بث المسبار الفضائي فينيكس أول صور يلتقطها لمناطق لم تستكشف من قبل على سطح المريخ بعد أن تمكن من الهبوط بسلام على الكوكب الأحمر الليلة الماضية. وكان فينيكس قد هبط الليلة الماضية على المنطقة القطبية الشمالية في كوكب المريخ بعدما قطع رحلة من كوكب الأرض طولها 980 مليون كيلومتر.
وقد زود المسبار الذي أرسلته وكالة أبحاث الفضاء والطيران الأمريكية - ناسا- بذراع آلي للحفر في سطح تربة المريخ والوصول إلى المياه المتجمدة التي يعتقد في وجودها تحت السطح ومن ثم استشراف إمكانيات الحياة على الكوكب الأحمر.
وقد انطلق المسبار في رحلته قبل عشرة أشهر وهبط على سطح المريخ في تمام الساعة الحادية عشرة وثلاث وخمسين دقيقة بتوقيت جرينتش الليلة الماضية، واعتبرت الدقائق السبع الأخيرة من الرحلة هي الأخطر على الإطلاق.
ودخل فينيكس الطبقة الجوية العليا من المريخ في حوالى الساعة 23.31 بالتوقيت العالمي بسرعة 21 الف كلم في الساعة، ليبدأ مرحلة هبوط محفوفة بالمخاطرحيث تعين عليه القيام بسلسلة من المناورات قبل أن يهبط بسلام . وفتح المسبار مظلة آلية وكوابح ساعدته من تخفيف سرعته لتصل إلى سرعة السير العادية ويلامس ببطء سطح المريخ.
ومن المقرر أن يبدأ المسبار خلال الساعات المقبلة، إذا سارت الأمور على مايرام، في مد لاقطين شمسيين لامتصاص الطاقة الشمسية وتحويلها إلى طاقة سيعمل بها على مدى الشهور الثلاثة التي هي عمر مهمته. وزود المسبار بمعدات تعمل على تحليل تركيبة التربة الجليدية لرصد مركبات الكربون والهيدروجين بشكل خاص وهي العناصر الضرورية للحياة.
كما يمد المسبار المزود بكاميرا بعد وصوله الى المريخ ذراعا متحركة بطول 2.35 م قادرة على الحفر حتى عمق متر في الارض. وتستطيع احدى المعدات في الذراع تسخين العينات لرصد المواد القابلة للتطاير كالماء.
وقد بدأت الجهود لاستكشاف الكوكب الأحمر في عام 1971 واعتبرت مهمة شاقة من قبل الخبراء، فمن بين 11 محاولة لإرسال بعثات آلية للاستكشاف لم تكلل سوى خمس بالنجاح.
ويبلغ عرض فينيكس بعد مد لاقطيه الشمسيين خمسة امتار وطوله 1.52 مترا ووزنه 350 كيلوجرام من بينها 55 كيلوجرام من المعدات العلمية.