بدايات جديدة
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
شبايك
| المصدر :
www.shabayek.com
تجري عقارب الساعة متسارعة، وأصبحت قريبة من إعلان بداية السنة السادسة من عُمر مدونة شبايك، وبات الوقت مؤذنا بضرورة إدخال تجديدات واتخاذ قرارات جديدة على مسار المدونة. لمن يتابع مدونتي من قريب، أعرفه بأني بلا وظيفة نهارية ثابتة منذ الصيف الماضي، الأمر الذي ساعدني على الاهتمام بمشاريع صغيرة كثيرة شاهدتم نتائجها في الأيام الماضية، لكن الأهم، أن هذه الفترة سمحت لي بالتفكير فيما أريد عمله في مستقبلي المهني.
في هذا السياق تحضرني جملة سمعتها من ستيف جوبز ولا زالت ترن في أذني، ولقد نشرتها ضمن سياق ترجمتي لخطبته التي ألقاها على طلاب جامعة ستانفورد (
الرابط
)، وأنصحكم ونفسي بالاستماع كثيرا وطويلا لهذه الخطبة لما حوته من الحكمة الوفيرة. قال ستيف: “لم أفطن للأمر وقتها، لكن
الأيام التالية أوضحت لي أن طردي من ابل كان أفضل شيء يمكن أن يحدث لي
. ذهب عني العبء الثـقـيـل للنجاح، وحل مكانه سهولة وخفة البدء من جديد، ما حررني لكي أدخل في واحدة من أكثر مراحل حياتي إبداعا وعبقرية.”
حسنا، لا أعرف عن مدى تحقق الشق الأخير من مقولته، لكن الشق الأول تحقق لي. عدم وجود وظيفة نهارية جعلني أجرب أشياء كثيرة لم أكن لأجربها لو بقيت مقيدا بسلاسل الوظيفة والتزاماتها. حين لا يكون لديك شيء لتخسره، تصبح حرا بشكل أكبر. حتى لا أطيل عليكم، فلقد عثرت على المجال الذي أريد العمل فيه في المستقبل، كمدير مؤسس لا موظف عامل، ألا وهو
العلاقات العامة
.
مقارنة مصورة بين التسويق والعلاقات العامة والإعلان
لدى قانون العمل الإماراتي شرط ظاهره القسوة وباطنه الحكمة، ألا وهو أن
من يتخطى عمره 60 سنة من الوافدين لا يمكن إصدار تأشيرة / إقامة عمل له
، وعليه مغادرة البلاد أو تأسيس شركته وتجارته الخاصة (أو يندرج تحت بعض الاستثناءات التي تسمح له بالعمل حتى 65 سنة فقط). هذا الشرط جعلني أفكر،
بلوغ سن الستين لا ينبغي أن يحدث والواحد منا لا زال موظفا
، فهذا تقصير وتخاذل فكري منا، والله جعل في الأرض الرزق الوفير لمن أراد، لكنه يطلب أن نسعى إليه ونلتمس الوسيلة والطريقة والعمل لكسبه، فالسماء لا تسقط ذهبا ولا فضة.
على أن المرء لا يؤسس شركة ما دون تفكير أو روية، بل يجب أن يغطس في أعماق نفسه ليعرف ما الذي يحبه، وما الذي يمكن له أن يبدع فيه. تحديد المجال الذي أريد العمل فيه هبط علي مثلما هبط حل سؤال الملك على رأس
أرشميدس
. كان محدثكم في مقابلة توظيف مع شركتين من شركات العلاقات العامة، وكان السؤال الممل: ما الذي يمكن أن تضيفه لشركتنا، وبعدما أفضت وأطلت في الرد وسرد الأفكار، كان رد الفعل هو اقتناع المستمع، لكن حقيقة أنه ليس متخذ القرار سادت الموقف.
بناء على شعوري بأني أضعت وقتي، واقتناعي بأن ما لدي من أفكار جديدة لإدارة العلاقات العامة العربية في عصر انترنت هي أفكار ذات وجاهة وتستحق التنفيذ، قررت أن أبدأ أنا بنفسي وأمهد لتأسيس شركتي الخاصة للعلاقات العامة.
بحثت ونظرت فوجدت أن علم العلاقات العامة أو Public Relations على انترنت العربية يعاني من نقص مؤلم، ويكفيك أن تطالع الصفحة العربية في ويكيبيديا للعلاقات العامة (
الرابط
) حتى تشعر بأوجاع نفسية وذكريات رهيبة تعود إلى أيام الدراسة في أي جامعة عربية، حيث الترجمة الحرفية والكلمات الضخمة هي اللغة السائدة.
لعل بعضكم ينظر لقراري بعين التعجب، وهنا تحضرني فقرة من كتاب رؤيتي للشيخ محمد بن راشد (
الرابط
) حين تحدث عن ردود الفعل الساخرة والرافضة لقرار والده حين أعلن لأول مرة عن تأسيس مدينة جبل علي الحرة في أطراف دبي (ساعتها)، وكيف أن الدول التي هاجمت الشيخ كانت هي أول من سارعت لتقليده حين تبين لها الحكمة البعيدة والرؤية الثاقبة للشيح راشد، وأن الساخرون كانوا هم أول المشيدين بعبقرية القرار وحكمته.
قد يكون قراري نوع من المغامرة، لكن ماذا لدي لأخسره؟ أضعف الإيمان سيكون من حقي الزعم في سيرتي الذاتية أني عملت في مجال العلاقات العامة، وحين تأتي الصغيرة الأنيقة لتسألني هل لك باع في مجال العلاقات العامة، سيكون جوابي بالإيجاب هذه المرة! كذلك، من لا زال منكم يتذكر كتابي التسويق للجميع (
الرابط
)، فالعلاقات العامة من ضمن وسائل التسويق الفعالة.
لماذا أزعج قارئي بتفاصيل مثل هذه؟ لأنك لا تجد بكثرة على انترنت العربية من يخوضون تجارب ويوثقونها بشكل دوري، فالقارئ سيعاصر تجربتي هذه من بدايتها، وستكون له فرصة المشاركة برأيه في أي خطوة تالية يجب على محدثكم أخذها. هذا الأمر يعني أنكم ستجدون مستقبلا مقالات كثيرة عن العلاقات العامة، ومن يدري، لعلي أجمع ما يكفي لتأليف كتاب عنها!
لهذا السبب طلبت من قارئي أن يمدني بما لديه من عناوين البريد الإلكتروني لكل صحفي في بلده، فأي شركة علاقات عامة رأسمالها هو ما لديها من علاقات ومعارف وبيانات اتصال، خاصة بالصحفيين والإعلاميين. قد أكون فردا يبدأ وحيدا، لكن حين يكون معي 500 أو ألف قارئ يمدون لي يد العون، ساعتها سأكون أكبر بخمسمائة أو ألف مرة، وهذه ميزة فريدة لا تجدها لدى الكثير من الشركات الأخرى!
وللحديث – كما العادة – بقية!
[الصورة التوضيحية من تصميمي، ومستوحاة من هذا
الرسم
، واعتمدت على هذه
الصورة
.]