الطباعة عند الطلب – النشر الحر

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

من جديد التقنيات تقنية الطباعة عند الطلب، والتي تعتمد – باختصار شديد – على توفير الكاتب لمادة كتابه، والذي لا يتم طباعته إلا عندما يطلب مشتر ما ذلك، ويدفع هذا المشتري مقدماً ثمن هذا الكتاب، بعدها تبدأ عملية الطبع. إنها تقنية Print on Demand أو PoD اختصاراً.
باستخدام هذه التقنية، يقوم من هو مثلي – على سبيل المثال – بتوفير نسخة من كتابه على النسق PDF وتصميم غلاف الكتاب الأمامي والخلفي، بمقاسات محددة يتم اختيارها سلفاً، ثم أقوم برفعها إلى الموقع الذي يزود مثل هذه الخدمة، ثم بعدها أبدأ في التسويق والترويج لموقع مشروع كتابي، وعند ورود طلبات الشراء يبدأ الموقع هذا في طبع الكتب.
مثل هذه الخدمة رائعة على عدة مستويات، فأنا ككاتب لن أحتاج إلى رأس مال أبدأ به أو لإضاعة الوقت في إعداد موقع بيع إلكتروني، ولن أشغل نفسي بأي طرق الدفع الإلكتروني أختار، أو لمقاولة شركات نشر تبيع وتشتري في لأني كاتب مغمور غير معروف، أو للحصول على تصاريح نشر حكومية.
إنني أشق طريقي ككاتب بنفسي، معتمدًا على تفاعل القراء مع كتاباتي، لا على قرابتي لواسطة تضعني على الطريق، أو لصديق في موقع مرموق. إنها خدمة توفر الحرية للجميع، مثلما تفعل انترنت دائماً.
المواقع التي توفر هذه الخدمة كثيرة، منها ما يشارك في نسبة من الربح، ومنها من يطلب طبع رقم محدد أو ما غير ذلك من الشروط. في رأي الخاص، أشهر هذه المواقع موقع لولو وموقع كافيه برس. بعد بحث في المدونات الإنجليزية، وجدت أن هناك ميلاً لتفضيل موقع لولو بسبب جودة طباعته نسبياً، مقارنة بغيره، ولذا آثرت طبع كتابي فن الحرب على موقع لولو.
على أن ذلك لا يعني تجاهل كافيه برس، فإن كان لولو برع في الكتب، نجد كافيه برس يوفر خدمات أخرى، مثل طباعة النتائج المصورة، والطبع على الفانلات، وعلى رقع الماوس، وعلى الأقداح الفخارية، وغير ذلك، بالإضافة لطباعة الكتب والمجلات المصورة.
البداية بالتسجيل مع موقع لولو، ثم تختار أي مشروع تريد، من طباعة كتاب أو مجلة أو رزنامة أو ما غير ذلك، وفي حالة الكتاب مثلاً، تبدأ فتختار حجم الكتاب (بناء على عدد الصفحات) ونوعية الورق (ملون أم أبيض وأسود)، ثم تقوم بتحميل النص ورسومات الأغلفة، ثم تختار نسبة ربحك (نوعيات الكتب تتباين في تكاليفها)، وبعدما يتم كل شيء على الوجه الصحيح، تحصل على رابط يتعين عليك التسويق له.
- إذا وصلني مائة رسالة بريدية تطلب شرح هذه النقطة الأخيرة مع المزيد من التفصيل والصور سأفعل !
من واقع خبرتي المحدودة حتى الآن، أجد أن ما يحول دون سهولة التسويق هو تكلفة الشحن وفرق العملة، لكن موقع لولو يعكف حالياً على حل هذه المشكلة، فقد تعاقد الموقع مع مطبعة في إنجلترا، تهدف لتغطية طلبات القارة الأوروبية، ويتعاقد الموقع حالياً مع مطبعة في الهند، وما أن يتم هذا الأمر، حتى تختفي مثل هذه العقبات.
المشكلة الأخيرة هي خوف العرب من استخدام بطاقات اعتمادهم على الشبكة، ولهم في هذا ما قد يبرر هذا الخوف، لكن كون الموقع باللغة الانجليزية قد يقلل نسبياً من هذا الخوف (شيء محزن لكنه واقع، واللوم علينا لا على غيرنا).
حتى الآن، ورغم حفاظ موقع لولو على سرية بيانات المشترين، لكني أرى أن غالبية من اشتروا كتابي (تحية حارة قوية لهم) هم من عرب المهجر، والذين يعيشون في أمريكا أو كندا، ذلك أن تكلفة الشحن لهم متدنية، كما أن طبيعة الحياة الغربية تشجع على القراءة والكتابة، وتشجيع المغمورين.
أذكر مرة كاتبة نشرت كتابها الأول وتوقعت أن تبيع منه 200 نسخة، لكنها سعدت عندما باعت 300 نسخة (لم تذكر الفترة الزمنية). لكن في حالتي مثلاً باع كتاب فن الحرب (6) ثمان نسخ حتى تاريخه، وهو رقم صغير، ذلك أن طبيعة الكتاب لن تروق للكثير من الناس، لكن هذا الرقم يثبت نجاح الفكرة، فأنا أتوقع لكتابي الثاني عن الناجحين، والثالث عن التسويق، أتوقع لهما المزيد من التوفيق.
الرائع في الكتب أنها سلعة لا يتوقف ريعها، فالناس لن تزهد في قراءة الحكمة الصينية القديمة، أو سير الناجحين، وغير ذلك، كما أن التعامل يتم مع العالم بأسره، مع أمة النصف مليار عربي. إنها مشروع التقاعد الأمثل، كما أن نهضات الأمم تبدأ بتشجيع العلم والثقافة، ولهذا أرى أهمية نشر مثل هذه الخدمة بيننا جميعاً.
فكر معي من الآن، إن عملية كتابة كتاب تحتاج إلى سنة في حالة عدم التفرغ، واقل من ذلك أثناء البحث عن وظيفة. إن الأفكار كثيرة، مثل نشر كتاب يشرح بالصور تفاصيل وخرائط مدينتك، أو خبرتك في لغة البرمجة وشرح التطبيقات التي صممتها بنفسك، أو تجاربك في إنشاء الشركات وما هي النصائح والمحاذير التي تريد مشاركتها مع غيرك من الناس. إن الاحتمالات لا تنتهي.
تخيل لو كتابك باع خمس نسخ في الشهر، ربح كل نسخة مباعة خمسة دولارات، وتخيل لو كتبت كل عام كتاب، أي أنك بعد عشرين سنة من الآن، لن تحتاج للقلق على مصدر دخلك، كما وأنك مع كثرة كتبك ستزداد شهرتك، ويزيد معدل البيع الشهري، ولربما بعت ألف نسخة من كتاب من كتبك، أو قررت دور نشر التعاقد معك. قد لا يحدث كل هذا، ولكنه قد يحدث، فماذا لو صدق حدسي؟
بذلك يستطيع أي شخص طباعة كتابه؟ وماذا عن السرقات الفنية؟ كل ما يلزم هو إبلاغ الموقع بهذه السرقات، مع الأوراق اللازمة لإثبات ذلك، ويتم حذف السرقة الفنية، تماماً مثلما يمكن لأي سارق تصميم موقع يضع فيه سرقته وينسبها لنفسه!
بذلك، من تأخر قطار التوظيف عن دخول محطته، يمكنه شغل وقته في التأليف، ولربما يكتشف أنه كاتب ناجح وهو لا يدري.
أرى أن نشر هذه التدوينة على جميع أصدقائكم يحتمل أن يعود عليهم بالخير، كما وأتوجه بنداء علني لصديقي سردال بتأليف كتاب عن طرق تصميم المواقع المطابقة للمواصفات المعيارية، يضع فيه خلاصة خبرته (سامحني يا صديقي، فأنت ترفض الرد على رسائلي البريدية )، كما وأطلب منكم مشاركتي في هذا النداء، فالفائدة ستكون عظيمة، علينا وعلى سردال.
هل من مشمر؟؟
 
أتوجه بالشكر لكل من اشترى كتابي، فهذه المقالة لم أكن لأكتبها لولا تشجيعهم الصامت لي!