عفوا، ويسترن يونيون فقط!
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
شبابيك
| المصدر :
www.shabayek.com
على مر الأسابيع الماضية، اكتسبت خبرة جميلة مع التحويلات المالية عبر البنوك العربية، أردت تدوينها هنا حتى لا أنساها في المستقبل، وكذلك حتى يستفيد منها من يريد أن يستفيد. بعد الانتهاء من إطلاق كتابي الخامس، جاء وقت تحصيل مقابل الإعلانات، فبعض المعلنين دفعوا مقدما، والبقية أصررت أنا أن يدفعوا بعد انتهائي من الكتاب، حتى لا أنشغل بمشاكل ومهازل التحويلات المالية، وقد ثبت لي أني على حق.
جرت الأحداث بأن اختبرت أكثر من وسيلة تحويل المال، لعل أشهرها في عالمنا عن طريق البنوك والمصارف، وكان بنك الراجحي أول بطل يظهر في هذا الفيلم الهزلي الذي مر علي، إذ قام المعلن الكريم بتحويل كامل المستحق عليه، مع تأكيده على ضرورة وصول قيمة المبلغ كما هو إلي بدون نقصان، ومع قبول العامل في الراجحي بهذا الشرط، وصلني المبلغ فعلا، لكنه نقص
80
درهما، وبسؤال صاحب التحويل عن السبب، أخبره العامل هناك أن
بنك الراجحي لا يتعامل مباشرة مع
بنك الإمارات
(حيث لي حساب فيه)، الأمر الذي اضطره
للاستعانة بخدمات بنك وسيط
، التهم 80 درهما. ومع شكوكي في صحة هذا التبرير، لكن الشاهد من القصة أن بنك الراجحي لم يعطي مرسل التحويل الصورة كاملة، بل أخفى عنه بعض التفاصيل، وهذا في عالم اليوم من المنافسة على خدمة العملاء خطأ لا يغتفر.
البطل الثاني في الظهور في الفيلم الدرامي، الأمريكي
باي بال
، ورغم أن البعض ينظر إلى
عدم توفر باي بال
في بلادنا العربية على أنه دليل على مدى تخلفنا، لكني وبعدما
تبرعت لموسوعة ويكيبيديا
، عرض على موقع باي بال الاشتراك فيه حيث أني دخلت من دولة الإمارات وموقع باي بال يدعم دولة الإمارات في الجهتين: إرسال واستقبال الأموال. ولأني – مثل غيري – تعرضت لجرعة من شكاوي عدم توفر باي بال في بلادنا، سارعت لانتهز فرصة مثل هذه واشتركت في باي بال، ثم حدث أن سألني معلن كريم هل لي حساب في باي بال فأجبت بالإيجاب، ثم كان أن حول لي المال.
من يشترك في باي بال يعرف أن الفئة الافتراضية عند الاشتراك هي الحساب الشخصي، ثم بعدها المتقدم ثم التجاري. ثم كان أن وصلني إشعار إرسال المال، ثم قبلته، ثم جلست أراجع تفاصيل التحويل، لأكتشف أن باي بال خصم
24
دولار مقابل تحويل
400
دولار، ولا تنتهي المأساة هنا، إذ خصم كذلك من مرسل التحويل مبلغا مماثلا!!
الشاهد من هذه القصة:
لا تستعمل باي بال لتحويل الأموال
، وهنا أنتهز الفرصة لأجيب على كل من ينصحني بقبول التبرعات عبر باي بال، فأقول أنه على فرض قبولي تبرع قدره
5
دولار (أقل مبلغ يمكن قبوله عند التبرع) فسيخصم باي بال قرابة
دولار ونصف
ليدخل المبلغ في حسابي، وسيعود ليخصم قرابة
دولار ونصف
ليسمح لي بتحويل هذا التبرع إلى حسابي البنكي، وأنا أرفض أن أجعل صاحب eBay و PayPal أكثر ثراء على حسابي أنا.
ثم يأتي تحويل من بنك في الكويت ليختم هذا الفيلم الدرامي، إذ خصم بنك ما من الطرفين (يؤكد البنك الأول على أن الخصم إنما جاء من بنك الإمارات، ولأن سياسة بنك الإمارات تطفيش العملاء الراغبين في الشكوى عبر تعذيبهم بنظام رد آلي هاتفي عقيم، فكلي ثقة أنهم سينكرون بدورهم تقاضيهم لأي خصم) لكن ما حدث أنه بدلا من يصلني مبلغ 550 درهم، دخل حسابي فعليا 495 درهم، أي بعد خصم
55
درهم. ولتزيد الحبكة الدرامية، فعلي كل تحويل مالي خارجي يدخل حسابي، يخصم بنك الإمارات
10
دراهم، بغض النظر عن قيمة التحويل.
بغض النظر من الظالم ومن المظلوم،
وعن أي بنك سيهاجمني على دعاية سلبية مثل هذه، لكن المحصلة النهائية هي أني خسرت الكثير من المال
بدون أي استفادة
، وعليه فلقد قررت – وكلي أسى – رفض زيادة أرباح البنوك العربية بدون وجه حق، وأن
أتحول لقبول التحويلات المالية عبر خدمة ويسترن يونيون فقط
، وعلى الرغم من
كونها شركة أمريكية
(وأنا أشجع كل ما هو عربي)، لكنها تقدم خدمة أفضل وأسرع وأرخص، في مقابل أقل (
10
دولارات لمبالغ أقل من ألف دولار تقريبا).
ما أهدف إليه من مقالتي هنا هو توضيح أن الوقت قد حان على البنوك العربية لكي تقدم خدمة من الطراز الأول، وبأسعار أقل من المنافسة
، وحتى يحدث ذلك، فأنا سأقبل فقط ويسترن يونيون من الآن فصاعدا، وهذه كانت أسبابي.
ملاحظة
: الدولار الأمريكي يعادل 3.67 درهم إماراتي.
السؤال الآن:
هل حالتي هذه فردية، أم أن القراء لديهم تجارب أخرى؟ (سواء أفضل أو لا، شاركونا بها يا شباب).