الكوليسترول هو أحد أنواع الدهون التي يحتاجها الجسم لبناء الصحة السليمة، ويجب أن نعرف أن الكوليسترول هو من العوامل الهامة جداً في تكوين أغشية الخلايا وهو عنصر حيوي في تكوين جميع خلايا الجسم وعملها، كما يعتبر أيضاً عامل أساسي في تكوين بعض أنواع الهرمونات.
ولكن بسبب ارتباط الكوليسترول بأمراض القلب، يربط الناس الكوليسترول دائماً بالعوامل السلبية له، فعندما يرتفع مستوى الكوليسترول وثلاثي الجلسريد (وهو نوع من أنواع الدهون أيضاً) في الدم، ترتفع بالتالي نسبة الدهون التي تحتوي علي الكوليسترول في الأوعية الدموية، ومع مرور الوقت تقوم هذه الدهون الزائدة بسد الشرايين وتضييقها وبالتالي تهدد كمية تدفق الدم في الجسم، وتتسبب في حدوث ما يسمى بتصلب الشرايين.
ضيق الشرايين حول القلب (أمراض الشرايين التاجية) يؤدي إلي منع وصول الكمية الكافية من الأوكسجين إلى الدم، مما يعني ازدياد فرص حدوث أزمات قلبية.
ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم لا يسبب أية أعراض ظاهرة، والطريقة الوحيدة لاكتشاف هذه الحالة هي القيام بعمل اختبار دم.
الكوليسترول هو واحد من عنصرين هامين في الدورة الدموية بالجسم، والثاني هو ثلاثي الجلسريد وهو نوع دهون آخر ينتقل من خلال الدم، ويقوم بإمداد الدم بالطاقة اللازمة، والعنصران (الكوليسترول وثلاثي الجلسريد) هما نوعان من الدهون غير القابلة للذوبان في الماء، لذلك فهما يتنقلان عن طريق نوع بروتين آخر اسمه(Apo Protein).
1- بروتين دهني منخفض (LDL): هذا النوع من البروتين يحتوي على 25% بروتين و45% كوليسترول ويسمى (LDL) أي كوليسترول منخفض الكثافة، وينتشر (LDL) في مناطق مختلفة من الجسم، وأحياناً يترسب في جدار الشرايين لذلك فهو يكون نوع بروتين سيئ في بعض الأحيان وذلك عندما تزيد نسبة ترسبه في الدم.
2- بروتين عالي الكثافة (HDL): هذا النوع من البروتين يحتوي على حوالي 50% بروتين و20% كوليسترول، وهذا النوع من الكوليسترول يسمى (HDL) أي كوليسترول عالي الكثافة، وهو يساعد على إزالة الكوليسترول الزائد في الجسم، لذلك فهو ذو فائدة عالية في بعض الأحيان.
3- بروتين منخفض الكثافة جداً (VLDL): يحتوي هذا النوع من البروتين على ثلاثي الجلسريد وكمية قليلة جداً من البروتين والكوليسترول، ومن المفضل أن تكون نسبة (LDL) أو الكوليسترول المنخفض الكثافة قليلة جداً ونسبة "HDL" (الكوليسترول المرتفع الكثافة) تكون عالية حيث أن ذلك يساعد على انخفاض فرص الإصابة بانسداد في الشرايين التاجية.
يمكن أن تكون نسبة الكوليسترول المنخفض الكثافة عند بعض الأشخاص مرتفعة عن المعدل الطبيعي وذلك بسبب الجينات الوراثية أو أسلوب الحياة أو كلاهما، حيث أن الجينات يمكن أن تزود الجسم بخلايا لا تساعد الجسم علي التخلص من (LDL) بشكل فعال وسليم. أو أن يقوم الكبد بإفراز الكوليسترول بشكل كبير، ويمكن أيضاً أن تكون نسبة إفراز (HDL) منخفضة في الجسم نتيجة الجينات الوراثية أيضاً.
قد تؤدي نسبة الكوليسترول العالية في الدم إلى الإصابة ببعض أمراض القلب بالإضافة إلى بعض أنواع السرطانات، وتحدث هذه الأمراض نتيجة تراكم الدهون على جدار الشرايين وتسبب ضيق أو انسداد فيها.
ويعتبر تصلب الشرايين من الأمراض الصامتة وغير المؤلمة ولكنها تسبب ضعف في كمية تدفق الدم إلى القلب، وإذا حدث انخفاض في كمية تدفق الدم في الشرايين المحيطة بالقلب (الشرايين التاجية) فقد يؤدي ذلك إلى حدوث ألم بالصدر وهو المعروف بالذبحة الصدرية.
وعندما تزيد حجم الكتل التي تتراكم على الشرايين، يصبح التجويف الداخلي للشرايين أكثر خشونة، ويمكن أن يحدث تجلط دموي في المنطقة ويؤدي إلى إعاقة تدفق الدم في الشرايين.
هناك طرق واختيارات لنظام الحياة اليومي قد تؤدي إلى زيادة فرصة ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، منها:
أفضل الطرق لاكتشاف ارتفاع الكوليسترول في الدم هو القيام بعمل اختبار للدم لقياس نسبة الكوليسترول، وذلك لأخذ الاحتياطات اللازمة لتحسين مستوى صحتك، وهناك بعض الأطباء ينصحون بفحص مستوى (HDL) في الدم ومستوى ثلاثي الجلسريد.
ومستوى الكوليسترول المنخفض الكثافة (LDL) يتم معرفته عن طريق قياس مستوى أنواع البروتينات الأخرى، حيث أن المريض لا يحتاج في الغالب إلى عمل اختبار لمستوى (LDL).
كما أن القيام بعمل اختبار كلي الكوليسترول يمكن أن يكون مضل في بعض الأحيان، لأن الكوليسترول العالي الكثافة (HDL) قد يكون موجود بنسبة منخفضة والثلاثي الجلسريد يكون مرتفع أما (LDL) فيمكن أيضاً أن يكون مرتفعاً أو بمعدل طبيعي وبذلك تظهر النتائج طبيعية كمقياس كلي لثلاث أنواع.
وخطورة ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم تختلف باختلاف بعض العوامل مثل السن، النوع (الجنس)، التاريخ المرضي للعائلة، والحالة الصحية للشخص، فيجب استشارة الطبيب عن المستوى الأمثل لنسبة الكوليسترول بالنسبة لك. ومن هنا يجب القيام باختبار لمستوى الكوليسترول في سن العشرين كل 3 إلي 5 أعوام. إذا كانت نسبة الكوليسترول لا تتناسب مع المستوى المطلوب فيجب القيام بهذا الاختبار بشكل دوري (استشارة الطبيب).
تغيير نظام الحياة هو الخطوة الأولى لتحسين مستوى الكوليسترول وثلاثي الجلسريد في الدم، وتتضمن هذه الخطوات نظام التغذية السليم، والقيام بالتمارين الرياضية وعدم التدخين.
ولكن في حالة تغيير نظام الحياة، وإتباع هذه التعليمات ومازالت نسبة الكوليسترول مرتفعة، فسوف تحتاج إلى علاج دوائي (تحت إشراف الطبيب).
وفي حالة حدوث ضيق أو انسداد في الشرايين القريبة من القلب (الشرايين التاجية) وتسببت في منع تدفق الدم بشكل طبيعي لتغذية القلب بالأكسجين فأنت بحاجة إلي تغيير نظام الحياة إلي جانب العلاج الدوائي الذي يقرره الطبيب لبقاء مستوى (LDL) أقل من 100.
يعمل تخفيض مستوى الكوليسترول في الدم إلى الحد من فرص الإصابة بأمراض القلب، وتغيير نظام الحياة هو أول الخطوات لتحقيق هذا الهدف.
1-نظام غذائي سليم: ويتم عن طريق: