العجز عن الوفاء بالنذر

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

 

بالزر الأيمن ثم حفظ باسم

تزوجت من قبل سبعة عشر عاماً، وبقيت ثلاث سنوات بدون طفل، بعدها رزقت ببنت توفيت في الولادة، فنذرت لوجه الله - تعالى - أن أذبح خروفاً كل سنة إذا رزقني ربي بالأولاد، وكان سعر الخروف في ذلك الوقت لا يزيد على خمسة دنانير، أما الآن فسعر الخروف يزيد على مائة دينار، إني الآن أشعر بالذنب وحائرة ماذا أعمل، حيث أنني لم أذبح ولا خروفاً واحداً حتى الآن بسبب حالتي المعيشية، أرجو من سماحتكم إرشادي إلى الطريق الصحيح كيف أكفر عن ذنبي، حيث أنني لا أستطيع أن أذبح أربعة عشر خروفاً، أي بعمر أكبر أبنائي، حيث والحمد لله رزقني الله بأربعة أبناء بعد أربع سنوات من الزواج؟


يقول الله - عز وجل - : وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ [(280) سورة البقرة]. فما دمت لا تستطعين فليس عليك شيء، بل تكون هذه الذبائح في ذمتك ديناً ، فمتى استطعت ذبحت ما تيسر منها قربة إلى الله - عز وجل - ووزعتيه بين الفقراء، إذا كان قصدك إطعامه الفقراء، أو كان لا نية لك فإن هذه الذبيحة توزع بين الفقراء، متى تيسر لك ذلك، وما دمت عاجزة، فالله - جل وعلا - لا يكلفك ما لا تستطعين، يقول الله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [(16) سورة التغابن]. وإذا كان دين المخلوقين يؤجل لأجل العسر، فدين الله أولى لأنه - سبحانه وتعالى- أسمح وأقرب إلى العفو من المخلوق ، فلا حرج عليك حتى تستطيعي، فإذا استطعت فاذبحي ما تيسر حسب الطاقة ، ولا تعودي للنذر، في المستقبل، لا تنذري أبداً النبي عليه السلام نهى عن النذر وقال: (إنه لا يأت بخير، وإنما يستخرج به من البخيل). فالنصيحة لك أن لا تنذري في المستقبل. أما هذا النذر فعليك فيه تقوى الله، فما استطعت فاذبحي حتى تؤدي ما عليك من الذبائح، وما دمت عاجزة فالله - جل وعلا - عفو كريم ؛ كما قال سبحانه: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ [(280) سورة البقرة].