قصة نجاح عبد المحسن الراشد – ج1

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com


قبل أن أعرض لكم قصة عبد المحسن الراشد، ذلك الشاب السعودي الناجح، أود أن أتكلم عن بعض الأمور التي رافقت هذه القصة وأدت إلى تأخر نشرها، وربما غضب صاحبها مني بسبب ذلك. بداية عندما ترسل لي قصتك، فلا تتوقع مني أن أنشرها بشكل آلي، نعم، قلتها من قبل أني أبحث عن قصص نجاح عربية لأنشرها في المدونة، لكن ليس معنى ذلك أن أي شخص يرسل لي قصة ما سأنشرها على الفور.
رفض عبد المحسن نشر أي صورة له مع قصته (وهو أمر لم أتفهمه لليوم)، كذلك كان هو من الانشغال في عمله وكنت أنتظر ردوده على أسئلتي الكثيرة له، حتى غابت رسالته تحت تلال الرسائل البريدية التي تصلني يوميا (من 15 إلى 25 رسالة/ردا في اليوم). كل هذه الأمور أجلت نشري للقصة، كما أني أفضل ألا أنشر أي قصة حتى أتلقى إجابات شاملة ووافية لكل الأسئلة التي تراودني (ومنها صور بطل القصة)، لكننا أحيانا نجبر على التنازل عن بعض الشروط بسبب الرغبة في تحقيق هدف أكبر، وهنا سأنشر قصة عبد المحسن كما أرسلها لي، حيث كتب قائلا:

كل قصة ولها بداية ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، كان هذا هو شعاري في حياتي حتى هذه اللحظة، دعوني أتحدث عن قصة حدثت لي مثلت لي البداية الحقيقة في عيش الحلم الذي لطالما حلمت به، لقد عشت منذ ولادتي في إحدى مدن المملكة العربية السعودية، وكان أبي متوسط إلي ميسور الحال، يعمل طبيبا في إحدى المستشفيات، وهو أب رائع في كل شيء – عدا التفكير المالي ومخططه المالي – فهو مثل كل الأشخاص لا يعترف بالتجارة مصدرا للدخل، على الأقل له ولعائلته، لا أعلم لماذا ولكن هو كذلك رغم أن والده كان تاجرا وكذلك جده كان من كبار التجار سابقا، ولكن ضاعت التجارة لأسباب معينة، ومن بعدها أصبح والدي من المناصرين لمنطق ادرس بجهد، احصل على وظيفة، اصرف على عائلتك.
بعد تخرجي من الثانوية العامة، التحقت بالجامعة وانتقلت إلي بلد أخرى قريبة من مسقط رأسي ودرست إدارة الأعمال، كانت تلك الفترة مرحلة انتقالية في حياتي، فتحت عيني على الحياة، فقد بدأت أرى وبشكل مكثف كيف كان الأغنياء والأثرياء يعيشون، وكيف كانوا ينعمون بكل أنواع الحياة الرغيدة، وكنت دائما أعجب بهؤلاء الأشخاص وكيف استطاعوا الحصول على كل تلك الأموال للحصول على ما يريدونه. لم أكن احسدهم إطلاقا، فالإعجاب لم يترك مجالا للطمع والحسد، علما أن مصروفي الأسبوعي لم يكن يتعدى 250 ريال سعودي أسبوعيا ( 66 دولار تقريبا).
في نهاية عام 2004، كان سوق الأسهم السعودي في القمة، فبعد أن كان سوقا لا يعرفه إلا المستثمرون القدماء وكبار المستثمرين، أصبح الجميع – الصغير والكبير – يرغب في الاستثمار في هذا السوق الواعد. لم تكن لدي آنذاك خبرة به، ولم أكن أهتم كثيرا به، فلم أرى آلية معينة يمكن بها تحقيق أرباح من هذا السوق، ولكن وبإلحاح من والدتي – التي ورثت من والدها حب المغامرة، وكانت مديرة مدرسة متقاعدة، في حين لم يكن أحد يهتم من عائلتي بالاستثمار في الأسهم – رأت والدتي أن لدي نظرة مختلفة عن بقية إخوتي، فهم ورثوا الرغبة بالوظيفة ولم تكن الثروة تعني لهم سوى شيئا غريبا مستحيل الحدوث .
لزيادة خبرتي في سوق المال ولتكون تجربتي ناجحة، أصبحت أتابع السوق بشكل يومي لأعرف أسرار الأسهم وكيفية صعودها وهبوطها، وكيف يستطيع كبار التجار والمستثمرين التحكم في أسعارها حسب أهوائهم. لقد درست كل نقطة بكل عناية وبدأت أدير أسهم قليلة لوالدتي، فتارة أشتري ذلك السهم وأربح الشيء البسيط، وتارة اشتري ذلك السهم وأخسر أيضا خسارة بسيطة. كنت أكتسب الخبرة مع كل عملية بيع وشراء عبر انترنت. كنت أيضا أتابع المنتديات بشكل مستمر وتابعت بعض الكتاب الممتازين وذلك في عام 2005، والذين أثبتوا لي مع مرور الأيام أنهم ذوو نظرة ثاقبة، وقد كان السوق في صعود مستمر في تلك الفترة فلم يكن احد يخسر ولم يكن رأس المال كبيرا ولم أكن أحصل على عائد منه لأنه خاص بوالدتي.
أول شركة اشتريت أسهمها كانت شركة جازان الزراعية، وكانت قيمة الصفقة لا تتجاوز بضعة آلاف من الريالات، بعتها بعد ارتفاع سعرها بقرابة ربع ريال، حيث كانت قيمة التغير في السعر المسموح بها وقتها في السوق السعودي 0.25 ريال (حاليا وحده التغيير هي خمس هللات 0.05). بعتها بربح بسيط جدا لا يتعدى بضع عشرات من الريالات.
 
فاصل ونواصل…