في حوار قوي ومثير لعيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف" ، رد حياتو على تساؤلات كثيرة وهامة أولها كانت الاتهامات التي طالته مؤخرا بالحصول على رشاوي مالية حيث قال: كان أمرا مخجلا ، وهو يدهشني ويفاجئني في الوقت نفسه، فأنا أبدا لم أتورط طوال مشواري الرياضي في أي قضية رشوة، أما ما حدث بالضبط فسأرويه لكم بكامل التفاصيل ، سنة 1995 قرر الإتحاد الإفريقي لكرة القدم إحياء الذكرى الأربعين على تأسيسه، وقد أعطت مؤسسة (أنترناسيونال سبور ولوازير) بشكل قانوني ومصرح به لدى المحاكم السويسرية منحة للإتحاد الإفريقي لكرة القدم قيمتها 25 ألف فرنك سويسري ، وهذه المنحة تعود إلى 16 سنة مضت، وقد سلمت للإتحاد الإفريقي كمساعدة لتنظيم الإحتفالات بالذكرى الأربعين، وشخصيا لم أقبل بها إلا بعد عرضها على أعضاء اللجنة التنفيذية للإتحاد الإفريقي لكرة القدم للموافقة عليها، وبعد الحصول على موافقة الأعضاء جرى تحويل هذه المنحة رأسا لحساب الإتحاد الإفريقي وليس لحسابي الشخصي ، للأسف من قصدوا مهاجمة الفيفا عادوا إلى وثائق هذه المؤسسة المتوقفة عن العمل واستخلصوا منها ما كان يبدو لهم مثيرا للفتنة وللشبهات، فكان سهلا عليهم إتهامي بالحصول على رشاوي وأنا في الواقع منها بريئ، بل إنهم روجوا لملايين وملايين مع أن الأمر يتعلق بمبلغ لا يزيد عن 25 ألف فرنك سويسري. و رفض حياتو اتهام شخص بعينه بأنه من روج لتلك الشائعة وقال : في الواقع لا يمكنني أن أتهم شخصا بعينه أو جهة بعينها ، كل ما أستطيع أن أقوله أن توقيت ذلك تم اختياره بعناية فائقة وهو توقيت التصويت على البلدين المستضيفين لكأسي العالم 2018 و 2022 ، فالقضية تعود إلى 16 سنة مضت، فلماذا انتظروا كل هذا الوقت لإثارتها على بعد يومين من تاريخ التصويت؟! . وبخصوص تفكيره في رفع دعوى قضائية من باب الدفاع عن شرفه ونزاهته قال حياتو: بالفعل فكرنا في الأمر على مستوى اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم، لكن بلاتر وبعض الأعضاء قالوا بأنه من الأفضل التريث بعض الشيء، وأؤكد أنني لست شخصيا من استهدفته هذه الحملات المغرضة بل أن الفيفا بجميع مكوناتها كانت هدفا لهذه الحملات. وبخصوص إختيار روسيا وقطر لتنظيم كأس العالم 2018 و2022قال حياتو: تعرفون أن أكبر أهداف الفيفا أن تنهض بكرة القدم في كل أنحاء المعمورة، وروسيا هي قوة صاعدة، صحيح أن هناك اليوم مرشحين جاهزين من الآن لتنظيم كأس العالم، وأقصد بذلك دولا مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي ترشحت لمونديال 2022 وأنجلترا التي ترشحت لكأس العالم 2018، إلا أن سياسة الفيفا تتجه بالأساس نحو إشاعة كرة القدم في جميع مناطق العالم، صحيح أننا لم نتشاور بهذا الخصوص، على إعتبار أن كل واحد صوت بما يرضي ضميره، لكننا مجمعون على ضرورة أن ينفتح كأس العالم على مناطق جديدة، وهذا المبدأ عملنا به عندما عهدنا للولايات المتحدة بتنظيم كأس العالم 1994 وكان مناسبة لننصح الأمريكيين بإحداث بطولة إحترافية ، أما يتعلق باختيار قطر لتنظيم كأس العالم 2022، فإننا لم نقف عند الذي سجله الآخرون من مؤاخذات، مثل الطقس الحار الذي تعرفه هذه المنطقة، بل سلمنا أيضا بأن منطقة الشرق الأوسط لم تنظم كأس العالم ومن حقها الكامل أن تحصل على فرصتها. وبخصوص المواصفات المطلوبة في البلد التي تنظم كأس العالم قال حياتو : أن تكون لك بملاعب بمواصفات محددة ومضبوطة، أن تكون لك مرافق صحية وطرق سيارة وشبكة إتصالات على أعلى مستوى، وقطر عندما تقولون أن لها المال، فنحن واثقون أنها بهذا المال ستنجز كل ما وعدت به، وكان رائعا أن نسمع أن قطر بمجرد الإنتهاء من كأس العالم سنة 2022 ستفكك كل الوحدات التي أقامتها لتصدرها إلى دول هي بحاجة إليها. و أشاد حياتو بتجربة جنوب أفريقيا في تنظيم كأس العالم لعام 2010 قائلا : ليس هناك من مشكل بحسب ما أظن، عندما أسند لجنوب إفريقيا تنظيم مونديال 2010 تحركت كل الألسن لتقول أنها صفقة خاسرة، وجاءت الحقائق مبطلة لكل تلك الإدعاءات، فقد كانت كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا ثالث أفضل كأس عالم من حيث الإقبال الجماهيري بعد الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994 ، فقد شاهدتم الملاعب التي جرت فيها المباريات، وأتحدى أن تجدوا دولة أوروبية واحدة لها نفس ملاعب جنوب إفريقيا ، وأقول أن هناك دولا إفريقية بمقدورها تنظيم كأس العالم مثل المغرب، الجزائر، مصر ونيجيريا، وإذا ما منحنا اليوم أيا من هذه الدول الفرصة لتحضر نفسها لتنظيم كأس العالم، وإذا ما منحناها ثقتنا كما منحناها لجنوب إفريقيا، فإنها ستنظم كأس العالم بشكل جيد. وبخصوص رئاسته للكاف قال حياتو: عندما تنتهي ولايتي الحالية بعد سنتين سأكون قد أكملت 25 سنة على رأس الإتحاد الإفريقي، و أتصور أنه أمامي سنتان لأفكر وأنتهي إلى قرار إما بإعادة الترشيح لولاية أخرى أو بإعلان إنسحابي. وعن رؤيته لسلبيات وايجابيات فترة وجوده التي وصلت الى 25 عاما قال حياتو في سياق تصريحاته لصحيفة المنتخب المغربية: لا يمكن أن نستمر لمدة 25 سنة من دون أن تكون هناك سلبيات ، ففي شهر يناير الماضي وجهت طلقات نارية لمنتخب توجو وهو يستعد للمشاركة في كأس إفريقيا للأمم، هذا حادث مؤسف لا يمكن إلا أن نضعه في الحصيلة السلبية، أنتم تستطيعون أن تحددوا بدقة أين كانت الكاف قبل 25 سنة عندما تسلمت رئاستها وأين هي اليوم، ولكن ما أنا موقن منه أن الإتحاد الإفريقي لكرة القدم وعلى كافة المستويات (المالي، الترويجي والتنظيمي) تطور بشكل ملفت، الفرق بين الكاف بالأمس والكاف اليوم أشبه بالفرق بين النهار والليل، هناك فارق يستحيل معه القياس، وهذا بالذات ما يدفع للقول أن الحصيلة هي إيجابية بشكل كبير. وبخصوص تنظيم كأسي الأمم الأفريقية لعامي 2015 و2017 قال حياتو: هناك بلدان مرشحان لاستضافة إما كأس إفريقيا للأمم 2015 أو كأس إفريقيا للأمم 2017 وهما المغرب وجنوب أفريقيا بعد انسحاب الكونغو، واللجنة التنفيذية ستجتمع شهر يناير المقبل لتقرر على ضوء التقارير التي أنجزتها لجنة المعاينة من ينظم بطولة 2015 و بطولة 2017.