جموح العاطفة واتزان العقل

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : نوف الجهني | المصدر : forum.sedty.com

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته





دائما ما نسأل أنفسنا عن هذا المعنى ولماذا نفقد المصداقية
عند الحكم على شيء بالعاطفة فقط؟؟

إن اعتمادنا على العاطفة فقط يفقد تصرفاتنا
الاتزان بالتأكيد إلى حد كبير..
لكن ذلك الاتزان المقصود
هو ما كان في حدود احترام وتقدير الغير
وعدم التعدي على حقوقهم وحرياتهم وأعمالهم..




خذ مثال على ذلك



المدير في منشأته سواء في القطاع العام
أو الخاص أن غلب عاطفته في قراراته وتعاملاته مع مرؤوسيه
فقد نوعا من الهيبة والاتزان
وأوجد نوعا من الخلل..

خذ مثال الطبيب



إذا غلب عاطفته أمام مريضه وخشي عليه
من العملية المقررة له والتي لا تتعدى
فرص نجاحها مابين (1- 5%)
فقد حكم بالمصير الحتمي على المريض..
كذلك الزوج داخل بيته أن غلب عاطفته على عقله واتزانه
انهار أساس البيت وأركانه..
وأخيرا الشباب المتحمس والمندفع دائما
إن غلبنا العاطفة إمامهم دون ضبط واتزان خسرناهم
ونتج عواقب لا تحمد عقباها..

لهذا أعتقد أن هناك حد فاصل رفيع كالشعرة
بين العاطفة والعقل فالقليل عقل والكثير عاطفة .
وتغلب الوالدين عاطفتهم في التربية ومدى تأثيره على الأبناء؟

بطبيعة الحال هناك توجيه نبوي كريم

يقول



( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)
وبالتالي الأمور الدينية



ينبغي على الوالدين عدم تغليب العاطفة
فيها بأي حال من الأحوال ..
لأنهما المسئولين الأولين أمام رب العالمين
وتجاه حياة الأبناء المستقبلية ومدى استقامتهم والتزامهم..

أما أمور الأبناء الدنيوية



فهناك منها ما يحتاج العاطفة ويمثل ذلك جانب الأم
وهناك العاطفة المتزنة وتكون في الأب
وهناك أمور حاسمة تحتاج العقل في القرار
وعادة تكون من جانب الأب..
وبالتالي تغليب العاطفة في التربية
يخرج جيل غير مسئول
ومقدر للأمور
وجيل غارق في الملذات والشهوات والمحاكاة
والاتكال على الآخرين

الشواهد التي نراها في مجتمعنا اليوم



من عدم تحمل الشباب المسئولية
وعدم إقبالهم على الأعمال والمهن والحرف
وشغل أوقات فراغهم بما يفيد
ما هو إلا دليل عن خلل في التربية الأسرية
والسلوك الاجتماعي

وتغليب العاطفة تجاه الأبناء بعيدا عن العقل
والمنطق والحكمة والاتزان..

بطيعة الحال المرأة خصها الله تعالى بمزايا عديدة
منها العاطفة وبالتالي عاطفتها مختزلة وليست مكتسبة ..

ولهذا دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للأم ثلاثا وللأب مرة ..



وأفهم من ذلك أن نسبة عاطفة المرأة للرجل
هي
( 1الى 3)
ومن هذا المنطلق أعتقد أن هناك حد فاصل
بين العاطفة المحمودة والعاطفة المذمومة
ويمكن القول بين العاطفة وبين السذاجة والطيبة الزائدة
عن حدها..
ويقال تحكم المرأة على الأفعال على حسب حدسها وحسها الأنثوي
وأعتقد أن الحكم بالعاطفة المحمودة المجردة والواعية
لا يؤثر سلبا في قرارات المرأة



أما الحكم بالعاطفة المذمومة والغير مدركة
وتصل للسذاجة فهي التي تؤثر على القرار..

مثال ذلك



دفاع الأم عن أبناءها تجاه الأب في أمر محمود
وتقدير لعدم ترك الأبناء المنزل
بسبب والدهم وطرده لهم خارج المنزل ..
فدخول عاطفة الأم هنا مستحسن ..
أما دفاع الأم عن الأبناء حيال ارتكابهم أفعال شنيعة ومذمومة
ودخول عاطفة الأم دون وعي وبصيرة يعتبر خطأ
يؤثر على الأبناء مستقبلا
ولا يصلح أحوالهم..

و يمكن إيجاد توازن بين العقل والعاطفة
عند اتخاذ القرار

عبر الطرق التالية



بحث القرار من جميع الجوانب والتقصي والدراسة
قبل الإفضاء إلى القرار..
النظر لما سيفضي عليه القرار من نتائج ..
وجعل جميع الاحتمالات مطروحة.
دراسة تلك الاحتمالات الناتجة على القرار
وتحميلها مرة على العقل ومرة أخرى
على العاطفة
والنظر للنتائج النهائية..

اختيار النتيجة الأقرب إلى التوازن
والتي لا تفضي إلى ضرر يلحق بالشخص
أو أطراف أخرى..
أللجو إلى الله تعالى وطلب الخيرة
والاستخارة وطلب الشورى في القرار
يؤهله إلى الاتزان..
وفي ذلك توجيه الهي كريم..