حكم بقاء المرأة مع زوج لا يصلي
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
أنا امرأةً متزوجة من رجل لا يصلي، وقد أنجبت منه ولدين، وأنا امرأةٌ أصلي وأحافظ على عبادتي، وقد دعوته للصلاة كثيراً إلا أنه كان يرفض ويقول لي: إن الدين معاملة وأخلاق وليس حركات ولا ركعات، وهو مستقيم في بقية أموره الحياتية، وسؤالي: هل بقائي مع هذا الرجل حلال أم حرام، علماً بأن افتراقي عنه يشتت أولادي ويهدم أسرتي، ولكن خوف الله يجعلني أسألكم، وأريد أن أعرف حكم الله؟ أفادكم الله.
لا يجوز البقاء مع هذا الرجل الذي لا يصلي؛ لأن هذا يدل على قلة دينه، أو عدم دينه في الكلية، فالصلاة عمود الإسلام، فمن تركها عامداً كفر، فالواجب البعد عن هذا وأن لا تمكنيه من نفسك، وأن تذهبي إلى أهلك أو تمنعيه من نفسك بالكلية، حتى يتوب إلى الله وحتى يصلي، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح عن بريدة -رضي الله عنه-، وروى مسلم في الصحيح عن جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) فالصلاة هي عمود الإسلام، فمن تركها عامداً كفر والعياذ بالله، أما الناسي فيقضي، النائم يقضي، لكن من تركها عمداً فهذا كافر في أصح قولي العلماء، وذهب جمع من أهل العلم إلى أنه لا يكفر بذلك كفر أكبر، بل يكون كفره كفراً أصغر؛ لأن الرسول سماه كافراً -عليه الصلاة والسلام- ولكنه قول ضعيف، قول مرجوح، والصواب أنه كفر أكبر، قال عبد الله بن شقيق العقيلي -رضي الله عنه- كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يرون شيئاً تركه كفر من الأعمال إلا الصلاة)، فحكى عن الصحابة جميعاً أنهم يعتبرون ترك الصلاة كفراً، وظاهر ما نقله عنهم أن يعتبرونه كفراً أكبر، فالواجب عليك أيها الأخت في الله التخلص من هذا الرجل وعدم تمكينه من نفسك، وليس لك أن تبقي معه حتى يتوب إلى الله، وقوله: إن الدين المعاملة كلام ليس بصحيح، بل المعاملة حسن المعاملة من الدين، ليس هو الدين، الدين حسن المعاملة مع الله ومع عباده، ما هو معاملة فقط، حسن المعاملة وطيب المعاملة، ومن حسن المعاملة أداء الصلاة، فإذا أراد بحسن المعاملة مع الله ومع عباده فلا تكون المعاملة حسنة إلا بأداء فرائض الله، وترك محارم الله، فمن ضيع فرائض الله أو ضيع الصلاة أو ركب المحارم فلم يقم بحسن المعاملة ولم يأتي بحسن المعاملة، فالدين حسن المعاملة مع الناس في البيع والشراء والاتصال والصحبة ونحو ذلك، وحسن المعاملة مع الله بأداء فرائضه، ليس مجرد حسن معاملة مع الناس بس، بلا، بل لا بد حسن المعاملة مع الله بأداء فرائضه وترك محارمه سبحانه وتعالى، فالواجب عليك تقوى الله وأن تحذري البقاء مع هذا الرجل، ونسأل الله له الهداية، أما إن جحد وجوبها وقال ما هي واجبة أو استهزئ بالمصلين كفر إجماعاً، بإجماع المسلمين، إذا استهزئ بالمصلين أو جحد وجوبها كفر إجماعاً، نسأل الله العافية.