اعثر على فلسفتك

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

لا زلنا مع تلخيص كتاب Copy This في الفصل السادس وعنوانه: اعثر على فلسفتك
في عام 1983، كان 120 فرعا من كينكوز يحققون مبيعات قدرها 70 مليون دولار، بفضل تعاون 30 شريكا، متوسط أعمارهم 28 سنة، يسلكون دربهم على طريقتهم الخاصة، لكن معدل الزيادة كان أكبر من استطاعتهم وكاد يجنح بهم. بدأ الشركاء يتساءلون، كيف يمكن لنا المحافظة على هذا المعدل من الزيادة، إذ لم يكن هناك اتفاقيات قانونية موثقة ومعتمدة وموقعة من الشركاء والعاملين، وكان سير العمل يعتمد على الثقة والسلام باليد.
انخرط بول عندها في دورة تدريبية لتثقيف مالك العمل ومديره في مدرسة هارفرد للأعمال، وأثناء مجريات التدريب، أيقن بول أنه بحاجة لغريب، شخص من خارج الشركة، لكي يضع الأمور في نصابها ويقنن سير العمليات، لكي يساعد كينكوز على الاستمرار في التوسع والزيادة.
استقر رأي بول على أستاذ جامعي قابله خلال دورته التدريبية، وعرض عليه المشكلة، فقبل الأستاذ جون ديفز حلها، ولذا حين حضر الاجتماع الأول له، تيقن جون أنه يجلس وسط عالم غريب، عالم ليس له ملامح، لكنه يسير بطريقة آلية صحيحة – وإن كانت بطيئة – لكنها كانت تحتاج لتوضيح معالم الطريق. حين تحدث جون في أول اجتماع له مع الشركاء، وحكى عن نظرته للشركة وسير العمل، أحبه الجميع، وأحب هو بيئة العمل، ولذا مكث أكثر من عقدين من الزمان يعمل لدى كينكوز.
ما أن انضم جون إلى الفريق، حتى وجد أن هناك ضرورة ماسة لوضع مبادئ عامة، تعمل بمثابة الدليل، وتعمل على توحيد جهود وأفكار ونشاطات جميع الفرق والفروع والشركاء والعاملين، أو ما اصطلح على تسميته: فلسفة شركة كينكوز:
هدفنا الأول هو خدمة العملاء. نحن نفخر بقدرتنا على خدمة عميلنا في وقت قصير وبشكل مريح، وبقدرتنا على تقديم أفضل مستوى خدمة عند سعر مقبول. نحن نطور علاقات طويلة المدى تسمح لنا بالنمو والازدهار المتبادل (نحن والعميل). نحن نقدر الإبداع والإنتاجية والولاء ونشجع التفكير المستقل وروح الفريق.
العاملون معنا هم أساس نجاحنا. نحن نعتبر أنفسنا جزءا من عائلة كينكوز. نحن نثق في ونهتم بكل عنصر في الفريق، ونعامل بعضنا بكل احترام. نحن نتواصل بشكل مفتوح ونتبادل انجازاتنا وأخطائنا حتى نتعلم من بعضنا البعض. نحن نجتهد كي نعيش حياة متوازنة ما بين العمل والحب واللعب. نحن واثقون من مستقبلنا ونشير بكل فخر إلى الطريقة التي ندير بها العمل، والطريقة التي نعامل بها بعضنا البعض.
(ملحوظة مني: آليت على نفسي ترجمة السياسة بشكل مبسط، وأدعو القراء لمحاولة كتابة فلسفة مبسطة للشركات التي يعملون بها، ونشرها في مدوناتهم – حتى ولو رفضها المديرون، دعونا نخلق حسا إداريا غاب في حياتنا).
بعد الاتفاق على كل دقيقة في هذه الفلسفة، وبعدما وافق الجميع على كل كلمة فيها، انتشرت هذه الفلسفة مطبوعة في كل جنبات وحوائط فروع كينكوز، لكن الأهم، لم ينظر إليها الجميع على أنها مقدسة غير قابلة للتعديل، بل على أنها دليل إزالة غموض هدف الشركة، وكثيرا ما ساعدت الشركاء والمديرين على حسن اتخاذ القرار في تلك المواقف غير المتوقعة التي تطلبت اتخاذ قرار سريعا، واستمر الجميع يقترحون تعديلات وإضافات عليها.
يضرب بول المثال بشركة جونسون و جونسون، التي يراها توفر أفضل فلسفة عامة في العالم، حيث واجهت الشركة موقفا صعبا في الثمانينات، حين توفى ثمانية أشخاص نتيجة حبوب مسمومة من إنتاج الشركة. بالطبع، كان بمقدور الشركة التخفي خلف محامين شيطانيين، لكن ج و ج اختارت أن تتبع فلسفتها، التي تقوم على خدمة الأطباء والممرضات والمرضى والأمهات والآباء وكل من يستخدم منتجاتها. قبلت الشركة مسؤوليتها وعوضت أهالي الضحايا – وضربت المثل. كانت النتيجة أن استثمر بول جزءا سخيا من ثروته في أسهم ج و ج، فهي تسير على الطريق الصحيح.
رؤية الرؤية
عندما كان بول في شبابه يتخيل تملكه لعمله الخاص في مستقبله، وكيف سيكون مدير نفسه، فإن ذلك ساعده على تخطي مواقف عسيرة وعديدة في حياته، ومع تطور سير الأمور في كينكوز، تعود بول على وضع أهداف جديدة كل ستة أسابيع، وهو كان يردد، أنك إذا لم تستطع حساب تدفق الأموال في نشاطك على ظهر ورقة صغيرة، فأنت واقع في المشاكل.
لكن أهداف بول لم تتحقق كلها في الوقت الذي أراده له، بشكل علمه ألا يضع أهدافا محددة بدقة كبيرة، فحين وضع بول هدفا محددا لفتح ثلاثة فروع جديدة في الفترة من سبتمبر إلى ديسمبر، فإنه اجتهد كثيرا، ما جعله يفتتح فرعا ثالثا أثبت فيما بعد أنه أكثر فرع خاسر بسبب سوء اختيار موقعه. تعلم بول بعدها أن عليه وضع هدف أبسط: وسّع مجال عملك، دون التقيد بأعداد أو فترات. هذه المرونة تسمح لك بإصلاح الأخطاء ومعالجة المشاكل بشكل أفضل.
————————-
والآن، أدعو القراء لمشاركتي بأفضل فلسفة وأفضل سياسة شركة قرأوها، وكيف سيكتب كل واحد منكم فلسفة شركته، سواء التي يعمل فيها أو التي ينوي إنشائها عن قريب. أريد منكم أن تفاجئوني! أريد منكم التدرب على جزئية إدارية ذات أهمية كبيرة، أو هكذا نحسبها.