الأذكار التي تقال بعد الصلاة
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
ما هي الأذكار التي تقال بعد الصلوات، نرجو أن تكون مرتَّبة مفصلة؟ جزاكم الله خيراً
قد كتبنا في ذلك رسالة توزع من دار الإفتاء في بيان الأذكار التي تقال عقب السلام من الصلاة، ومعها رسالة أخرى في بيان (صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- من أولها إلى آخرها)، ورسالة ثالثة في (وجوب صلاة الجماعة)، فبالإمكان مراجعة دار الإفتاء لأخذ هذه الرسائل، ونوجز الآن ما يشرع في ذلك لإفادة المستمعين: يشرع للمؤمن والمؤمنة بعد السلام من الصلاة صلاة الفريضة الفجر أو الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء أن يقول بعد السلام مباشرة: (أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله) "ثلاث مرات"، (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام) لما روى مسلم في صحيحه عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا سلم يستغفر ثلاثاً. يعني يقول: "أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله"، ثم يقول: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام) هذه السنة للإمام والمأموم والمنفرد والرجل والمرأة، وإذا كان إماماً ينصرف الناس بعد هذا، بعدما يقول: "اللهم أنت السلام..." إلى آخره، ينصرف إلى الناس ويعطيهم وجهه إذا كان إماماً، ثم يقول كل واحد بعد هذا: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلى بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء والحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) رواه مسلم في صحيحه، من حديث عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يفعل هذا بعد كل صلاة عليه الصلاة والسلام إذا أقبل على الناس، زاد المغيرة -رضي الله عنه- في روايته كما في الصحيحين عنه -رضي الله عنه- أنه كان يقول مع هذا: (اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) كل هذا مستحب بعد الصلوات الخمس، ويستحب أن يزيد بعد المغرب والفجر: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير" عشر مرات، هذه زيادة على ما تقدم بعد المغرب وبعد الفجر، كان النبي يقولها -صلى الله عليه وسلم- عشر مرات، "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير" وإن قال زيادة: "بيده الخير" أو قال "وهو حيٌ لا يموت" كله طيب كله جاء في بعض الأحاديث، وهذا الذكر جاء على عدة أنواع منها: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"، ومنها: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير" بزيادة "يحيي ويميت"، ومنها: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير" ومنها: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" ومنها: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيٌ لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" كل هذا بحمد الله مشروع طيب، إذا جاء بهذا أو هذا كله طيب، والحمد لله، ثم يشرع له أيضاً أن يقول: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر!" ثلاثاًَ وثلاثين مرة، الرجل والمرأة، الإمام والمأموم والمنفرد، يسبح الله ويحمده ويكبره ثلاثاً وثلاثين، يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ثلاثاً وثلاثين مرة، ثم يقول تمام المائة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا: (من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسعٌ وتسعون، ثم قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، وهذا فضل عظيم، وهذا عند أهل العلم إذا كان لم يُصرّ على كبيرة، أما إذا كان عنده كبائر من الذنوب كالزنا والسرقة والنميمة والغيبة فإن هذا الذكر ونحوه لا يكفر هذه الكبائر؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن ما لم تُغشَ الكبائر) وفي لفظ: (إذا اجتنب الكبائر) رواه مسلم في صحيحه. فأوصي نفسي وكل مسلم وكل مسلمة بالعناية بهذه الأذكار والمحافظة عليها بعد كل صلاة؛ لأن الرسول ندب إليها -صلى الله عليه وسلم- وحث عليها، مع الحذر كل الحذر من جميع المعاصي، مع الحذر من جميع المعاصي، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية. المقدم: جزاكم الله خيراً، تنصحون سماحة الشيخ بقراءة بعض الآيات وبعض السور مثلاً؟! الشيخ: يستحب مع هذا أن يقرأ آية الكرسي أيضاً: اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) سورة البقرة. هذه آية واحدة يقال لها: آية الكرسي، جاء في عدة أحاديث وبعضها صحيح وبعضها فيه ضعف يشد بعضها بعضاً كلها تدل على شرعية قراءة هذه الآية بعد كل صلاة، في الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، للرجل والمرأة، هذه الآية العظيمة، وهي أعظم آية في كتاب الله، أعظم آية وأفضل آية هي هذه الآية، فينبغي حفظها، ينبغي لكل مؤمن أن يحفظها ولكل مؤمنة كذلك أن تحفظها وتقرأها بعد كل صلاة، بعد الذكر، وتقرأها عند النوم أيضاً، عند الاضطجاع للنوم في الليل يستحب له قراءة آية الكرسي، وهي من أسباب حفظه من الشيطان، (من قرأها عند النوم لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح)، قاله النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيستحب أن تقرأ عند النوم للرجل والمرأة جميعاً، إلا الجنب لا يقرؤها، إذا كان جنباً لا يقرؤها؛ لأن الجنب ممنوع من قراءة القرآن حتى يغتسل، أما الحائض والنفساء فلا مانع من قراءتها على الصحيح عن ظهر قلب؛ لأنها ليست مثل الجنب، الجنب مدته قصيرة يستطيع يغتسل، أما الحائض والنفساء فلهما أن تقرأا عن ظهر قلب من غير المصحف؛ لأن مدتهما تطول، وفي ترك القراءة مشقة عليهما وتفويت لخيرٍ عظيم، فالصواب أن لهما القراءة عن ظهر قلب، ولهما مراجعة المصحف من وراء حائل عند الحاجة كالقفازين ونحوهما. ويستحب أيضاً للمصلي سواءٌ كان رجلاً أو امرأة أن يقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد كل صلاة، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، يقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين، وهما (قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) بعد كل صلاة، ويكررها ثلاث مرات بعد المغرب والفجر وعند النوم، يكرر هذه السور الثلاث بعد الفجر وبعد المغرب وعند النوم، جاءت في ذلك الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، نسأل الله للجميع التوفيق وصلاح النية والعمل، والإعانة على كل خير.