طَلّع مرتضى منصور إنزل بـ"إبراهيم حسن"

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : زياد فؤاد | المصدر : arabia.eurosport.com

طَلّع مرتضى منصور إنزل بـ"إبراهيم حسن"
 
قد يتذكر البعض الفيلم الأميركي "ترومان شو"، وترجمته الحرفية "عرض رجل الحقيقة"، أو "عرض ترومان" نسبة لاسم بطل أحداث الفيلم، ولمن لم يشاهد الفيلم فقد تحدث عن إنسان عادي "ترومان" هو بطل لمسلسل يومي عن حياته اليومية.

 
ولم يكن يعرف ترومان أن حياته كلها ملفقة ومن صنع صاحب الأستوديو الضخم الذي يعيش فيه، ولم يكن يدري أنه بطلا لهذا المسلسل اليومي، وأن حياته يتحكم فيها المخرج، فيضع له حبيبة يعشقها، ثم يسحبها من باب الدراما، يقتل أبوه في بداية الحلقات، للخلفية الدرامية ثم يعيده لينسيه حلم السفر، ولخلق "ماستر سين" عودة الأب.

 
وكلهم ممثلين فهو في الحقيقة لقيط، وكل ما يحيط به ملفق وكل يقوم بدوره، حتى أن جو الأستوديو مُصنّع فالشمس هي إضاءة صناعية والسماء هي في الحقيقة سقف الأستوديو الضخم، فتجد المخرج يطلب إنزال أمطار في اللحظات الرومانسية ويطلب أن يطلع القمر أو الشمس.

 
أطلت في الحكاية.. أليس كذلك؟!.. أعتذر ولكن كان يجب أن أضع القارئ في الصورة، كي يعرف عما أتحدث، فحقيقة الأمر أنني أشعر أن هناك مخرج للحياة الرياضية في مصر، أكاد أسمعه يقول "طلع مرتضى منصور، إنزلي هنا بإبراهيم حسن"، أو "ستوب، أريد النزول بمجدي عبد الغني وأحمد شوبير".

 
وفي بعض الأحيان، أسمع المخرج يقول في اللحظات الرومانسية "أريد مدحت شلبي وطلعلي علاء صادق للقيام بدور الشرير"، كل الاعتذار للسادة المذكور أسمائهم، ولكن هذا هو شعوري تجاه فيلم ومسلسل الرياضة في مصر.

 
** كل المواقع في مصر المحروسة وبرامج الرياضة في كل القنوات تناقلت فيلم آخر وهو التسجيل الصوتي لمجدي عبد الغني، ولم يكلف أحدا نفسه في البحث والتقصي، كما تقول القواعد الصحفية، وبعضهم ذهب إلى أن التسجيل في قطر، أو أنه كان خلال جلسة مزاج كما ادعى البعض.

 
والغريب في الأمر أنه لم يشغل بال أحد إن كان تهجمه على مرتضى منصور صحيح أم لا، ولم يراع أحدا قواعد مهنة الإعلام، بالبحث عن الأصوات الموجودة، وسؤالهم عن حقيقة التسجيل، والتأكد من مكان الجلسة وعن حقيقة هجوم مجدي على مرتضى.

 
حقيقة الأمر الإعلام المصري يشعرني بالغثيان، للَيّه الحقائق وابتعاده عن المهنية بشكل كامل ولا أملك إلا أن أصفق لمجدي عبد الغني لذكائه وخروجه من المأزق بشكل رائع وبأقل الخسائر، واعتذاره لمرتضى منصور منعا لـ"وجع الدماغ"، وللعلم استطعت الحصول على أصل التسجيل باعتباري كنت أحد الحاضرين، وكان تسجيلا لعيد ميلاد مدته أكثر من ساعتين.

والتسجيل المنشور على مواقع الانترنت هو مقطع تم انتقاؤه بعناية وإخراجه من النص الأصلي للإيحاء بمهاجمة مجدي لمرتضى منصور، كما أشرت سابقا في مقال "شاهد على تسجيل مجدي عبد الغني
"، عموما القصة انتهت بمصافحة مرتضى ومجدي وسبهما للقائم بتسريب التسجيل، ووصفهما له بأنه دنيء فهل يفهم الدنيء؟!.

 
** هل سيظل الخلاف بين الجزائر ومصر أبد الدهر؟.. إلى متى سيظل الصراع بين المصريين والجزائريين.. الأول يرى الثاني بربري همجي، مثلما أوحى الإعلام له، والثاني لا يعرف عن مصر سوى الشحاذين، والقمامة، والفقر المدقع، ويستقي أغلب معلوماته من الإعلام والأفلام المصرية.

 
وحقيقة الأمر فلا الجزائري همجي، ولا البربري سبة ويكفي البربري فخرا أن طارق ابن زياد كان بربريا، كفانا تضليلا وانغلاقا على أنفسنا، ولنعرف أن الآخر يفكر مثلنا هو إنسان لا يختلف عنا، والأمر للجزائري والمصري على حد سواء.

 
والمشكلة الحقيقية أن الجزائري أقرب الجنسيات العربية للمصري، فهو يعاني حكم ظالم، يشعر بمرارة البطالة، والفقر، تتسم شخصيته بالعصبية وسرعة الانفعال، يعاني من آلام التعليم الرديء، في الوقت الذي تملك بلاده العديد من الموارد تماما مثل المصري.

 
كفانا حقدا وكراهية، ولنتعظ من الشعب التونسي الشقيق، الذي لم يوزع حقده وكراهيته للأوضاع في بلده بالتهجم على الآخرين، ووظف طاقاته لرفعة بلده، وللثورة على الطغيان.

 
** الصديق والزميل العزيز مهند الشناوي، كتب تعليقا على الثورة التونسية لقلب نظام بن علي "سامحتك يا إينرامو"، وقد أضحكني التعليق حتى البكاء، فقد خلط الرياضة بالسياسة بخفة الدم، وعبر عن تأييده للثورة الشعبية التونسية مستدعيا واقعة هدف إينرامو لاعب الترجي التونسي في مرمى الأهلي، وعبر عن تناسيه للخلافات تأييدا للشعب التونسي بجملة واحدة "سامحتك يا إينرامو".


 
زياد فؤاد