رجاءً، قبل التعليق، بعض التفكير

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

لا أدري العلة أو السبب، لكن ما حدث هو أني تلقيت سلسلة من التعليقات التي نزلت علي كما موجات البحر الهادر، تعليقات احتاجت لرد مفصل…
كانت البداية مع تعليق أوجز صاحبه الأمر كله، ووضع إصبعه على أساس مشاكلنا كلها، قائلا أن قصص النجاح التي أسردها خيالية، غير واقعية، غير قابلة للتطبيق في عالمنا المعاصر.
كيف غابت عني هذه الحقيقة؟ يالذكائي المنعدم! فعلا، تلك قصص خيالية، ولا أمل في إصلاح بلادنا، ولعله من الأفضل أن نقيم حفلة انتحار جماعية نتناول فيها كلنا السم، على أن يكون أولنا تارك هذا التعليق…
ما هذا الكلام، ما يزيد عن 25 قصة نجاح سردتها بتفاصيلها وصعوباتها، ثم يوجز المعلق الأمر كله بالقول أنها قصص خيالية لا يمكن تطبيقها في بلادنا، ماذا يريد المعلق أكثر من هذا ليغير من طريقة تفكيره؟ وليسمح لي المعلق، ماذا تريد من تعليقك هذا؟ أن أعتذر عن هذه القصص ثم أحذفها، وأن أعود إلى رشدي وأقول يا جماعة لا أمل يرتجى، ثم أجلس لأندب حظنا وألعن بلادنا؟
إن الكلمة أمانة، فهل أدى صاحب التعليق أمانته؟ قصص خيالية؟ هل تخيلت أنا هذه القصص وألفتها، أم هي من الواقع الذي نعيشه؟ هل هي قصص البشر أم قصص غرباء الفضاء على كوكب فانتازيا؟
تعليق آخر يطالب فيه صاحبه بأن آتي بقصص عربية وإسلامية، إذ يغلب على كتاباتي أنها ترجمات لقصص غربية. حسنا دعوني أفكر وأبحث في الأمر أكثر، لنقل أني اخترت محمد رشيد، وزير التجارة المصري، ستجد فورا من يهاجمه قائلا أنه المرفه الغني ابن الأغنياء الذي لا يعرف شيئا عن حياة الفقراء وبالتالي قصته لا تجدي. لنقل أني اخترت أحمد عز، سيقولون جاءنا فقيرا طريدا، ثم اغتنى على حسابنا وأصبح اليوم محتكرا يفقرنا. لنقل العربي صاحب مصانع توشيبا، سيقولون الإخواني الذي اغتنى من أموال الإخوان. لو قلت نجيب سويرس، سيقولون المسيحي الذين اغتنى من أموال الكنيسة… (للتوضيح، أنا لا أتفق مع هذه الاتهامات).
إننا يا سادة اتفقنا على ألا نتفق، لو كتبت عن قصة نجاح شخصية عربية، فستجد جوقة تهاجمها ببشع الاتهامات، ولتحولت من قاص إلى منافق – مداهن – مطبلاتي لهذا أو ذاك، ولتحولت إلى صاحب قلم للإيجار… لو عدت إلى الأزمان السابقة، لوجدت من يترك تعليقا يطلب فيه قصصا من وقتنا المعاصر…
إن أي شيء عربي سيكون محل خلاف ومثار اتهامات ولن يأتي بخير، وسننتقل للشجار بدلا من أن ننتقل لطريق الأمل والتفاؤل… وسأسمح لك بالزعم أني أستغل عقدة الخواجة لمصلحة قضيتي، ألا وهي زرع الأمل في النفوس، لمن نسي هدفي من كتاباتي.
تعليق ثالث موجز على تلخيصي كتاب سادة المبيعات، يقول أن إسوتنا هو الرسول والصحابة الأوائل، وأنه كان الأحرى بي العودة إليهم قبل الكتابة عن غيرهم. هذا التعليق يستحق جائزة التفوق، فمن سيجادل أمام  جملة كهذه مهدور دمه مسبقا، حيث أن هذه الجملة تخاطب القلوب قبل العقول… والقلوب لا تعرف منطقا أو حقا تتبعه.
لم أفهم سبب الزج بالرسول (عليه الصلاة والسلام) والصحابة الكرام في سياق سرد لخبرات وتجارب معاصرة في تطوير مهارة البيع، ولعل صاحب التعليق استفزته كلمة سادة، رغم أننا في حياتنا الدارجة نتقبل كلمات أعلى منها بدون مشاكل، مثل قادة وأمراء وملوك، وجلالات وفخامات، وغيرها من الكلمات…
أذكر نفسي دائما بالمقولة: إذا لم يهاجمك أحد، فاعلم أن ما تفعله ليس ذا قيمة. لكن على الجهة الأخرى، أرجو من تارك التعليق أن يفكر فيما يهدف إليه من تعليقه هذا؟ هل يريد مني السكوت عن الكلام، فليقلها صريحة، هل يريد مني أن أفعل شيئا محددا؟ لماذا لا يفعله هو، فالانترنت مفتوحة للجميع، وليست حكرا علي أو على من هم مثلي…
إذا وجدت قصصي خيالية، أبدأ مدونتك وتحدث أنت عن قصص واقعية، هل تريد الحديث عن شخصيات عربية وإسلامية، افعلها أنت. هل تريد معرفة قصة نجاح مشاهير بعينهم، اتصل بهم واعرفها أنت وانشرها في مدونتك. هل تريد الحديث عن الرسول وعن الصحابة، ابدأ بنفسك وافعلها أنت، لكن قبل أن تطلب من غيرك، فكر قبلها، لماذا لا تفعلها أنت بنفسك؟
أخيرا، كان لمعلق آخر تعليق قديم أكثر إيلاما، تناول اتهامات لي بهجومي على غير المسلمين وعلى بلادهم، ويا حبذا لو عاد هذا المعلق فدلني على كتاباتي التي استشف منها هذا الهجوم، كما أن اتهامه لي بأني أهاجم بلادا وأترك بلادا خوفا على لقمة العيش يحتاج لتفسير أكبر، فرمي الاتهامات جزافا جرم كبير، وأما تكرار التعليق رغم حذفي له، فليس في الأمر هروب من المواجهة، بل هو اختيار الوقت والعدة… أنتظر ردك يا مبرمج دلفي.
الخيار اكس
تعلمون جميعا أني أعمل في وظيفة نهارية تستغرق 9 ساعات يوميا، يتبعها ساعتين في التنقل من السكن إلى العمل صباحا ومساء، ثم واجبات الأهل والأسرة، ثم بعض الصلوات والطاعات، وما يتبقى لي أقضيه في الاهتمام بهذه المدونة.
أي أن هذه المدونة عرض بطله فرد واحد، ورغم عروض المساهمة والمساعدة من الزوار، لكني أريد أن أبقي مدونتي شخصية، ملكي، تحمل طابعي واسمي، وهذا قراري الذي أتحمل تبعاته وحدي.
خلاصة القول أن ما تجده هنا من مقالات هو جهد فردي ضعيف، قد يصيب الصواب وقد يخطؤه، لكنك عزيزي الزائر حر تماما في أن تقرأ أو لا تقرأ، تقتنع أو لا، تقبل أو ترفض ما تجده هنا، فهذه من محاسن شبكة انترنت، الحرية الكاملة…
حتما ستجد مقالات وكتابات لا تتفق معي فيها، وقبل أن تزعج نفسك، دعني أهون الأمر عليك، ستجد في أعلى يمين شاشة متصفح انترنت ثلاث مربعات، يزيدون أو ينقصون، أكثرهم وضوحا مربع أقصى اليمين يحمل علامة تقاطع خطين (نسميه حرف اكس)، أنصحك أن تضغط عليه، هيا جرب، اضغط!!!
- أعتذر لكم جميعا ومسبقا عن أي مشاعر سلبية قد تصيبكم من كلماتي السابقة، لكنها طريقتي الخاصة في تفريغ شحناتي النفسية السلبية…