طاعة المرأة زوجها

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

 

بالزر الأيمن ثم حفظ باسم

أنا متزوجة من مدة عشرة سنوات، وقد حصل بيني في يوم من الأيام وبين زوجي خصام، حيث قال لي: أحضري طعام العشاء فرفضت طاعته، وقلت له: لن أحضر لك الطعام حتى توصلني إلى أهلي، فوقف معي ساعتين، ثم اتجه إلى منطقةٍ أخرى، ولم يقل لي أي شيء، فهل هو آثم، وأنا آثمة في عدم طاعته أم لا؟ أفيدوني وماذا أفعل حتى أرضي زوجي؟ وفقكم الله.


الواجب على المرأة السمع والطاعة لزوجها في المعروف، وإحسان الخلق وطيب الكلام، وتنفيذ الأوامر من إحضار الطعام أو غيره من الشاي أو القهوة أو الحاجات الأخرى مما أباح الله، هذا هو الواجب على الزوجة، والواجب على الزوج كذلك أن يعاشر بالمعروف بالكلام الطيب بالسيرة الحميدة كما قال الله -سبحانه-: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ[النساء: 19]، وقال الله -عز وجل-: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ[البقرة: 228]، حق الزوج أكبر، وهي لها حق، عليه أن يعاشرها بالمعروف، بالكلام الطيب بالسيرة الحميدة، بالإنفاق عليها نفقة أمثالها، كسوتها كسوة أمثالها، يخاطبها بالكلام الطيب لا بالسب واللعن، بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، وهي كذلك تخاطبه بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، وتسمعه وتطيعه في أوامره لا تعصيه في الأوامر التي ليس فيها حرج في الشرع ليس فيها منكر، كإحضار الطعام إحضار الشاي، عمل شيئاً آخر مما أباح الله، ما جرت به العادة، أن تفعله الزوجة مع زوجها، فهذا هو الواجب على المرأة حتى تستقيم الأحوال، وحتى تستمر العشرة الطيبة. أما إذا أمرها بما لا يجوز كأن يقول لها: تحضر له الخمر أو الدخان أو ما أشبه مما حرم الله، أو تسمع معه الأغاني والملاهي، لا يلزمها ذلك، لأن الله يقول -جل وعلا-: وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ[الممتحنة: 12] ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الطاعة في المعروف) (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) فإذا أمرها بالمعصية ليس لها أن تطيعه، ولكن ترد عليه بالرد الطيب، يا فلان هذا لا يجوز، هداك الله، أعاذك الله من الشيطان، هذا أمر لا يجوز لي ولا لك، وليس لي أن أعينك على ما حرم الله، يكن عندها أسلوب حسن تعظه وتذكره بالله -عز وجل-، ولكن لا تطيعه بالمعاصي، وعليها أن تخدمه الخدمة المعروفة المعتادة بين أمثالهم، لأن الأسرة تختلف فإذا كان مثلها يخدم مثله، العادة أنها تخدمه في الأسر المماثلة لهم في بلادهم فإنها تخدمه. أما إذا كان من أسرة تخدم فإن عليه أن يخدمها، إذا استطاع ذلك، عليه أن يخدمها عملاً بالعادة المعروف؛ لأن الشرط العرفي كالنطقي، ولكن إذا تسامحت وخدمت كما خدمت فاطمة -رضي الله عنه- بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- زوجها علي، كانت تطحن وتخدم، وتصلح الطعام -رضي الله عنها وأرضاها-، هكذا ينبغي للزوجة أن تتسامح وأن تخدم حتى ولو كان مثلها يخدم، إذا تنازلت وتسامحت كان هذا من طيب الأخلاق، ومن حسن السيرة، ومن أسباب استمرار العشرة، لكن إذا كان مثلها يخدم وأسرة تخدم، ويتيسر للزوج أن يخدمها، فذلك حق. بارك الله فيكم