من نجاحات القراء: عندما يكون التحدي ممكنا
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
شبابيك
| المصدر :
www.shabayek.com
لعله من أشهر المعلقين على مواضيعي في المدونة، ولعل الشهرة مردها أنه لم يضع يوما تعليقا فيه شكوى أو تذمر، لكنه يستحقها لأنه رغم كل ما يواجهه، فهو شعلة أمل، واليوم يحكي لنا تجربته مع جهازه الطبي، إنه الدكتور محسن النادي من فلسطين الحبيبة، وهو يقول:
في كل عام وتحديدا في بدايته تنتابني حمى غريبة لمراجعة كل ما هو جديد في عالم العلاج الطبيعي والطب البديل، فرغم متابعتي لها بشكل دائم طوال العام إلا أن شهر يناير يكون له طعم خاص حيث أضع خطة للعام بكاملة بناء على ما أجده من معلومات تهمني. في العلاج الطبيعي هنالك طريقة رائعة لعلاج ألم أسفل الظهر، تدعى طريقة بريان موليجان، على اسم معالج نيوزلندي، تعتمد في مبادئها على الضغط على فقرات العمود الفقري بطريقة خاصة مع الحركة، وقد تعلمت هذه الطريقة في 1994 وكنت أطبقها بين الحين والآخر، ولكنها تطلبت دخول المريض في وضع غير مريح، حيث يتحزم المعالج والمريض ومن ثم تبدأ مراحل العلاج.
أشارت الطبعة الحديثة من كتاب بريان مويلجان لعام 2009 لجهاز جديد، وقد أشاد الرجل به لكنه لم يعقب عليه كثيرا. أخذت أبحث في هذه النقطة، ووجدت القليل من المعلومات عن الجهاز وكيفية عمله، ووجدت بعض الفيدوهات على يوتيوب تشرح نتائج ما قبل وبعد العلاج لكنها لا توضح كيفيه عمل الجهاز.
راسلت أصدقاء دراسة هنود في أمريكا لأسألهم عن الجهاز، وكلهم أجمعوا بعدم معرفتهم أي شيء عنه. عدت من جديد للبحث عبر بحر انترنت ووجدت معلومات جديدة عن شركة تصنع الجهاز في أمريكا، وطلبت من صديق هندي أن يمدني بأي معلومات عنه، أو على الأقل صور واضحة له، وكانت النتيجة مخيبة للآمال، حيث طلبت الشركة مبلغ 680 دولار غير مستردة لأجل تلك المعلومات والصور. بقيت أبحث لأسبوع حتى اهتديت لشركة إسرائيلية تصنع الجهاز، وبحكم أنني أستطيع تأمينه بطرق تجارية، تشجعت وراسلتهم فكان ردهم عنصري بعدم التعامل مع الجانب الفلسطيني، فما زادني الأمر إلا إصرارا على تصنيع الجهاز، فعدنا للمصدر الأول لأخذ المعلومات والصور.
في فلسطين – كما في الوطن العربي – تجد عقولا تحتاج لمن يكتشفها، فأخذت أبحث حتى اهتديت لمهندس ميكانيك وحداد محترف، وبدئنا بتجميع المواد الأساسية، وهي من كل بستان وردة كما يقال في المثل، وخلال أسبوعين كان النموذج الأولي جاهزا. قمنا بطباعة بروشور / منشور دعائي له، وأخذنا في تسويقه عبر الانترنت وقد كان رد الفعل ممتازا عليه، حيث أصبح المريض يقوم بترشيح الجهاز للآخرين.
إلى هنا وقد تبدو الأمور طبيعية، تتمثل في إيجاد معلومة ومن ثم البحث عنها وعندما لا توجد نقوم بتصنيعها ومن ثم استغلالها. إلا أن ما لفت انتباهي هو الطلب المتنامي على الجهاز، ففي البداية كان من دول الخليج العربي، حيث قمنا بتصدير النموذج الأولي الذي قمنا بتصنيعه ومن ثم جاء طلب ثان وثالث. هنا لمعت الفكرة، لم لا نقوم بتصنيع الجهاز بشكل احترافي ونكون نحن من يمثله في الشرق الأوسط – خاصة وأن للجهاز الكثير من الطرازات والموديلات، وهو ليس حكرا على أحد.
ولكي نكون أكثر واقعية و عملية، استشرنا مكتب محاماة فأكد أن ليس هنالك مانع قانوني من استغلال الفكرة، على أن يكون الجهاز مختلفا في تصميمه وشكله عن ذلك المنشور في الصور وهذا ما فعلناه. أخذت أبحث عن مصنع محترف لكي يقوم بتصنيع الجهاز والتعاقد معه بشكل رسمي وتوثيق الأمر لديهم.
الجهاز الآن أصبح أخف وزنا، أجمل وأدق في القياسات.
تعلمت من خلال هذه التجربة التي أسأل الله أن يكتب لها النجاح أن ما أقوم به من مراجعة سنوية أمر مهم جدا، في مجال تطوري العلمي والعملي، وأن التحدي يكون حين ترسم لنفسك خطا واضح النتيجة، لكنه طبعا لن يكون أبدا معبدا بالورود، ولا أخفي عليكم تأثري
بمقالات أسبوع التحدي
التي نشرها الأخ رءوف، وكنت كل مرة تفتر همتي أجدها رافدا قويا لي لمواصلة الدرب، فقد تكون الدول الغربية وفرت لهم المناخ المناسب للنجاح، لكننا أيضا علينا كسر الجليد والخروج بما في أيدينا من إمكانيات والنجاح فيما نقوم به .
فقطعة من الجهاز سافرت لها على مدار يومين، إلى ثلاث مدن في فلسطين حتى وجدتها، والغريب أنها توجد في مدينتي ولا يعلم احد بها. لتنجح عليك الإصرار على ما تريد وتستعين بالله أولا، و بمن يعرف ولديه علم وتسأل وتحاور ومن ثم تتخذ القرار المناسب. نعم رأيت مثبطين ورأيت كذلك مشجعين، لكن الأغلبية كانت من الفئة الأولى، التي ترى السواد أسود من ليل الصحراء وتتعذر بالفشل قبل المحاولة. تصدير الجهاز ليس بالأمر السهل، ويحتاج إلى موافقات كثيرة وسخيفة لا يعلم بها إلا الله … فهل نستسلم؟ دائما هناك بديل وما لم يأتي بطريقة جاء بأخرى، على أن تكون كلها قانونية.
قد يقول قائل:
وأين النجاح في ذلك وهذا لا يستحق أن تكتب عنه فلا أنت مليونير بل مديونير، أقول صدقت ولكن خطوة الألف جهاز تبدأ بواحد، ومن ثم تأتي حبات المسبحة تتابع – إن أصررت على ما تريد، وقد نرى فروعا لنا في مختلف الدول العربية خلال مدة قصيرة.
إن كتب لهذه القصة النجاح فسيكون من ضمن الأسباب مدونة شبايك، فليس كونها تدعو للتفاؤل والنجاح فقط، بل تشعر أحيانا كثيرة أن ما يرد فيها من قصص ومعلومات وطرق تسويقية موجهة لك بعينك، مما يعطيك دافعا قويا لتستمر، ففي
اليوم السادس
لتحدي سباستيان وردت بالنص جملة: “
ليست الحياة وردية
“، وأخذت أرددها لنفسي وأنا محتجز داخل سيارتي على حاجز إسرائيلي لأكثر من 3 ساعات أثناء بحثي عن قطع الجهاز.
نعم ليست الحياة وردية، لكن بعد أن رأيت الجهاز منتصبا في مركزي ومراكز أخرى، أدركت أن الحياة يمكن أن تكون وردية بالعمل والجد والاجتهاد وشيئا من تفاؤل مدونة شبايك، فهذه من قصص نجاحه في أن يدلنا على بداية الطريق على أن نكمل نحن الباقي، ومن يدري فقد تكون الأرقام الستة (المليون) مكتوبة بأول سطر من مدونة التحدي.
هل تريد أن تكون ضمن فريق النجاح هذا، أو أن يكون لك مساهمة فيه، فما عليك إلا نشر هذه القصة مع رابط الموقع الخاص بجهاز التثبيت العصبي
amed.ws