خطوات النشر الحر عبر لولو – ج 1

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

بعدما تناولت في المقال السابق الدوافع والأسباب التي قد تدفعك لكتابة ونشر كتابك، سواء نشرته عبر مطبعة أو عبر مواقع النشر على انترنت، ندلف اليوم إلى الاستعدادات اللازمة لتهيئة كتابك للنشر.
كيف يعمل النشر الحر عبر موقع لولو؟
باختصار شديد، كل ما عليك هو تخزين ملف نصوص كتابك على النسق بي دي اف، على تحديد عال، ثم ترفق معه صورة الغلاف الأمامي والخلفي للكتاب، وترفع كل شيء لموقع لولو، وانتهت القصة. بالطبع الأمر يحتوي على خفايا كثيرة وملاحظات عديدة، سأخبرك عنها في وقتها، لذا تحملني حتى النهاية.
أن أقرصن أو لا أقرصن – هذا هو السؤال
موقفي من هذا الأمر واضح: لا خير في استخدام برامج منسوخة/مقرصنة، خاصة بعد أن بطلت حجة غلاء البرامج مع ظهور البرامج المجانية، وكذلك حجة تدمير اقتصاد العدو، إذ فادت القرصنة “العدو” عبر انتشار برامجه وتعود الجميع عليها، ما جعل الشركات العربية تضطر إلى شرائها أصلية في نهاية المطاف، لوجود قطاع كبير من الموظفين المعتادين عليها. أنا لا أناقش مبررات القرصنة الفكرية، بل أناقش الآثار السلبية المترتبة على استحلال هذه البرامج، ما أدى لتحولنا إلى متلقين لا مبدعين، وشتان الفارق.
أي البرامج تختار
بحكم عملي كصحفي، أنعمت علينا مايكروسوفت بنسخ مجانية من ويندوز وأوفيس 2003، لكن خبرتي منذ عام ونيف مع أوبن أوفيس – والذي يسجل الملفات على النسق بي دي اف من داخله بدون ملحقات – لم تكن إيجابية، ذلك أن الملف النهائي عانى من مشاكل في عرض الخطوط العربية، لكني علمت أن هذه المشاكل اختفت في النسخ الحديثة من أوبن أوفيس وحتى على نظام التشغيل لينكس.
وأي الخطوط
قد لا يعلم الكثيرون هذا، لكن الترخيص الطويل المعقد الذي نوافق عليه جميعاً عند تثبيت أوفيس و/أو ويندوز، هذا الترخيص يسمح لنا باستخدام خطوط/فونتات ويندوز على الشاشة وفي الطباعة، لكنه لا يسمح لنا بتحميل هذه الخطوط إلى أجهزة أخرى. نعم، يقوم تطبيق مثل أدوبي أكروبات بتضمين الخطوط المستخدمة في سياق النص داخل ملف بي دي اف النهائي، لكن ذلك فقط من أجل العرض على الشاشة، وحتى هذا الأمر عليه بعض الغبار المتعلق بالحماية الفكرية (لنا عودة أخرى إلى هذه النقطة تزيدها وضوحًا).
والحل؟
عليك بالبحث عن خطوط مجانية يسمح مصمموها بتحميلها دون أي شروط، ولعل أفضل مكان تبحث فيه هو
موقع العيون العربية آراب آيز، وكذلك موقع المصحف، وموقع الخطوط العربية المجانية. (بالطبع هناك حل لئيم آخر، وهو أن تقفل بتات أعلام ملف الخط فتجعله مفتوحًا لجميع الاستخدامات، عبر تطبيق ×××، والذي لن أخبرك عنه لأنه في ذلك مساءلة علي!)
إيوريكا – وجدتها، ماذا بعد؟
كقاعدة عامة، عليك استخدام خط مريح للعين في كتابة النص ذاته، ويمكنك أن تستخدم خطاً أو اثنين لكتابة العناوين، من النوع المبهج دون إفراط، في محاولة لكسر جمود أشكال وهيئات الكتب المطبوعة في سوقنا العربي، والتي توقف ناشروها عند السبعينات أو قل الثمانينات من القرن الماضي، فحرموا قراء العربية من أي إبداع في الإخراج، إلا فيما ندر بالطبع، وهذه من مزايا النشر الحر، فلا رقيب أو مخرج فني محدود الذكاء والقدرات، يخدعنا بالزعم بأن ما تطلبه لا يمكن تنفيذه بسبب قصور في البرامج أو الآلات، وحقيقة الأمر أن السبب الفعلي هو الكسل الفكري لا أكثر.
إرشادات واجتهادات
ما سأذكره فيما يلي هو اجتهادات فردية من جانبي، أريدك أن تسترشد بها لا أن تلزمها أو تقتصر عليها، فأنا مثلاً أحب أن أبدأ بفهرس أجمل فيه المحتويات، ثم أتبعه ببعض معاني الكلمات التي أجد أن كتابي يستخدمها بكثرة، ثم أبدأ بمقدمة أشرح فيها لماذا كتبت ما كتبته، لأعطي القارئ فكرة عامة عما ينتظره، وبعدها ندخل في صلب الموضوع، ثم ننهي الكتاب بخاتمة، أوضح فيها هدفي من الكتاب، بشكل واضح سهل الفهم. مرة أخرى هذه مجرد أفكار، يمكنك أن تزيد عليها وتنقص منها، فأنت سيد الموقف.
التنسيق نصف الرسالة
أسوأ شيء تفعله في كتاب، هو أن تسرف في الشرح فتنسى نفسك، ويتوه منك القارئ، لذا احرص على أن تكون فقراتك صغيرة قصيرة، وكلماتك سهلة بسيطة، وإن أردت خوض غمار فنون البلاغة، فاحرص على أن تستخدم مترادفات تحاور فيها القارئ العادي البسيط.
كذلك عليك أن تستخدم ترويسات/هيدر و فوتر (من قائمة View ثم تختار Header and Footer في برنامج وورد من حزمة أوفيس) تعنون بها كل صفحة، فالصفحة اليسرى على سبيل المثال تحمل اسم الكتاب، بينما اليمنى تحمل اسم الفصل الحالي، ولربما وضعت رقم الصفحة في ذيل الصفحة، مع عنوان موقعك أو مدونتك على انترنت.
يأتي ضمن التنسيق نظرية ألا تزيد عدد الخطوط/الفونتات المستخدمة عن اثنين، واحد للنصوص، والآخر للعناوين، وأنا أحب أن أزيدها إلى ثلاثة، فاستخدم خطًا إضافيًا لعنوان فرعي تحت العنوان الرئيس، وهذا خيار شخصي بالطبع. تذكر، معشر البشر لا يتذكرون من مختلف الأشياء إلا قرابة الثلاثة أو الخمسة أو السبعة، اعتمادًا على تعقيد الخيارات، لذا اجعل البساطة أسلوبك.
أحب كذلك أن أبدأ كل فصل جديد على صفحة فردية، فالصفحات اليسرى تحصل على اهتمام أكبر من القارئ، خاصة إذا جاء على يمينها صفحة فارغة. هذا الأمر يمكن تنفيذه عن طريق إضافة قاطع – صفحة فردية Insert Break – Odd Page – مرة أخرى، في برنامج وورد.
في ربيع 2008 انتهيت من كتاب كامل شرحت فيه بالتفصيل والصور خطوات النشر عبر موقع لولو ووفرته بالكامل على هذا الرابط على موقع سكريبد.