الخياطة عند الطلب

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : شبايك | المصدر : www.shabayek.com

شركة تصميم ملابس جاهزة، لكنك لن ترى لها منتجا في نافذة أي محل أو على أي رف، لأنها أوجدت حلا جديدا وجميلا للمشكلة العالمية والبسيطة: النساء تعشق التسوق، في حين يكرهه الرجال. عوضا عن ذهاب معاشر الرجال إلى المحلات والبحث في الرفوف، يجلس الرجل في رحاب عمله، يأتيه مندوب الشركة ليأخذ مقاساته، ثم يعرض عليه باقة من أجود الأقطان المصرية المصنعة في إيطاليا ليختار منها، ثم يدفع ثمن ما طلبه، عادة ما بين 80 إلى 150 دولار (نصف متوسط سعر أي قميص مماثل من حيث جودة القماش المستعمل).


يطير الطلب إلى مصنع في الصين، يقص ويخيط ويحيك القميص وفق المقاسات المأخوذة من كل عميل، وفي خلال 3 أسابيع يصل القميص إلى صاحبه، وبداخله سيجد أول حرفين من اسمه مكتوبين بالخيط، تمييزا له عما سواه! إنها آلية العمل لدى شركة
J. Hilburn الأمريكية والتي بدأت العمل وفق هذا النموذج في عام 2007 وتتوقع أن تنتهي هذا العام الجاري – 2010 وقد سلمت أكثر من 60 ألف قميص. حتى الآن قدمت الشركة خدماتها لأكثر من 30 ألف عميل، عاد  93% منهم لشراء منتج آخر، الأمر الذي يجعل المبيعات تتضاعف 3 مرات في كل سنة. وفق هذا المنوال، من المتوقع أن تبلغ مبيعات الشركة لعام 2010 أكثر من 9 مليون دولار.
أما رسالة العملاء للشركة فهي بسيطة: لقد أصبحتم الحل المفضل لي، أرجوكم أضيفوا المزيد من المنتجات إلى ما تقدمونه ونحن سنشتري منكم. على أن آلية البيع بسيطة جدا، فالشركة تتعامل مع قرابة 650 خبيرا في الأزياء الرجالية، يحصلون على عمولة قدرها 25% من كل عملية بيع تتم. هذا النموذج يسمح لأي شخص بدخول هذا المعترك، خارج أوقات عمله الرسمية، كما تقول الممرضة الأمريكية التي حصلت على أكثر من 60 ألف دولار عمولة في عام واحد، خاصة وأنها تستطيع نصح الأصدقاء والمعارف وكل من تقابل بتجربة هذه الخدمة الجديدة.
وفق هذا النموذج، لا تتحمل الشركة أي تكلفة في مجال المبيعات أو المخزون، فعمولة البيع لا تـُدفع إلا بعد استلام ثمن كل قميص، ولا حاجة لتخزين أي قميص، لأنه يُصنع بعد دفع ثمنه ويـُشحن مباشرة إلى صاحبه. لا زالت الشركة تفكر في المزيد من الوسائل لتحسين دورة الإنتاج، وتقصير الزمن اللازم من دفع الثمن واستلام القميص بمقدار النصف.
 
من يتابع المدونة منكم منذ زمن سيجد تشابها كبيرا بين هذا النموذج، وبين نموذج الطبع عند الطلب (موقع لولو). هذا التحول الجديد والذي بدأ يتكرر، يؤذن بأن ما نراه هنا ربما كان السمة العامة للبيع والشراء في المستقبل، والحكيم من كان بين الأوائل.