الفاصل بين العمرتين
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
إذا كانت العمرة الأولى والثانية لنفسه، فهل تشترطون فاصلاً زمنياً معيناً؟
ليس هناك دليل، بعض أهل العلم كره تقارب العمرتين، لكن ليس عليه دليل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)، متفق على صحته، ولم يقل بينهما كذا ولا كذا، وعائشة رضي الله عنها اعتمرت بعد عمرتها الأولى أقل من عشرين يوماً، اعتمرت في أول ذي الحجة أدت العمرة في آخر ذي القعدة من المدينة وكملت حجها مع النبي صلى الله عليه وسلم قارنة لأنها منعها الحيض من أداء العمرة فحجت قارنة ثم استأذنت في العمرة الجديدة في ليلة الحصبة ليلة أربعة عشر، وقالت: إنكم تنطلقون بحجة وعمرة يعني مفردين، وأنا أنطلق بحج، يعني بحج مع العمرة المقرونة، فأذن لها النبي صلى الله عليه وسلم فاعتمرت، فالمقصود ليس على اشتراط المدة بين العمرتين، ليس هناك دليل واضح، وإطلاق النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما) يعم القليل والكثير، لكن إذا كان هناك زحمة أو مشقة فالأولى ترك ذلك، حتى لا يشق على غيره، وأيام الحج يكون مشقة إذا كثر المعتمرون شقوا على الناس فترك ذلك أولى؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يعتمروا بعد الحج ما عدا عائشة، بل اكتفوا بعمرتهم الأولى، فإذا تأسى بهم المؤمن وترك العمرة هذا أفضل، وإذا اعتمر بعد ما يخف الناس وتقل الزحمة فلا حرج في ذلك.