تعظيم نتائج الإعلانات العربية على انترنت
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
شبابيك
| المصدر :
www.shabayek.com
شاركتنا الاسترالية
باتي كيجان،
وتحت رعاية مجلة جلف ماركتينج ريفيو، خلاصة خبراتها في دورة مخصصة لصناعة الإعلانات عبر انترنت عُقدت في دبي. باتي كيجان ذات باع طويل في عالم انترنت والدعاية والإعلان، وشغلت وظائف عديدة ذات علاقة بتخصصها هذا.
حاولت باتي لفت الانتباه إلى أهمية الدعاية والإعلان على انترنت، ذلك أن أهمية وسائل الدعاية الأخرى آخذة في الخفوت، مقابل الوسائل الجديدة، ونقصد بها انترنت. على أن تعدد وسائط ووسائل الدعاية لا يعني أفول نجم تلك التقليدية القديمة، بل تضاؤل تأثيرها وضعف مفعولها، مقارنة بالقادم الجديد.
رغم أن باتي استرالية، وأن الإحصائيات التي اعتمدت عليها أمريكة الأساس – عالمية في المتوسط، ورغم أن جملة الحضور كانوا من العجم، العاملين على أراضينا العربية، ورغم أن موضوع النقاش كان واقع الدعاية في العالم العربي على شبكة انترنت، رغم كل هذا، لم ألمس حضورا عربيا، أو التعرض لقضايا عربية بالنقاش والتحليل، لذا لن أستغرب إذا وجدت في يوم من الأيام إعلانا لعقارات شركة إعمار الإماراتية في موقع إسرائيلي، وسيكون التبرير أن الغرو الإنجليزي مدير التسويق، وتابعه الهندي المداهن، لا يرون عيبا في الدعاية لدى الصهاينة، وأن على العرب التخلي عن أفكارهم البائدة!
رغم ذلك
التناقض العجيب،
عرضت باتي بعضا من الحقائق التي لا خلاف عليها، مثل أن
فئة المراهقين هي أهم شريحة مستهلكين يجب على المسوق الاهتمام بها
. نعم، هذه النظرة لها ما يبررها، لكن يعيبها أن غالبية المسوقين العرب يغلب على طريقة عملهم فكرة سرقة نقود الضحية والفرار بأسرع وسيلة وأقل زمن. أما من يريد البقاء في مجال الأعمال والتسويق لفترات طويلة، فعليه الاهتمام بصغار السن، فهؤلاء عملائه في المستقبل.
إذا اقتنعت بالفقرة السابقة، فعليك أن تعرف كل شيء عن هذه الشريحة من العملاء، مثل لغتهم وتفضيلاتهم وتوجهاتهم، وما يرونه رائعا (كوول) وما يرونه سخيفا. تؤكد الإحصائيات أن الوقت الذي يقضيه الأمريكيون على انترنت، أطول مما يقضونه على قراءة الصحف والمجلات.
بل إن الأمر أكبر من ذلك، إذ يؤكد الخبير الإنجليزي، بول بيلكنجتون، أن
الزيادة الضخمة في أهمية انترنت كوسيلة دعائية قد فاقت كل التوقعات،
وتخطت الصحافة المطبوعة، إذ تتبع المسوقون عملائهم المحتملين على الشبكة، وتمتعوا بعوائد رابحة من استثماراتهم هذه. أو بكلمات أبسط، الإعلان على انترنت عائد بنتائج مثمرة، أكثر مما تعود به الدعايات التقليدية في الوسائل الأخرى.
كانت الدعاية على انترنت تمضي على نمط عشوائي، حتى جاء محرك البحث جوجل وقدم الدعاية مع نتائج البحث،
وهي أحد أفضل وسائل الدعاية على الإطلاق على انترنت، إذ تستحوذ على 55% من إجمالي الإعلانات على انترنت على مستوى العالم. (خلاصة القول، إذا أردت أن تعلن على انترنت، استعن بموقع جوجل، فهو الأفضل لك).
من المنتظر في عام 2008 أن تبلغ حصة إنترنت من إجمالي الإعلانات على مستوى العالم قرابة 1%. وأما أكثر القطاعات إنفاقا على الدعايات على انترنت فهي السياحة والطيران والفنادق، بحصة قدرها 25 من إجمالي سوق الدعاية على انترنت.
بناء على بعض الدراسات العربية،
بلغ عدد مستخدمي انترنت من العرب – في الخليج والمشرق العربي - قرابة 26 مليون مستخدم،
يرون إعلانات ميزانيتها 18 مليون دولار، ما يجعل نصيب الفرد العربي من الإعلانات 71 سنت أمريكي. من ناحية أخرى، 28% من ساكني دولة الإمارات العربية يتمتعون بوصلة انترنت سريعة (برود باند).
كان إجمالي ميزانيات الدعاية عبر انترنت في الخليج والمشرق العربي في عام 2000 قرابة 1.8 مليون دولار أمريكي، زادت لتبلغ 12.1 مليون في عام 2005 وبلغت 18.7 مليون دولار في عام 2006 الماضي. التوقعات في المستقبل ترى هذا الرقم يقفز إلى 60 مليون.
الدعايات التقليدية (بانرات وصور متحركة) لم تعد مجدية أو ذات نفع،
إذ مل منها زوار المواقع، وأصبح البديل الآن أن تقف بالماوس فوق الإعلان لتجد محتوى تفاعليا جديدا مثل لعبة مصورة أو فيلم سينمائي فكاهي.
نصف المشترين عبر انترنت يبحثون عما يريدونه قبل الشراء، ومع تكرار الأمر أصبحوا أكثر ذكاء في البحث، فلم يعودا يبحثوا بكلمة أو اثنتين، بل يبحثون بجمل طويلة. من يبحث عن كلمة واحدة فهو لا زال في مرحلة البحث عن أفضل العروض، أما من يبحث بجملة طويلة من الكلمات، فهو على وشك الشراء عبر انترنت.
في عام 2006 الماضي، فاقت دعايات انترنت تلك المنشورة في المجلات لأول مرة في أستراليا، ومن المنتظر للهوة أن تتسع.
يقضي الناس 15% من وقتهم على انترنت، ولذا يجب أن تنفق 15% من ميزانية دعايتك على انترنت.
أثناء حديث باتي، توقفت وأفسحت المجال أمام
فادي طوقان،
خبير الدعاية على انترنت في العالم العربي، والذي يعمل في شركة
Flip Media
لدعايات انترنت، حيث أبهر الحضور بحسه المرح وذهنه الحاضر. للأسف، 70% من أعمال شركة فادي عبارة عن دعايات لمشاريع عربية تجري باللغة الإنجليزية، بينما 30% تجري باللغة العربية، ولعل النسبة أدني من ذلك وخجل فادي من ذكرها.
ضرب فادي مثلا ظنه الحضور في محله، إذ قال متسائلا، انظروا إلى هذا الإعلان، إنه لسيارة جيب شيروكي، على موقع سعودي، مخصص للنساء السعوديات فقط، وتساءل فادي ما فائدة مثل هذا الإعلان إذا كانت النساء في السعودية لا تقود السيارات، بل لا يسمح لهن بشرائها من الأساس.
حقيقة سرح بي البال حول هذه النقطة تحديدا، وذهبت في الاستراحة أناقشه، وقلت له اختلف معك، فمن أدراك أن النساء
فقط
هم من يزرن هذه النوعية من المواقع. فوق ذلك، من قال لك أن النساء في السعودية لا حيلة لهن عند إتخاذ قرار شراء سيارة جديدة، كما أن الإحصائيات من داخل المجتمع السعودي تؤكد أن شريحة كبيرة من النسوة السعوديات من الأغنياء، وبالتالي يمكن لهن شراء العديد من هذه السيارات.
بل إني استرسلت معه في الحديث لأؤكد له أن هذا الإعلان كان موفقا أيما توفيق، إذ أزعم أنه سينجح بسبب كل ما سبق وقلته،
فما رأيك أنت عزيزي الزائر، هل تظن وضع إعلانات سيارات في المواقع السعودية المخصصة للنساء فكرة ناجحة أم لا؟ والأهم لماذا نعم ولماذا لا.
تحديث في 15 نوفمبر 2007
فيما يتعلق بسؤال من أين استقيت معلوماتي عن أن شريحة كبيرة من النساء في السعودية هن من الأغنياء، فهي من مقالة تحليلية نشرها موقع أسواق (التابع لمجموعة ام بي سي) والذي أحسب العاملين فيه يتحرون الدقة العلمية،
على هذا الرابط
وكذلك
هذا الرابط
ثم
هذا الرابط
ليؤكد ما ذهبت إليه من زعم.