يكاد تعبير " لا يوجد تفاهم بيننا ، يكون القاسم المشترك الأعظم في وصف نسبة كبيرة من الخلافات ، وهو تعبير فضفاض يحتمل أكثر من معنى وأكثر من تأويل على أنه بالنسبة لمعظم النساء فإن هذا التعبير له معنى واحد وهو : أن زوجي لا يستمع إلى أنه يتجاهل تعليقاتي .. حين أتحدث إليه أشعر بأنني أتحدث إلى جدار ، فكيف تجعلين هذا الجدار يصفي إليك بكل حواسه والأهم كيف تجعلين صفة الإصغاء تصبح عادة لديه ؟
إن 69 بالمائة من المشكلات الزوجية كلها لا يمكن حلها إلى الأبد .. فهي مشكلات دائمة ومستمرة سببها الفروقات الأساسية في تركيبة الشخصية لكل من الزوجين. هذا ما يؤكده عالم النفس الأمريكي جون جونمان في دراسته الصادرة حديثا بعنوان : لماذا تنجح الزيجات أو تفشل ، وكيف تجعل زواجك يدوم ، ويدلل جوتمان على رأيه هذا بالقول أن معظم الأزواج يتحدثون ويتجادلون في الأمور والقضايا ذاتها طوال سنوات.
لكن هل هذه الإحصائية المقلقة تعني بأن أحلام الحصول على حياة زوجية سعيدة ومستقرة قد تبخرت في الهواء. كلا : فلقد توصلت دراسة جوتمان المثيرة أيضا التي أجراها في جامعة واشنطن وشملت 130 من الأزواج إلى نتيجة إيجابية مفادها أن الطريقة التي تتعامل بها مع المشكلات ذاتها ، ووفقا لدراسة جوتمان فإن تعلم التحدث إلى بعضنا البعض بحب ومودة ، حتى في أكبر الموضوعات حدة ، يشكل الطريقة المثلى في حل المشكلات والخلافات كما توصل جوتمان إلى أفضل مرحلة أو لحظة في الزواج الناجح تأتي حين يكون الزوج متفتحا عاطفيا فالنقطة الأساسية هنا هي مقدرته على أن يصغي إليك كزوجته ويتقبل نفوذك أو تأثيرك.
لكن ما نوع التأثير الذي نتحدث عنه هنا ؟ يقول جوتمان أنه ليس ذلك التأثير الذي يأتي من طبيب معالج مختص كما أنه بالتأكيد ليس ذاك النوع الذي يصدر عن شريك حياة مسيطر ومهمين أنه التأثير الذي تألف من اقتراحات ودودة ـ ليست غذائية ـ صادرة عنك عن حب حقيقي. لكن هل وظيفتك كزوجة تتلخص فقط في تلمس الخلافات الزوجية ومواجهتها ؟ بالطبع لا .. لكن جوتمان يشير إلى أن الإحصائيات تظهر بأنه في 80% من الحالات فإن الزوجة هي التي تحدد القضايا موضع الخلاف وأنها هي التي تبادر إلى النقاش والحوار بغية حل المشكلة كما وتقدم تسويات والنتيجة التي تؤول إليها هذه الحوارات والنقاشات تعتمد في العادة على الطريقة التي تتعاملين بها مع موضوع أو قضية إشكالية فكيف تقومين بذلك أي كيف تقنعين زوجك بأن يستمع إلى ما تقولينه. قبل أن تخوضا نقاشا صريحا .. هادئا وعقلانيا معا يتعين عليكما أن تكونا صديقين قبل أن تكونا زوجين فبناء أساسي قائم على الود والحب والثقة الموجودة عادة بين الأصدقاء يمهد أمام إصغاء أفضل في الأوقات العصيبة وحين تقول زوجين صديقين نقصد بذلك زوجين يعرفان بعضهما حق المعرفة أو لديهما الرغبة ـ على الأقل ـ في اكتشاف كل منهما للأخر .. إليك عزيزتي بعض النقاط التي قد تضيء طريقك نحو هذه المعرفة.
خرائط حب ! إن الزوجين اللذين تجمعهما علاقة حب قوية يعرف كل منهما موقع أمال وأحلام وتطلعات شريك حياته كما يعرف الأشياء التي تخيفه أو تقلقه ، ويعرف ماضي شريك حياته والأشياء التي صادفها عن بناء شخصيته أو شخصيتها .. تراه يأخذ وقتا في اكتشاف تلك الأشياء الخاصة بشريك العمر والكامنة في جزء عميق من شخصيته .. ثم يرسم خرائط دقيقة لهذه الأشياء لكي يصل من خلالها إلى الحبيب دون مشكلات تذكر فهل عزيزتي خريطة واضحة لزوجك أجيبي عن الأسئلة التالية بوضوح وأمانة إذا وجدت أنك لا تملكين إجابات على بعضها ابدئي من الآن بالبحث عن الإجابات كي تكتمل خريطة الحب.
وهي تشمل الإجابة عن الأسئلة التالية : ما هو أكثر شيء يسبب القلق لشريك حياتك حاليا ؟ ما هو حلم حياة زوجك ؟ من هو أكثر شخص من أقاربه لا يكن له ودا ولماذا ؟ ما الذي يثير جنون زوجك وعصبيته ؟ ما هي طبيعة مكان عمله ؟ ومن هم أصدقاؤه هناك ؟ يعرف الجميع أنه من الضروري وجود اتصال أو تواصل منتظم بين الزوجين ، وهو أمر قد يبدو صعبا في ظل الزيجات العصرية التي يكون فيها الزوجان عاملين فما الحل يقترح جوتمان بأنه عليك اتباع خطته المعروفة باسم برنامج الساعات الخمس السحري الأسبوعي بحيث تجدين 20 دقيقة هنا أو 40 دقيقة هناك للتوقف واللقاء الفاعل معا فحين تفترقان من الصباح مثلا تأكدا على الأقل من شيء واحد سوف يقوم به كل منكما ذاك اليوم وفي المساء تحدث عن حدث واحد فقط على الأقل وقع بينكما.