"بن علي" ركب الطائرة فأصبحت "هند" بطلة؟!
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
طارق الشناوي
| المصدر :
dostor.org
أخيراً تكلمت "هند "بصوت عال وهي تعدد مساوئ نظام "بن على".. تشعر "هند" بأن الكثير من مشاعر الغضب توجهت إليها بسبب توقيعها قبل أقل من عام على بيان يطالب الرئيس "بن على" بالترشيح للرئاسة مجدداً في 2014 خرقاً للدستور الذي يحول دون ترشحه لأنه في هذه الحالة كان سيتجاوز مبدأ دستوري أصدره "بن على" يحذر أن يتولى الحكم من تجاوز 75 عاماً.. بالطبع صدر الدستور في أعقاب ثورة التصحيح 1987 التي تخلصت من "الحبيب بو رقيبة" على اعتبار أن عمره وحالته الصحية لا تسمح له بأن يمارس الحكم وتولى "بن على" مقاليد الرئاسة لمدة 23 عاماً وقرر مثل كل الحكام العرب أن يستمر على الكرسي حتى آخر نبضة!!
اختارت الدولة التونسية بعض الشخصيات العامة لإصدار بيان يدعو الرئيس لكي يواصل بقائه على الكرسي تطلب منه أن يتفضل ولا يترك أبداً مقعد الرئيس وتم اختيار "هند" من بين عشرات الفنانين التوانسة للتوقيع على البيان ولم يكن بالتأكيد اختياراً عشوائياً ليس فقط لأنها هي الأشهر ولكن لأن "هند" تحمل أيضاً شهادة عليا في القانون الدولي وتستعد لنيل درجة الدكتوراه وكأنها تمنح لاختراق الدستور غطاءً قانونياً شرعياً.. منذ الإعلان عن اسم "هند" بين الموقعين وهناك قدر من رسائل الغضب تصلها من الشباب التونسي ولم تكن وقتها تملك أن تحكي وتقول لماذا وقعت.. ما أعلنته "هند" بعد 14 يناير ليلة هروب "بن علي" وركوبه الطائرة أنها تعرضت لضغوط ولم تملك الجرأة لكي تقول لا وأنها تمنت أن تتغلب على خوفها ولم تستطع ولهذا صمتت على اغتصابها فكرياً وأجبروها على التوقيع وأكدت أن صهر الرئيس التونسي المخلوع هو الذي مارس الضغط ولم يسمح لها بأن تقف حتى على الحياد.. اختارت "هند" شخصية يكرهها التوانسة أكثر مما يكرهون "بن علي".. هل تعرضت "هند" بالفعل إلى تلك الضغوط التي أشارت إليها والتي منعتها أيضاً من أن تقف على الحياد.. هل حدث ذلك بالفعل أم لأن "هند" مثل أغلب الفنانين العرب لا تملك سوى أن ترضخ للحاكم بل إن اغلبهم يسعى لتوطيد أواصر الصداقة وإعلان الولاء الدائم للحاكم خاصة وأن الأبدية هي دائماً النظام السائد في النظم العربية وهكذا يصبح من المستحيل أن يرد أحد لهم طلباً.. الحقيقة تظل مستحيلاً الوصول إليها وسط هذا الضباب الكثيف فلا أحد سيصدق صهر الرئيس لو كان لا يزال على قيد الحياة وقال مثلاً أن "هند" هي التي سعت للتوقيع على البيان بدون ضغوط!!
ويبقي الأهم وهو أن الكل يحتمي في النهاية بالجماهير.. الرئيس المخلوع استنجد بالشعب لكي يحافظ على بقائه حتى 2014 مؤكداً أنه لن يفعلها ويرشح نفسه مخترقاً الدستور والنجمة التي وقعت على البيان المشبوه لجأت للجمهور لكي تؤكد للشعب أن ولائها كان للناس وليس للحاكم.. حتى المطرب "لطفي بو شناق" الذي غنى لبن على قال أيضاً أنها الضغوط وأن ولائه الأول والأخير لتلك الجماهير؟!
أغلب الفنانين في عالمنا العربي خاصة النجوم يلجئون إلى حضن الدولة طلباً للحماية رغم أن الذي صنعهم هم الناس لكن الأمر لا يخلو عادة من نفاق لأولي الأمر وفي العادة يحصلون على الثمن من رعاية استثنائية يحظون بها فهم يتمتعون برضا الحاكم ولا يفكرون أن هذا الحاكم سوف يحتمي يوماً بالطائرة!!
كل الفنانين التوانسة أعلنوا تأييدهم للشعب بعضهم ذهب إلى تونس ليقف في الصف الأول مع الشعب الكل يراهن الآن على الشعب.. كل هذا مطلوب ولكن لا داعي لأن يعتقد البعض أن عليه الآن أن يرتدي ثوب المناضل الذي قال للطاغية لا في عز صولجانه إنهم يقولونها الآن بعد أن اعتلى الشعب سدة الحكم.. جميل أن يقفوا مع الجمهور ولكن لا داعي لارتداء ثوب البطولة والفداء.. المناضل الحقيقي هو الذي قالها قبل يوم الجمعة الماضي.. لا أحد من هؤلاء الفنانين التوانسة قالها قبل أن يركب "بن علي" الطائرة ولا أحد منهم يستحق أن نقول له برشا برشا!!