأمور من الإكثار بالذكر، والإكثار من الاستغفار، لعل الله -جل وعلا- يضاعف له المثوبة ويغفر له السيئات، ويشرع الإكثار من ذلك في أوئل الليل وأوئل النهار، يكثر من ذكر الله فيها، في أول الليل وأول النهار للحديث الصحيح يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من قال سبحان الله وبحمده حين يصبح وحين يمسي مائة مرة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، قال -عليه الصلاة والسلام- لزبيدة لما رآها في مصلاها صباحاً وعاد إليها ضحىً، قال: (أما زلت في مصلاك) قالت: نعم، قال: (لقد قلت بعدك كلمات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن، ثلاث مرات: سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله عدد زنة عرشة، سبحان الله مداد كلماته)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، وقال الأعرابي: يا رسول الله علمني شيئاً أذكر ربي به قال: (قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم)، قال يا رسول الله: هذا لربي، فما لي؟ قال قل: (اللهم اغفر لي وارزقني وعافني واهدني)، فالمؤمن يدعو ربه ويستغفر ربه، يكثر من ذكره -جل وعلا-، في الصباح والمساء، يرجو ثوابه ويخشى عقابه -سبحانه وتعالى-، كما قال تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا[طـه: 130]، وقال سبحانه: فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ[الروم: 17]، وهكذا في بقية الوقت، يكثر من ذكر الله في الليل والنهار، ولا يسأم، لأن الله يحب أن يشكر ويحب أن يذكر -سبحانه وتعالى-، وقال في الحديث الصحيح -عليه الصلاة والسلام-: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات، كان كمن أعتق أربعة أنفسٍ من ولد إسماعيل)، هذه الكلمات العظيمة، من قال عشر مرات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (من قال في يومٍ مائة مرة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، كانت له عدل عشر رقاب، يعني يعتقها، وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكانت في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله)، فهذا فضل عظيم، وشرع للناس أن يقولوا بعد كل صلاة: سبحان الله، والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، وتمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء ٍ قدير، وذكر أن العبد إذا قال ذلك غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، فهذا فضل عظيم، بعد كل صلاة، بعد الفريضة، إذا سلم يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، مرةً أو ثلاث مرات، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله الله إلا الله مخلصين له الدين وله كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، ثم يسبح ثلاثاً وثلاثين مرة، سبحان الله، والحمد لله والله أكبر، ثلاثاً وثلاثين مرة، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، وهذا فضل عظيم، كونه يسبح ويحمد ويكبر ثلاثاً وثلاثين هذه تسعة وتسعون، ثم يقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير مرةً واحدة، تمام المائة، فهذا فيه فضل عظيم، من أسباب المغفرة، وإن قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمساً وعشرين مرة، صارت مائة، هذا نوع آخر أيضاً، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر بعد كل صلاة خمساً وعشرين مرة يكون الجميع مائة مرة، إذا قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمساً وعشرين مرة كان جميعها مائة مرة، يكون سبحان الله خمساً وعشرين، والحمد لله خمساً وعشرين، ولا إله إلا الله خمساً وعشرين، والله أكبر خمساً وعشرين، الجميع مائة مرة، ولكن أحاديث من سبح الله ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء ٍقدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، هذا أصح وأكمل من ذاك الأول، فينبغي للمؤمن أن يكثر من هذه الأذكار العظيمة ويقول بعد هذا، يقرأ آية الكرسي أيضاً: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ....[البقرة: 255]، بعد كل صلاة، بعد هذا الذكر، ويقرأ: (قل هو الله أحد)، والمعوذتين، بعد كل صلاة، وإذا كررها ثلاثاً بعد الفجر، في الصباح والمساء كان أفضل، ثلاث مرات، بعد المغرب والفجر، وبكل حال المشروع لكل مؤمن ومؤمنة الإكثار من ذكر الله في جميع الليل والنهار، الإكثار من ذكر الله وتسبيحه وتحميده وتكبيره والإكثار من الاستغفار، لحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له بكل همٍ فرجا، ومن كل ضيقٍ مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب).