معاهدة مع النفس

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : βẤḾβỐ | المصدر : forum.sedty.com





قل لنفسك من أعماق قلبك مائة مرة كل يوم:

سأسعى لأكون أفضل مما أنا عليه الآن.. في كل شيء.

سأحقق الكثير.. فأنا أثق فيما وهبني ربي من قدرات.



هل تغضب في موقف ما ثم تندم وتكتشف أن الأمر لم يكن يستحق الغضب؟ وهل تيأس سريعًا إذا فشلت في تحقيق هدف بذلت فيه جهدًا كبيرًا؟ هل يتحكم مزاجك اللحظي في قراراتك؟ هل تفقد الثقة في نفسك بسرعة إذا تعرضت للنقد؟ هل تركز على عيوب الآخرين ولا تلتفت إلى محاسنهم؟

إن الميول النفسية السابقة هي نتاج عدم قدرة الشخص على أن يركز له أسلوبًا أخلاقيًّا خاصًا به، وينصح كلا منا بأن يبني «قاعدة نفسية» عميقة، يختار ملامحها بنفسه، عن قناعة تامة، فتكون له كالمصباح الذي يضيء طريقه، ويلهمه في كل قرارته وأفعاله، فتأتي دومًا من مستوى عميق وسوي.. والاستمرارية في هذا المنهج تثمر خيرًا للشخص نفسه، ولمن حوله.

من هذا المنطلق على كل إنسان بأن يرسخ هذه «القاعدة النفسية الأخلاقية» في أعماقه، لتكون طبيعته التلقائية، ويرمز لذلك بدعوته أن يقول الشخص لنفسه مائة مرة

«سأركز تفكيري فقط على ما بداخلي من خير.. وفقط على ما في الآخرين من خير.. وفقط على ما في الأشياء والأماكن من قيمة ستعيش وتنمو».

«وحين تقابلني المحن والشدائد.. سأصمم أكثر من أي وقت آخر.. على أن أحولها إلى كسب في طريق ما هو خير».

«وحين يبدو لي أن هؤلاء الذين وثقت بهم قد خذلوني.. سيتضاعف إيماني.. آلاف المرات.. فيما لدى البشر من شرف ونبل».

«لن أشغل فكري إلا بما يدعم هدفًا مستقيمًا وجديرًا بالاحترام».

«ولن أرسم من الآمال إلا تلك التي تؤدي للحرية والحق».

«ولن أطلب من الحياة إلا ما يمكن أن يضيف إلى صالح جميع البشر».

«سأعيش حياتي من أجل أن أكسب حياة أعلى».

«سأجعل كلماتي دومًا مصدر تشجيع، وإلهام، وبهجة لمن أتحدث معهم».

«سأعمل على أن أكون في خدمة المزيد والمزيد من البشر».

«وفي كل فكرة.. وكلمة.. وعمل.. سيكون طلبي الأساسي هو أن أجعل كل من يمر في طريقي يكتشف في العالم ما هو أكثر ثراءً، ونبلاً، وجمالاً».


إن معاهدة الإنسان لنفسه أن يلتزم بهذه الأخلاقيات مع نفسه ومع الناس تنبع من قدرتين أساسيتين؛ هما قوة التفكير الإيجابي الخلاق، وقوة الحب.. فهو يعتقد بأن الشخص الذي يعرف كيف يجعل من قوة تفكيره، وقدرته على الحب المحركين الأساسيين في كل ما يقول ويفعل، يستطيع أن يحقق كل ما يريده في الحياة لنفسه، وأيضًا يكون له تأثير إيجابي على من حوله.

إذا رسّخ الإنسان هذه «القاعدة النفسية الأخلاقية» في قلبه وعقله، سيختلف سلوكه تمامًا في كل المواقف، فحين يكون على وشك أن يشير إلى نواقص إنسان ما مثلاً سيتراجع.. وإذا ما وجد تفكيره ينصبّ على مصلحته، حتى لو كان سيؤذي الآخرين، سيكتشف خطأه، ويبحث عن بديل أفضل.. وإذا وجد اليأس يتمكن منه، فلن يستسلم، وإذا لاحظ في نفسه دوام الشكوى من مصاعب الحياة، نظر حوله فوجد أن نعم الله عليه أكبر وأكبر، فيتخلى عن الشكوى، ويبحث عن حلول لمشاكله بنفس راضية وصابرة، وبقوة وجلد.. وهكذا.

كلماته ليست مجرد كلمات.. ..بمجرد استقبالها.. كأن المرء يدخل في مستوى آخر من وعيه.. ليتعرف على قوة داخلية كبيرة.. ويجد نفسه متوحدًا مع طاقة أكبر.. تعرف كيف تحب.. وتمتد في كل ما حولها بالحب.. والنقاء.

تُرى كيف يكون شكل الحياة لمن يعيش منا هذه الكلمات؟

بل كيف يكون شكل الحياة على الأرض لو انتشر هذا الوعي بين جميع البشر؟